الموت الأسود يعود للظهور من جديد

تقارير – التلغراف : عاد الموت الأسود للظهور من جديد، وهو المرض القاتل الذي قضى على ما يقارب من ثلث السكان في أوروبا في القرن الرابع عشر، حيثُ تم الإبلاغ عن حالات من الطاعون في الولايات المتحدة الأمريكية وبيرو وأفريقيا.

 كما ذكرت مجلة الأمراض المُعدية والطبّ الوقائي أن هناك نحو 1000 إلى 2000 حالة طاعون كل عام يتم الإبلاغ عنها لمنظمة الصحة العالمية.

ويُذكر أن التطورات التي أجراها الباحثون من فرع غالفستون الطبي بجامعة تكساس قد أثمرت عن لقاحات محتملة جديدة للوقاية من، كما ورد في مجلة إن بي جي فاكسينز.

وقام فريق من الخبراء في علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة بتعديل جينات بكتيريا يرسينيا الطاعونية المسؤولة عن الوباء، وذلك من أجل إنشاء سلالة أضعف والتي يمكن تقديمها للمرضى لتعزيز مقاومتهم للبكتيريا. وقد تم تطوير ثلاثة لقاحات واختبارها لتحفيز الاستجابة المناعية في الحيوانات ضد سلالة الالتهاب الرئوي الطاعوني، وهو نمط الوباء الذي ينتقل عن طريق الهواء وأكثر أنماطه خطورة.

30

 وقد تم إعطاء الفئران جرعتين تتألف كل منهما من ثلاثة لقاحات، وبعد التلقيح بأربعة أشهر، تمت إصابتها بالالتهاب الرئوي الطاعوني، وأدت جميع هذه اللقاحات إلى استجابات مناعية طويلة الأمد والتي سمحت للفئران بالنجاة من الطاعون.

المخاوف المتعلقة بالسلامة

تم تصنيف بكتيريا يرسينيا الطاعونية من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها باعتبارها من المستوى الأول. الأمر الذي يشير إلى أن البكتيريا تشكل الخطر الأكبر على السلامة والصحة العامة. وقد أثيرت بعض المخاوف بأنه عندما يتم فصل سلالة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية عن مرضى الطاعون، فيمكن تعديلها لاستخدامها في الأسلحة البيولوجية.

ويدّعي أشوك شوبرا، وهو أستاذ علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة في فرع غالفستون الطبي بجامعة تكساس، بأنه لم تكن هناك أي آثار جانبية ضارة للقاح، حيث يقول: “بالإضافة إلى مدى فعالية اللقاح في الوقاية من المرض، فإن السلامة هي إحدى الجوانب الأخرى المهمة لتطوير اللقاح. وقد أظهرنا بأن سلالات البكتيريا الطافرة تعدّ من اللقاحات الآمنة المرشّحة، حيث لم تُظهر التحليلات المفصّلة أي علامة على تضرّر أنسجة الجسم في الحيوانات التي تم تلقيحها.”

وفي حين يتغير العالم الطبيعي بشكل كبير وفي كثير من النواحي، سواءً للأفضل أو للأسوأ، إلا أن هناك أشياء لا تتغير على الإطلاق.

ويستمر المرض الذي أصاب العالم بالطاعون منذُ قرون بإحداث الضرر.

ولحسن الحظ فقد تطوّر البشر ليكونوا أكثر تمكّناً من العلم، ومن المدهش أن نرى الفارق الذي أحدثته العلوم الطبية، حتى ولو كنا نشاهد هذا المرض.


شكرا للتعليق على الموضوع