يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
استقبلت خبر العملية الارهابيه التى تمت بالأمس فى طريق الواحات والتى راح ضحيتها الكثير من الشهداء الأبرياء ، مثلى مثل الكثيرين غيرى…
استقبلته وكأن كل من استشهدوا هم أفراد من عائلتى انا شخصياً ….فبكيتهم لساعات طويلة وتفاديت رؤية صورهم الى الْيَوْمَ لانى اعلم انى سأنهار كلياً ….رحمة الله عليهم جميعاً
استقبلته بمزيج مختلط من المشاعر …
حزن على ارواح من رحلوا عنا وهم يؤدون واجبهم الوطنى تجاه تراب هذا البلد الطاهر
وفرح لما نالوه من شرف الشهادة فى سبيله استقبلته بغضب شديد تجاه الجبناء، ممن قاموا بتلك العملية الوضيعة ورغبة خياليه فى مواجهتهم وجهاً لوجه لأفتك بهم بكل ما أوتيت من قوة الثأر التى غمرتني …
استقبلته بضعف شديد امام مشهد طاف أمام اعينى ، مشهد لآباء وأمهات ، قد انطفأ نور اعينهم بفقدان ولد قد امضوا العمر يرعونه و يربونه على عشق كل شبر بهذا الوطن …
استقبلته بكل الحب والاحترام والتقدير ،لكل شهيد ضحى بروحه ودفعها ثمناً غالياً ، من اجل سلامتى وسلامة اولادى وسلامة شعب هذا البلد …
و استقبلته بكل البغض و الاحتقار و الاستنكار ، لكل ارهابى غادر أعطى نفسه الحق الباطل ، ان يزهق ارواح من هم اشرف منه عقيدة و أكرم منه خلقاً و أطهر منه روحاً وقلباً …
استقبلته بسيل من الأسئلة لم وَلَن اجد لها اجابة منطقية يوماً ، اريح بها فكرى وأخمد بها عقلى
فأنا لن اجد يوماً مبرراً لعمليات الاٍرهاب ولن اجد يوماً مبرراً ” لقتل نفس بغير حق ” …
تحت اى مسمى ، وتحت اى راية ترتكب تلك المذابح !!!
الى أى دين تنتمى تلك العقائد الاجراميه الدموية الرخيصة …
وهل هناك دين على وجه هذه الارض ، يبيح تلك العمليات … لا لا يمكن …
ليس هناك دين يبيح ان يسعى امرء فى الارض فساداً وخراباً وسفكاً للدماء …
ليس هناك دين يبيح ان تحرم ام من ولدها ، الا يرى والد ولده مرة اخرى ، ان يترك طفل يتيماً بعد رحيل ابيه ، ان ترمل زوجة بعد رحيل زوجها …
اى فكر متخلف هذا !!! اى فكر هذا الذى يخلو من كل معانى الإنسانيه و المروءة والرحمة !!!
أستغفرك ربى وأتوب إليك ..حسبنا الله ونعم الوكيل …
إذن فهؤلاء لا دين لهم سوى الكفر بكل الاديان ولا عقيدة لهم سوى سفك الدماء …
ولكن لما … لمصلحة من !!!
هل ترتكب كل تلك الجرائم من اجل إسقاط دولة !!!
فليعلم كل من هم وراء تلك المخططات الواهية الساذجة الضئيلة ان مصر لم تسقط ، لا تسقط و لن تسقط يوماً ….
فليعلموا ان دماء شهداءنا الطاهرة تسيل ، فتروى تراب أراضيها ، لتطرح مزيداً من الأبطال الذين لا غاية لهم سوى الموت دفاعاً عنها، فيصطفون بقلب يملأه الإيمان و بابتسامة يسكنها الرضا بقضاء الله وقدره ، امام من تسول له نفسه ان يخطو خطوة واحدة، بقدمه النجسة على ارض مصر …
فدماء الشهداء هى من ترسم حدود الوطن …
اقرأ للكاتبة :
سيبها على الله ” …… و “ونعم بالله