أنَّا نحن جند الله فى أرضه خلقنا من سخطه وسلطنا على من حل به غضبه، فلكم بجميع الأمصار معتبر وعن عزمنا مزدجر فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم، فنحن ما نرحم من بكى ولا نرق لمن اشتكى فتحنا، البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، فعليكم بالهرب وعلينا بالطلب، فما لكم من سيوفنا خلاص ولا من أيدينا مناص، فخيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق، ورماحنا خوارق، وسهامنا لواحق، وقلوبنا كالجبال، وعديدنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والجيوش لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يسمع لأنكم أكلتم الحرام، وتعاظمتم عن رب السلام، وخنتم الأيمان، وفشا فيكم العقوق والعصيان، فأبشروا بالمذلة والهوان، فلا تطيلوا الخطاب وأسرعوا برد الجواب قبل أن تضرم الحرب نارها، وتورى شرارها، فلا تجدون منا جاها ولا عزا، ولا كتابا ولا حرزا، إذ أزتكم رماحنا أزا، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، وعلى عروشها خاوية، فقد أنصفناكم إذ أرسلنا إليكم ومننا برسلنا عليكم.