رغم عبوره السبعين.. سوجاورا يسرق الأضواء في رالي داكار

يشهد رالي داكار هذا العام وجود متسابق متميز، ليس لأنه شخص غريب عن السباق وجاء ليكتشف تفاصيله وإثارته، أو لأنه بطل يحمل في جعبته العديد من الانتصارات، بل لأنه يبلغ من العمر 76 عاما، ويخوض غمار منافسات سباقات الشاحنات، هذا هو الياباني يوشيماسا سوجاورا، الذي يشارك في سباق هذا العام.

ولا يعتبر السائق الياباني هو الأكبر سنا في النسخة الحالية من رالي داكار وحسب، بل إنه الأكثر خبرة في هذا السباق العريق، حيث شارك في 35 من أصل 40 نسخة أقيمت حتى الآن.

واستهل سوجاورا مشاركته في رالي داكار في العام 1983، في منافسات الدراجات البخارية، وعن تلك اللحظة تحدث السائق الياباني قائلا: “لم أكن أفهم طريقة السباق في تلك اللحظة، حتى إنني ظهرت على خط الانطلاق وأنا أحمل إطار احتياطي على الظهر”.

وانتهت المشاركة الأولى لسوجاورا في رالي داكار بمغادرة السباق قبل نهايته، وهو الموقف الذي لم يتكرر معه كثيرا في النسخ اللاحقة، حيث أنه لم ينسحب من السباق سوى 5 مرات فقط، كانت المرات الـ 3 الأولى منها متتالية.

وبعد أن شارك 3 مرات في منافسات الدراجات البخارية، اقتحم سوجاورا سباقات السيارات في الفترة ما بين عامي 1986 و1991، وكان المركز 22 هو أفضل إنجازاته خلال تلك الحقبة.

وفي عام 1992 بدأ سوجاورا في قيادة الشاحنات في رالي داكار، ليحقق أفضل نتائجه في هذا السباق بالحلول في المركز الثاني في أعوام 1994 و1995 و1998 و2001 و2005.

وأضاف السائق الياباني المخضرم قائلا: “بالنسبة لي منافسات الشاحنات هي الأكثر متعة بفضل جميع التعديلات التي تم إقرارها، هذا بالإضافة إلى أن قيادتها مسلية للغاية”.

وحقق سوجاورا، المولود بجزيرة هوكايدو اليابانية، رقما قياسيا رائعا في الرالي الأشهر بالعالم بالوصول إلى خط النهاية في 20 نسخة متتالية في الفترة ما بين عامي 1989 و2009، ولم تكن علاقة سوجاورا رائعة وحماسية دائما مع رالي داكار، الذي يعد أمرا مهما في حياته، فقد كان يفكر خلال مشاركاته الأولى به في تركه وعدم خوضه مجددا بسبب حاجز اللغة والتواصل مع الأخرين، والرحلات الطويلة والتكلفة المالية الباهظة من أجل المشاركة في السباق.

وشارك سوجاورا لمدة 10 سنوات في رالي داكار قبل أن يبدأ في التفكير في قرار الرحيل أو البقاء، وبعد أن أنهى هذه الحقبة اختار السائق الياباني الاستمرار ليحقق رقمه القياسي في عدد المشاركات.

ورغم مشاركاته المتعددة، يرى سوجاورا أن كل مشاركة له في هذا السباق تعتبر بمثابة بداية لم تسبقها خبرات قديمة.

واستطرد سوجاورا قائلا: “المراحل دائما ما تكون مجهولة ولهذا أشعر دائما أنها المرة الأولى لي في السباق”.

ويأخذ السائق الياباني المخضرم مشاركته في هذا السباق على محمل الجد دائما مثله مثل باقي المتسابقين رغم سنه المتقدم.

وينافس سوجاورا في كل عام في رالي داكار بدراجاته البخارية “كي تي إم” في سباق يمتد لأربعة آلاف كيلومتر، بالإضافة إلى ثلاثة سباقات أخرى من هذه الفئة.

وظهر سوجاورا هذا العام في إحدى سباقات المحركات بمنغوليا كما شارك في سباق آخر ربط بين روسيا والصين.

وتسمح لوائح رالي داكار للفرق أن تقوم بتغيير سائقيها خلال السباق، بيد أن هذه القاعدة لا تدخل في حسابات سوجاورا، الذي قال: “هناك بعض السائقين الذين يكون لديهم من يجيد القيادة في المناطق الوعرة ليسهل عليهم السباق ولكنني استمر في القيادة طوال الطريق بأكمله، بما فيه المناطق الوعرة، لا أزال مفعما بالطاقة”.

DPA

شكرا للتعليق على الموضوع