ريم ياسرتكتب : تشويش..مؤقت

صخب المدينة و ضجيج الحياة ، أصوات تتعالي و آذان هنا و جرس هناك ، اناس يتعاركون و كائن حي يبحث عن طعامه وسط أكوام من القمامة ، وشخص يسعي بجد و اجتهاد ليعيش و يحقق أحلامه ، حروب دائرة و طائرات تشن غاراتها ، معارك لا تنتهي و العالم في حركة مستمرة ، قطرة ندي تسيل علي زجاج عربة قديمة و رنين وردة تجف لتسقط علي الأرض و أخري تتفتح لشمس يوم جديد و أخيرا شششش…صمت تام ، تغلق عيناك لتتخلص من ذلك التشويش.

ترهقنا الحياة و تجذبنا داخل طياتها كما ينجذب الحديد الي المغناطيس ، بين محطات الصعود و الهبوط نسير أحياناً تائهين و أوقات أخري بخطي ثابتة نحو أهداف بعينها و لكن فجأة و بدون سابق إنذار قد يصيبنا التشويش المؤقت فيعطلنا بعض الوقت.

كأي مرض لأبد من معرفة أمرين اساسيين ، الأسباب و طرق العلاج ، بالنسبة الي أسباب التشويش و حالات التخبط التي قد نصاب بها في أي وقت و في أي عمرٍ، فإنها إما أن تكون ناتجة عن إحساسنا بالعجز لعدم بلوغ شئ ما او تحقيقه و إما عن عجزنا عن معرفة ما نريده من هذه الدنيا.

واما عن طرق العلاج فإليك عزيزي المشوش ” الروشتة الفعالة للقضاء علي الأصوات الزنانة” :

 أولا:عليك أن تؤمن بأن هناك الله القدير الذي خلقك لمهمة معينة و ان لك في هذه الأرض رسالة يجب أن تؤديها و أنك لم تخلق عبثاً حاشا لله .

 ثانيا:أن تثق بنفسك و تؤمن بقدراتك و تذكر أن في خفايا تلك الروح التي انهكها التشويش قوي كبيرة لو تجمعت لهمت بإزالة جبل وحدها ، ثالثا: التركيز ثم التركيز ثم التركيز علي عدة محاور، أولها ان تدرك ماهيتك و ما أهدافك و كيف تصل اليها ، عندها ستجد نفسك علي المسار الصحيح.

وأخيراً ابتعد عن كل ما يؤذي نفسك حتي و إن بدي لك ضئيلاً ، استجمع قواك و اترك لعقلك الوقت و المساحة و وفر له الراحة حتي يستطع التحدث ، فإن تحدث انصت له جيداً ، فإنه حليفك الذي لا يخونك و كذلك استمع الي قلبك فهو لا يريد شقاؤك و بعدها تدبر ، فستتضح الرؤية و فجأة سينتهي الصخب و سيذهب التشويش ليعكر صفو شخصاً اخر و لكن احذر ، قد يخبط بابك في أي وقت فكن علي أهبة الإستعداد و لا تترك نفسك ضعيفة اوهشة  فيشدها تيار اليأس الي القاع .

شكرا للتعليق على الموضوع