ممدوح غراب يكتب : التعليم يا سيادة الرئيس .. ماذا لو….؟

رؤية الأستاذ الدكتور ممدوح مصطفى غراب محافظ الشرقيه لتطوير التعليم بمصر

السؤال الذي يطرح نفسه من عشرات السنين ولا إجابه هو : لماذا يظل ملف التعليم في مصر معضلة تستعصي على كل الحلول ؟

الإجابه بمنتهى الصراحه لأننا جميعاً ساهمنا ونساهم في جعل التعليم قضيه مزمنه فبالرغم من أن الجميع يشارك فى توجيه الانتقادات للنظام التعليمى فإن الجميع لا يشارك فى تنفيذ أي استراتيجيه للإصلاح تم وضعها خلال أي من الفترات السابقه.

هناك حالة عدم رضا و تبادل للاتهامات بين الحكومات وأولياء الأمور و الطلاب و القائمين على العمليه التعليميه مستوى الطالب ضعيف و الخريج ليس على المستوى المأمول لينافس فى سوق العمل إلا من خلال بعض التجارب الشخصيه (مدارس أو معاهد أو جامعات خاصه) فتجربة الاسكواش الناجحه بمصر من بطولات و ميداليات والتربع على عرشها عالمياً كلها كانت تجارب شخصيه لتولي الآباء و أولياء الأمور الإشراف و التمويل و الابتعاد عن صراع المؤسسات.

فمشكلة التعليم في مصر نتاج أخطاء متراكمه و ممارسات خاطئه مازالت مستمره يساهم فيها الجميع من نظام تعليم يحتاج ثوره و ليس فقط تطوير و ثقافه طالب يجب أن يتعلم لا أن ينجح و أستاذ يحتاج أن يعيش حياه كريمه ليؤدى رسالته و إداره حازمه للمتابعه و المحاسبه.

تعددت التجارب خلال الفترات السابقه لتطوير التعليم من نظام أمريكي الى نظام أوروبي و لم يحدث المأمول من تطوير منظومة التعليم و لا تحسين مستوى الطالب فنجاح تجارب الآخرين اعتمد على ثقافتهم و بيئتهم كذلك نحن يجب أن نعتمد على تجربه مصريه خالصه تأخذ فى الاعتبار الثقافه المصريه.

الجميع يتطلع لأن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس و أن يصبح طبيباً أو دكتور كما يحب أن يسمى أو مهندساً  ونستطيع أن نراجع الإقبال غير العادى فى الجامعات الخاصه على كليات مثل الطب وطب الأسنان و الصيدله والهندسه وغيرهم للذين لم يلحقوا بها بالجامعات الحكوميه ودون النظر للمستوى التعليمى أو احتياج سوق العمل المهم هو لقب دكتور أو مهندس أما الشهادات الفنيه و التي فعلآ نحتاج لخريجيها فالنظره مختلفه والثقافه المنتشره الآن ترى أن الحاصل على بكالوريوس وبدون عمل أفضل من الحاصل على شهاده فنيه ولو أتيحت له فرصة عمل حقيقيه المشكله هنا فى نظرة المجتمع للخريج أم فى نظام تعليم غير واضح الملامح أم فى طالب فقد الهويه أم فى ولي الأمر الذى فقد الثقه فى منظومة التعليم أم فى القائمين على التعليم ؟ كل هؤلاء شاركوا في ما نحن فيه الآن فلا أحد أدى دوره كما يجب فاستراتجيات التطوير تم وضعها من خلال خبراء و وزارات و لكن لم يتم التنفيذ و المتابعه و المحاسبه

متي تنتهى هذه المعضله ؟ سؤال يقرع الأدمغه بلا هوادة

والحل أن الأزمه ستنتهي حين يتضافر الجميع لوضع رؤية موحده للتعليم كوحده واحده و يتم تنفيذها خلال فتره زمنيه محدده على أن يتم أولا دمج وزارات “التربيه والتعليم”و “التعليم العالى و البحث العلمى” فى وزاره واحده يتولى حقيبتها وزير واحد بدرجة نائب رئيس وزراء على أن يتم تعيين نواب بدرجة وزراء للقطاعات المختلفه “التربيه و التعليم “و “التعليم الفنى” و “التعليم العالى” و “البحث العلمى” سوف يساهم هذا الدمج فى توحيد الرؤى و اتخاذ القرار و المتابعه و إعادة هيكلة الإدارات و تكاملها.

