محسن عقيلان يكتب: السقوط الهادئ للطائرة التركية والتحقيق المكتوم

مر سقوط الطائرة العسكرية التركية الثلاثاء الماضي  من طراز  C-130 فوق جورجيا مرورا يبدو هادئا في الاعلام لكنه بالتأكيد لم يمر هكذا عند اصحاب الراي والخبرة فطريقه سقوط الطائرة وتطاير اجزاء من هيكلها في الجو وغياب اي تصريح واضح من وزاره الدفاع التركية  بانتظار نتائج التحقيق كلها علامات تفتح الباب لأسئلة كبيره ربما لفرضيات اكبر عندما تسارع  اذربيجان  الى فرضية  تهالك الطائرة او عدم تثبيت الحمولة جيدا ورغم ان هذا تفسير تقني وارد الا ان سرعه طرحه قبل اكتمال التحقيقات جعلت كثيرين يزدادون قناعة ان هناك ما يخفى او على الاقل ما يخشى التصريح به لذلك قد يكون من المفيد للوصول الى فهم اقرب للحقيقة ان نذكر كل الاطراف المحتملين من غير استبعاد ايضا فرضيه السقوط العرضي قبل ان نتوقف عند الطرف الذي لا يمكن تجاهل وجوده في اي ملف امني حساس في المنطقة.

روسيا

قد يقول محلل ان روسيا ربما ارادت الثأر لسقوط طائره لها على يد تركيا في سوريا قبل سنوات لكن الظروف اليوم غير ملائمه تركيا وروسيا في حاله توازن مصالح واضحة وتبادل ادوار دقيق في سوريا والقوقاز واوكرانيا هذا يجعل هذا الاحتمال ضعيفا لكنه غير مستحيل مجموعات كرديه.

 يبقى احتمال قيام عناصر متشددة من حزب العمال الكردستاني او جماعة متمردة منه بعمليه كهذه أمر غير مستبعد لكن القدرة التقنية على تنفيذ اسقاط لطائرة عسكريه في اجواء جورجيا محل نقاش الا اذا تلقى دعم من أطراف إقليمية حليفة يصبح احتمال وارد.

إيران

العلاقات التركية الإيرانية تشهد تنافسا اقليميا لكن لا يوجد مؤشر عملي ان طهران ستقدم على عمل كهذا في هذا التوقيت الذي تجهز نفسها فيه لحرب إقليمية قادمة ضدها الاحتمال مستبعد اليونان وأرمينيا.

ارمينيا اليوم أضعف من ان تدخل مواجهه مباشره من هذا النوع واليونان مهما كان خلافها عميق مع تركيا لا تجرؤ على خطوه تعطي تركيا لمبرر مواجهه مفتوحة الاحتمالان شبه معدومين.

من   الطرف الواضح  و الخفي  معا  الذي لا يجرؤ احد على استبعاده و لا اتهامه   هنا جميعا  بدأنا  في الالتفات نحو طرف يعرف الجميع انه يمتلك القدرة والادوات والجرأة والغطاء الدولي انها اسرائيل ليس من باب الاتهام المباشر بل من باب طرح فرضيه منطقيه في عالم الاستخبارات  اسرائيل طالما تصرفت في الاقليم بلا قيود تذكر وبتنسيق عميق مع الولايات  المتحدة وفي بعض الاحيان دون انتظار موافقه واشنطن نفسها وهي الطرف الوحيد الذي لا يحسب حسابا كبيرا للإدانة او الردود ويملك القدرة للوصول الى اي نقطه في الشرق الاوسط تقريبا لكن لماذا هذه الطائرة بالذات ولماذا هذا التوقيت الجواب كما يقول بعض اصحاب الرأي قد يكون في هويه العشرين فردا الذين لقوا مصرعهم  فبينهم عدد من المهندسين والخبراء الفنيين ذوي الأهمية في ملف صيانه وتطوير طائرات اف 16 والمتابعون لمفاوضات تركيا المعقدة مع الولايات المتحدة بخصوص طائرات اف 35 اذا صح هذا المعطى تصبح الطائرة ليست مجرد وسيلة نقل بل حامله لعقول حساسة في مسار التوازن الجوي الاقليمي وفي حال وجد طرف يريد توجيه رساله لتركيا فان الرسالة تصبح كالاتي:

 اسقطنا طائره بدون رئيس ويمكن ان نسقط واحده اخرى بالرئيس في تلميح واضح ان حادثه الرئيس الايراني الراحل ابراهيم رئيسي ليست ببعيده عن الذاكرة .

لسنا موافقين على امتلاك تركيا ادوات جويه تغير قواعد اللعبة وخاصه 35 -F

 قدرتنا على الوصول اليكم قائمه وقدرتكم على الرد محل حسابات معقده .

ولا ينسى البعض واقعه الطائرة المصرية التي اسقطت اثناء عوده ضباط تلقوا تدريبا حساسا في الولايات المتحدة ليضعوا اسم اسرائيل ضمن قائمه الجهات التي يجب عدم استبعادها في هكذا ملفات.

 اذن حتى الان لا توجد نتائج معلنه أو تفريغ لمحتوى الصندوقين الاسودين للطائرة التركية لكن التجارب السابقة تقول ان ما يعلن ليس دائما ما حدث فعلا وان ما يتم كتمه غالبا يكون أخطر مما يتم كشفه خاصة إذا كانت اسرائيل طرف فيه

 ربما يكون الحادث مجرد خلل فن مفاجئ وربما يكون اكثر من ذلك بكثير تحليل كهذا ليس اتهاما بل استباق للنتائج وطرح لفرضيات قائمه في ادهان كثيرين داخل تركيا وخارجها

بقى ان نرى هل سيكشف التحقيق الحقيقة كامله ام ان بعض صفحاته ستغلق تجنبا لفضيحه لا تستطيع انقره التعامل مع تبعاتها.

اقرأ للكاتب

محسن عقيلان يكتب: خطة نتنياهو المتحركة وقعر البئر

شكرا للتعليق