صحيفة: تركيا أحبطت انقلابا ضد قطر
نشرت صحيفة “يني شفق” التركية، تقريرًا عن إحباط القوات التركية في قطر انقلاب سياسي ضد أمير قطر تميم بن حمد في اليوم الأول من اندلاع الأزمة الدبلوماسية القطرية الخليجية.
وقالت الصحيفة: “لم تقتصر أزمة الخليج التي خرجت إلى السطح في الخامس من يونيو/حزيران 2017، على قرار حصار دولة قطر سياسيًا وأيديولوجيًا واجتماعيًا والأهم اقتصاديًا والذي اتخذته كلّ من الإمارات العربية المتحدة والسعودية والدول التابعة لهما”.
وأضافت: “بل أرادت دول الحصار تلك الإطاحة بالأمير القطري، وتسليم السلطة في قطر لأحد شيوخ عائلة “آل ثاني” الحاكمة وبالطبع سيكون مواليًا للسياسات السعودية والإماراتية. لذلك اختاروا ابن أخ الأمير القطري والمقيم بلندن”.
وقد كشف حقيقة الدور التركي في إحباط الانقلاب العسكريّ في قطر، الكاتبُ التركيّ بصحيفة يني شفق “محمد أسيت”، خلال مقالة تحمل معلومات وتفاصيل جديدة للساعات الأولى الحرجة التي عاشتها قطر بعد قرار إعلان الحصار حتى انجلاء خطر الانقلاب العسكري عبر الدور الذي قامت به تركيا. وتمّ نشر المقالة لأوّل مرّة، في مجلة ” Gerçek Hayat” غيرتشيك حياة الصادرة بالتركية.
وكشف الكاتب، أنّ نشر قوات تركية على الأراضي القطرية، بعيد اندلاع الأزمة الخليجية في 5 حزيران الماضي غيّر المعادلة وقلب الموازين. عرقل التحرّك التركي في الوقت المناسب، تنفيذ المخطط مما أثار غضبًا سعوديًّا إماراتيًّا ضدّ تركيا.
فما إن أقرّ البرلمان التركيّ في 7 يونيو/حزيران الماضي، نشر قوات تركية في قطر، إلا وانقلبت الموازين خاصة مع السرعة التي أقرّ بها التشريع الذي صدّق عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سريعًا.
حيث إنّ الخطة الموضوعة من قبل دول الحصار كانت بأن تتمركز قوات بحرية وضفادع بشرية إماراتية في البحرين تمهيدًا لتنفيذ هجوم مباغت، ومن ثم تقوم بالسيطرة على موانئ قطر ومطار حمد الدولي، في حين تركت مهمة الاقتحام البري والسيطرة على البلاد للسعودية.
ولكن تركيا لم تمنح الإذن بأيّ عبث في المنطقة، وعلى الفور تحرّكت القوات التركية المكوّنة من 200 عسكري مسلحين، ومدرّبين بشكل عالي، فور تلقيهم الأوامر من أنقرة إلى مناطق تمركزهم القريبة من قطر ومناطق أخرى في المنطقة، تحرّك الرتل العسكري التركي للإحاطة بالقصر الأميري في قطر.
ويستمرّ كاتب المقال بالقول، أنّ التعليمات الواضحة التي تلقّاها العساكر هي منع اقتراب قوات أيّ دولة أخرى من محيط القصر الأميري القطري، وأنّ مهمتهم المحدّدة هي ضمان سلامة وأمن أمير قطر ضدّ التحرك المحتمل من المحور السعودي الإماراتي في تلك الليلة.
ولو لم تتدخل القوات التركية في الوقت المناسب لكانت قطر ومنطقة الشرق الأوسط برمتها اليوم تعيش حالة ووضعًا مختلفين عن الآن.
عدم الارتياح السعودي الإماراتي من الدور التركي الذي ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية على قطر، تجسّد في إحدى بنود الشروط الـ13 التي تضمنتها الوثيقة التي تقدّمت بها دول الحصار إلى قطر، لتجاوب عليها في غضون 10 أيام، حيث اشترطت دول الحصار إغلاقَ القاعدة العسكرية التركية في الدوحة.
وسبب اشتراط دول الحصار تلك هو علمهم أنّ أي محاولة انقلابية أو أي تدخل عسكري من جانبهم سيكون مصيره الفشل، فالوجود التركيّ في قطر سيعيق كلّ تلك المحاولات وسيفشل أي تدخل، لأنّ الوجود التركيّ هناك بمثابة صمام أمان كي لا تنفجر المنطقة.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية بقطر وفرضت عليها حصارا بريا وبحريا وجوا، متهمة الدوحة بالتقرب من إيران ودعم الإرهاب.