متحديا الشرق والغرب.. ترامب يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء التحضيرات لنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، في تحد للدول العربية والغربية التي كانت قد حذرت من خطورة هذه الخطوة.
وفي كلمة ألقاها في البيت الأبيض، قال ترامب “آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل”، مضيفا “نحن اليوم نعترف بالواقع، بأن القدس هي عاصمة إسرائيل”، معتبرا أن هذا القرار “تأخر كثيرا”.
وأشار إلى أن “العديد من الرؤساء قالوا إنهم يريدون القيام بشيء ولم يفعلوا”، مضيفا أنه “لا يمكن حل مشاكلنا باتباع نفس الأخطاء في الاستراتيجيات السابقة”.
وشدد ترامب على أن بلاده “ملتزمة بالتوسط لتحقيق اتفاق سلام يصب في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين”، وأن هذا القرار لا يمس بالوضع النهائي للتسوية بين الطرفين، لافتا إلى أنه يدعم حل الدولتين في حال اتفق الطرفان.
وتابع: “هذا القرار لا يهدف إلى الابتعاد عن الالتزام الكامل بتسهيل اتفاق سلام مستدام، نريده أن يكون رائعا للإسرائيليين والفلسطينيين. هذا لا علاقة له بالوضع النهائي بشأن الحدود المتنازع عليها أو الاتفاق النهائي بين الطرفين”.
وطالب الرئيس الأمريكي من وزارة الخارجية الاستعداد لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وإطلاق عملية توظيف لمهندسين ومتعاقدين لبناء السفارة، بحسب “سكاي نيوز عربية”.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرار ترامب بالاعتراف بالقدس بأنه ”حدث تاريخي“.
وقال نتنياهو في كلمة مصورة معدة سلفا، إن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينبغي أن يتضمن القدس عاصمة لإسرائيل كما حث الدول إلى نقل سفاراتها إلى المدينة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” للأنباء.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن مصر تستنكر إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وترفض أية آثار مترتبة عليه.
وأضافت في بيان: ”أكدت مصر على أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة“.
وأشارت إلى ”قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي“.
وذكرت الوزارة: أن القرار ستكون له ”تأثيرات سلبية للغاية“ على عملية السلام.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه لا بديل عن حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإٍسرائيليين، وإن القدس قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة.
وقال جوتيريش: ”تحدثت بشكل مستمر ضد أي إجراءات أحادية الجانب تعرض للخطر احتمالات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين“.
وأضاف للصحفيين: ”في هذه اللحظة المشوبة بالقلق الشديد أود أن أوضح: لا بديل عن حل الدولتين.. لا توجد خطة بديلة.. سأبذل كل ما في وسعي لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى مفاوضات مجدية“.