عادل المزعل يكتب : من أمن العقوبة أساء الأدب

بداية تحية حب وتقدير واعتزاز إلى رجال الشرطة الشرفاء الأمناء الذين يبذلون جهدهم من أجل أن يستتب الأمن في ربوع الكويت ومع تقديري الكامل لجهودهم إلا أننا أمام حقائق دامغة تكشفها الإحصائيات والأخبار التي تطالعنا بها وسائل الإعلام صباح مساء، فالكويت للأسف لم تعد واحة أمن وسلام كما كانت لأنها ظهرت بها أنواع جديدة من الجرائم تعصف بجهود رجال الأمن وتبدد ثمرة عملهم واقصد بها جرائم السطو المسلح في عز النهار وعلى مرأى الجميع ابتداء من البنوك وانتهاء بمحلات البقالة حتى إن المرء الآن عندما يقف أمام ماكينة البنك ليسحب من رصيده يتلفت يمينا ويسارا خشية وخوفا لهذه الدرجة.

دب الرعب في نفوس الناس وهم يسمعون الجرائم التي ترتكب فضلا عن بيوت الدعارة التي سادت ولم تجد معها جهود وحملات وزارة الداخلية على الأوكار فما أن تغلق وكرا حتى تنفتح اوكار أخرى وحتى الكهرباء لم تسلم من اللصوص فها هم يقطعون أوصال شبكاتها الكهربائية وأصبحت كابلات الشبكة الكهربائية بما تحويه من نحاس ومعادن أخرى هدفا لهجمات اللصوص يتجهون إليها نشرا وسحبا للأسلاك مما يتسبب في أعطال يومية للكهرباء ضج منها كل بيت في الكويت فلا غنى عن الكهرباء كما لا غنى عن الماء حتى أغطية المناهيل نالت من حظها الشبكات الإجرامية في الكويت وكذلك المخدرات فالحديث عنها يطول فالكميات المضبوطة توحي بالأهداف الخاصة لتجار المخدرات وهي ضرب الكويت في أبنائها، فعلى الرغم من الجهود الجبارة لجهاز مكافحة المخدرات ونجاحه في مصادرة الكميات الهائلة من المخدرات إلا أن المخدرات موجودة في الكويت وعلى كل نوع على اختلاف أسمائها حتى إن بعض المهربين الذين يلقى القبض عليهم يديرون أنشطتهم من خلف قضبان السجن نعم لدينا أكثر من مائة جنسية كل واحدة تحمل جيناتها وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها، لكن أبدا ينبغي الا تمس الكويت ولا أمن الكويت فإن ضاع الأمن لا تنمية ولا استقرار فرأس المال لا يتحرك إلا في أمان واطمئنان.

كل هذه الجرائم على تنوعها تدل دلالة واضحة على أن القانون موجود، ولكن لا يطبق بحذافيره وبشدته فإذا أمن المجرم العقاب الصارم الشديد أساء أدبه وأخذ يتمادى في جرائمه.

إن عودة الهيبة لرجال الأمن هي جزء من فرض الأمن في الشارع الكويتي وهي خير بداية لنشر الأمان في ربوع الكويت، وهذه الهيبة لن تعود كما كانت الا عندما يطمئن رجل الأمن ان تنفيذه للقانون خير سند يحميه من أي سلطة أو مسؤولية أو متنفذ أو صاحب حصانة فلا بد للقانون أن يطبق ويسري على الكبير قبل الصغير.

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.

الانباء الكويتية

 

شكرا للتعليق على الموضوع