ملحمة أديب ثائر وقلم “فضفضة أسير”

لقد مثَّلت الملاحم الأدبية التاريخية عبر العصور الغابرة أهم الركائز الأساسية لتطور الأدب والفكر الإنساني وعلاقته بالحضارات التي قامت وتطورت واندثرت وخُلِّد تراثها وتاريخها، ففي الأدب اليوناني والغربي كانت الملاحم الأدبية زاخرة بتمجيد الأبطال والأساطير والخرافات وصراع اللامتناهي للآلهة والذي انعكس على ثقافة تلك الشعوب وإرثها الأدبي والفكري والفلسفي

قراءة المزيد

فورة “فضفضة أسير”

تختنق الكلمات فينا وتمتد طولًا وعرضًا حتى تبعجَ قلوبنا، فنلفظها على ورقٍ علَّها تصل لمبتغاها، خيولٌ برية هائجة تدكُّ حواف الصدر وجدرانه وهي تتلمظُ للانطلاق لتحررنا من وجعنا، من حملنا الثقيل من بقايا إحساسنا المرهف والمركَّب للحظة ونحن الهاربون من ثقل الزنازين وأعباءها إلى ضيق المدى ووأد الحُلم، نكتب بمداد الأمل ورجاء السنين التي نهشت أعمارنا وحفرت أخاديدًا وشقوقًا في الروح وغيَّرت بسمات الوجه التي اعتادت الموت البطيء والتلاشي، كذكرى عابرة في خيال جائعٍ مشردٍ قرض برد كانون منه أوصالًا وأطناب…

قراءة المزيد

إضراب “فضفضة أسير”

هي حرب معلنة بين ذبيب الحياة وهدأة الموت، حين يكون الجسدُ الإنساني وحيداً كالروح المطاردة، يبدده نزف الوقت البطيء، جوعاً ووحدةً وحزناً لا ينمحي، وهو كأنه من نسل الحجارة والغربان والصقور والفراغ والخوف المجهول والأمل كلها تزاوجت وأنجبته في هذه البقعة المعزولة والقذرة، والمفتوحة على كلِّ شيءٍ إلا الحياة، وقد مضى على إضرابه وجموع المنسيين عن الطعام، ما يربو عن الأربعين يوماً في عزل سجن الرملة، ينهشه الوجع وتخونه حواسه باضطرابها،

قراءة المزيد

ونحن نحبك يا تونس “فضفضة أسير”

كم من آهاتٍ شقّت سكون الليل، وكم من الآلام عبرت حجرات القلب، ثم طاب لها المَقام هناك، فلم تُبارحه، كم من صرخات مكتومة انفجرت في الأحشاء، ولم تجد آذاناً تسمع أو قلباً يُشاركها ثِقل المصيبة، وكم من قريب بالهوية والاسم والدم تخطاك، ذكرى داسها بالهجران، وحاضراً بال عليه وفَجَر، وكم من بعيد بالمكان لا زلت عليه أقرب من رمشة قلب، من حبل الوريد، أعادوا دفق الحياة في شرايينٍ ذبلت، في صحراء البُعد وقيد الجفاء، إلى من كللوا بالعطاء صباحاتنا المتعبة وجسّدوا معاني التماثل والالتصاق والتآخي والفداء، إلى تونس شعباً وثواراً وتُراباً وسماء.

قراءة المزيد

اجتياح “فضفضة أسير”

كان على البائسين أن يعيشوا كل الآلام الفظيعة التي تحز القلوب بسكين ثلمة، كان عليهم أن يواجهوا مصيرهم ويحزنوا وحدهم، وكأنه قدرهم أن تكون قصصهم الرهيبة وُلدت مَنسية!! فليس على الحقيقة أن تَدين عن نفسها، وحدها تقف في وجوه المنكرين دون الحاجة لأية دليل، فشخوص الحقيقة أبلغ من كل الأقوال، فمنهم من قضى ومنهم من يقبع في قعر النسيان، فالحرية شجرة سقيت بدمائهم وآهاتهم وماء الوحدة وعَرق الشقاء، وترعرعت بعيداً عن الشمس هناك في أرض الحكايات والوجع.

قراءة المزيد

فاصل ونعود “فضفضة أسير”

أيها الغائبون والمغَيّبون في دياجير الأسر تَحلّوا بالموت، فهو فرصتكم لكي تخرجوا منه أحياء، وأنتم تودّعون الشهيد تلو الشهيد والحلم تلو الحلم، أيها الغافلون عن الأمل تنبّهوا فأنتم على وشك أن تفقدوه إلى غير رجعة، فصوت الحقيقة لا يغطيه أزيز الذباب، ونور الشمس لا تحجبه سحابات الصيف، أيّها المعلّقون على أبواب العدم، ليس الوجود لعبة للتخفّي، فالجبال الراسخة تهزأ بالنسمات العابرة، جددوا أنفسكم بفقدها قبل أن يضطركم هذا الوجود القاهر إلى رميها في صحراء الهباء، أيّها القادمون رَغماً عنكم أو بإرادتكم إلى هنا، لقد أصبحتم في عِداد الراحلين، هدّئوا من روعِكم قليلاً فإن الأخطر لم يأتِ بعد، أيّها الباكون على الماضي كفكفوا دموعكم طويلاً، أما الحاضرُ والمستقبلُ لن يكن ولم يكون إلا بِهَدْيِكم…

قراءة المزيد

تِبول شورِش “فضفضة أسير”

في صباح الحكايات الآثمة بحب الوطن، الحكايات التائهة التي ضلّت الطريق إلى حناجر رُواتها، عن وطنٍ ضربوا معه مواعيد، فغابوا على مرمى حجرٍ منه، في رُبعه المنفي حقيقةً وذكرى، عن زيتونة الدار شربت من دماء أصحابها حتى ثملت، وهل التوت هناك إلاّ هذيان الأشجار على الغائبين!؟ عن جُرحٍ ينكَؤها كلَ صباح، وهل هديل الحمام هناك إلاّ تاريخ لمذبحة إنسانية أسطورية معاً؟؟!

قراءة المزيد