أنور السمراني يكتب: من الإبتكار إلى الإبداع “نحو المخيّلة المبدعة”

قال الأقدمون: “لا جديد تحت الشمس″، وأيضًا “إنّ المعرفة تذكّر”. وأضاف علم الإيزوتيريك موسّعًا آفاق الفكر: “إنّ مطلق هدف مريد المعرفة الرصين هو أن يضيف شيئًا جديدًا إلى وعي الحياة…”.

وبين المفاهيم القديمة والفهم الجديد، وبين التذكّر والتعلّم والتجربة والتوسّع والإدراك والتعمّق والإبتكار، بينها كلّها تقبع معادلات إيزوتيريكية خافية… مَن كشف النقاب عن أسرارها سبر أغوار الوعي حيث تشعّ الحقائق، لينطلق منها إلى مغامرة مع الإبداع، تنتهي في رحلة تحقيق المخيّلة المبدعة.

مؤلّف “عالم الفنون – حقائق إنسانيّة في كشوفات مستقبليّة” بقلم د. جوزيف مجدلاني (ج ب م) – مؤسّس مركز علم الإيزوتيريك الأول في لبنان والعالم العربي، يشرح أنّ الإبداع الحقّ للساعي إلى التطور في الوعي، يكمن في استلهام المعارف المفيدة من الطبقات السامية وتقديمها إلى مريدي الوعي انطلاقًا من مبدأ الخير العام…

يشير الإيزوتيريك إلى أنّ الإبتكار هو (تقديم الجديد) من معطيات موجودة (قديمة)، أمّا الإبداع فهو أخذ هذه المعطيات ورفعها إلى أعلى بطريقة مبدعة (أي تقديم شيء جديد كلّيًّا)… أمّا الهدف الحقيقي للإبداع فهو: الجمال!

نستنتج هنا أنّ الابتكار يجب أن يأتي أوّلًا، لأنّه عامل أساس لتفتيح طاقات النفس وإطلاقها باتجاه الذات، حيث الإبداع الذي بدوره (وفي مرحلة لاحقة) يوصل إلى تحقيق المخيّلة المبدعة. بمعنى أنّ الابتكار الزامي للتصعّد وليس اختياري… على غرار مقولة: “التغيير إجباري، أمّا النمو فاختياري”.

  لم أتعجّب عندما وقعت على العشرات من الطرق العمليّة المقترحة لتقوية الإبداع لدى المرء، ولا سيما عندما لاحظت مدى اقترابها من فكر الإيزوتيريك… وبعضها:

  ١- التشجيع على العمل الجماعي.

  ٢- الموسيقى والفن.

  ٣- الغوص الإرادي في المجاهل الخافية.

  ٤- التأمّل.

وهناك اقتراحات عدّة أخرى لتقوية الإبداع لدى المرء، منها المشي والرياضة، وأيضًا الراحة، ومراقبة الأحلام، والتمرّس على دقّة المراقبة، وغيرها من النقاط المثيرة للاهتمام.

   لكن الغريب في الأمر غياب عنصر التنظيم عن الدراسات كافّة، وهنا أهميّة الغوص في المفاهيم الباطنيّة التي يقدّمها علم الإيزوتيريك، والتي تتطلّب من مريد المعرفة الرصين أن “يجمع الأضداد” في نفسه بغية تمكّنه من رفع مستوى الوعي في حياته بشكل عام، إن صحّ التعبير…

هذا هو العنصر الذي يبقى الأهمّ في الايزوتيريك، ألا وهو الشموليّة! لأنّ مطلق فكرة، مهما كانت مفيدة، تبقى تداعياتها وإفادتها محصورة في مجالها الضيّق إذا لم تتحلّى بالشموليّة التي تغطّي الكيان بأكمله “برذاذ” أيّ عمل مبدع. كما أنّ إكمال دائرة أيّ بحث إيزوتيريكيًّا، يتطلّب تحديد الإطار الأساس الذي يحويه (أو الخلفيّة)، وكذلك المدى البعيد الذي يصبو إليه (أو الهدف)، وذلك على الشكل الآتي:

1-الإطار الأساس – أو الخلفيّة – لأيّ عمل باطني، يجب أن يرتكز على قاعدة إزالة السلبيّات، وهذا أمر غاب عن الدراسات كافّة في هذا المجال…

2-المستقبل الذي يصبو إليه الايزوتيريك في هذا المجال هو التوصّل إلى تحقيق المخيّلة المبدعة كما كشف الكتاب المذكور أعلاه “عالم الفنون – حقائق إنسانيّة في كشوفات مستقبليّة “.

وفي الختام، لنتأمّل في مقولة الإيزوتيريك:

“المستقبل هو زمن تفوّق الإرادة المبدعة على صخب المجموع!”…

اقرأ ايضا 

الزمن وأبعاده المجهولة (في منظار الإيزوتيريك)

شكرا للتعليق على الموضوع