فى هذه الحاله نستطيع مراجعة استراتيجية كل قطاع ومشاركة جميع قطاعات الوزاره الموحده فى تطويرها و متابعة تنفيذها

وفي سبيل طرحنا للحل سوف نطرح افتراضات بطريقة ” ماذا لو ” ونعلق على نتائج تنفيذها كالآتي :

ماذا لو :

– تم الاعتماد على تعليم اللغات والبرتوكول والموسيقى و الرسم و الأخلاق و السكلوكيات والنظافه و ثقافة قبول الآخر فى رياض الأطفال وحتى الصف الثالث الابتدائى؟

هل بذلك نستطيع تحسين الأخلاق الذى تأثرت و النظافه التى تدهورت و العلاقات مع الآخرين التى أصبحت مبنيه على الخلاف لا الاتفاق و اختفاء الرحمه و نهضة المجتمع أخلاقياً و سلوكياً  ؟

– تم الغاء الرسوب بالتعليم الأساسى و الاعتماد على اللغات و وضع معاير صارمه للاجتياز ؟

هل سينتهى كابوس الدروس الخصوصيه لطفل لا يجد الوقت للراحه ويحرم من أن يعيش طفولته كما أن ينبغي أن تكون بما يفترض أن تحتويه من فرح و مرح و إطلاق العنان لأحلام جميله ؟ وما تأثير ذلك حال تنفيذه على اقتصاديات الأسره ؟

– تم  دمج جزء من التعليم الفنى بالتعليم الأساسى وإكساب الطالب بعض المهارات اليدويه؟

هل سيساهم ذلك فى زيادة رغبة الطالب فى إكمال دراسته الفنيه و بالتالى التوسع فى التعليم الفنى ؟

– تم منح الجامعات بكالوريوس تقنى بديلا عن الدبلوم الفنى ؟

هل يساعد ذلك على تغير نظرة المجتمع للحاصلين على الدبلومات ويزيد من الاقبال على التعليم الفنى و توفير فنيين على مستوى تقنى عالى ؟

– تم  إعادة النظر فى سياسة القبول بالجامعات و مراجعة أسلوب الاعتماد على الثانويه العامه كمعيار أوحد للقبول بالجامعات و إعادة النظر فى التعليم الثانوى؟

هل ستنتهي مأساة الأسره و الدوله من شد وجذب و تبادل اتهامات و تأثير ذلك علي اقتصاديات الأسره و الدوله ؟

– تم إلغاء نظام التنسيق المركزى بالجامعات؟

هل ستنتهى مأساة التوزيع الجغرافى و الاغتراب للأبناء و تكلفتها النفسيه و الماديه و عودة الاستقرار للأسره كذلك تخفيض ميزانيات الإعاشه بالمدن الجامعيه ؟

– تم تقديم قروض من الدولة لتعليم أبنائها بالجامعات على أن يتم السداد بعد التخرج بخمس سنوات ولمدة من عشرة لخمسة عشر سنه على أقساط بسيطه ؟

هل ستساهم فى توفير ميزانيات لتطوير الجامعات و توفير ميزانية للدوله للصرف على التعليم ما قبل الجامعي و الإلزامي؟

لكل تساؤل تم طرحه هناك اجابات و رؤى سوف يتم عرضها لاحقاً لوضعها على طاولة الساده المهتمين و المهمومين بهذه المنظومه فالحلول كثيره و الاستراتجيات متوفرة و الخبراء جاهزون و لكن جديه و صرامه التنفيذ هو ما نأمله.  فالوقت مناسب لكل ذلك فى ظل وجود إراده سياسيه و إخلاص و حس وطنى من قياده واعيه.

بقلم دكتور: ممدوح مصطفى غراب 

 روز اليوسف

شكرا للتعليق على الموضوع