قائد الجيش اللبناني: تلقينا وعدًا من واشنطن بتسليم 6 طائرات لمحاربة الإرهابيين
أعلن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أنه تلقى وعدًا خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية بتسليم الجيش اللبناني 6 طائرات “سوبر توكانو” قريبًا يمكن ان تستخدم في قصف الإرهابيين.
وأبدى قهوجي في حديث لجريدة “الأخبار” اللبنانية نشر اليوم ارتياحه لتطورات الأوضاع الميدانية في محافظة حمص السورية، لأنها تؤثر على الوضع في لبنان.
وقال إنه “بالنسبة إلى الجيش، كان كل الخطر من أن تتحوّل منطقة حمص إلى تهديد كبير على لبنان التحوّلات الميدانية الأخيرة تريحنا كثيراً في حمص، أنا أبلغت الأمريكيين والأوروبيين أكثر من مرّة أنه فيما لو نجح الإرهابيون في السيطرة على هذه المنطقة، لدخلوا لبنان ووصلوا إلى البحر، وهم أكدّوا أن لديهم الرؤية ذاتها”.
وأضاف “أنه لم ينم طوال الليلة التي سيطر فيها إرهابيو “داعش” على بلدة مهين السورية في ريف حمص الجنوبي الشرقي قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وبقي يتابع سير العمليات العسكرية خلف الحدود، لمدى تأثيرها على جبهة عرسال، وارتباطها بخطوط إمداد المسلّحين، من عرسال إلى الداخل السوري وصولاً إلى الرّقة (استعاد الجيش السوري بلدة مهين قبل نحو شهرين).
وقال إن نصيحة الأمريكيين للبنانيين هي “الحفاظ على الجيش والدولة حتى تمرّ العاصفة”، ولكنه استدرك قائلاً” “إذا رآنا الغربيون مستهترين بأمننا، فلن يكون لدى أحد منهم أيّ مانع بوضع لبنان على سكّة التفجير كالعراق وسوريا فهناك أكثر من 300 ألف ضحيّة في سوريا، ولن يكون هناك مشكلة إذا زادوا 10 آلاف في لبنان، لكنّ اللبنانيين أثبتوا في السنوات الماضية أنهم يريدون الحفاظ على بلدهم، وهكذا تسير الأمور”.
ورأى إن “الأمور تغيّرت كثيراً الآن لدى الغربيين والأمريكيين؛ داعش وجبهة النصرة تنظيمان إرهابيان بلا أدنى شكّ، الجميع توقّف عن محاولات إيجاد حسنات في النصرة.. وقال “أنا شخصياً كررت في لقاءاتي كيف أن غالبية هذه التنظيمات مشتقة من فكر القاعدة، وتمثّل خطراً على العالم”.
وأضاف أنه “بات لدى الأمريكيين اقتناع بضرورة الحفاظ على الجيش والدولة السوريَّين، ولا يريدون تكرار سيناريو العراق أبداً بإسقاط الدولة وحلّ الجيش”.
وحول الأحوال في بلدة عرسال بشمال شرق لبنان .. قال “عرسال البلدة أمورها أفضل بفضل وضع الجيش المتماسك للغاية وتعاون الأهالي، وحين تُقطع الطريق عن المسلّحين نهائياً من الداخل السوري نستطيع أن نهاجمهم في الجرود، وهم يقتل بعضهم بعضاً الآن، ونحن نضرب أي تحرّك لهم بما توافر من أسلحة”، لكن “لدينا مشكلة بعدد السكان في البلدة مع وجود 100 ألف نازح سوري فيها يضافون إلى سكّانها، ولا يمكننا نشر آلاف الجنود داخل بلدة واحدة، لذلك نقوم بعمليات نوعية حتى لا نعرّض المدنيين للخطر، وفي المرة الماضية ضربنا خلية داخل البلدة بعملية نظيفة”.
وأشار إلى أن السلاح والذخائر باتت متوفرة بنسبة كبيرة للجيش، من الأمريكيين بالأساس، مشيرًا إلى أن هناك مساهمات من دول عديدة، لكنّها تبقى رمزية. فالتسليح الأمريكي هو الأكبر”.
ولفت إلى أن الجيش اللبناني بدأ منذ فترة باستعمال كل قواعده الجويّة، من رياق إلى حامات والقليعات، والطائرات الست التي ينتظر الجيش وصولها ليست طائرات مقاتلة، بل طائرات للقصف، ويمكن أن تساعد في التمهيد للتقدم البرّي.
وأكد قهوجي أن أوضاع المخيّمات الفلسطينية لا تقلقه ، فالقوى الفلسطينية واعية لمدى المخاطر، وقال “نحاول مع حركة فتح والفصائل الأخرى الانتباه قدر المستطاع، ولا شيء الآن يثير الخوف”. أمّا الخلايا الإرهابية في الداخل، فلدى القائد طمأنينة لما تقوم به الأجهزة الأمنية، ودور الجيش في حفظ الأمن.
ولفت قهوجي إلى أنه لم يتم حسم بعد مصير منصب مدير المخابرات في الجيش، الذي يشغله الآن العميد إدمون فاضل، ومن المفترض أن تنتهي مدّة التمديد الأخير له بعد نحو شهر.
وعن الملفّ الرئاسي، رفض قهوجي ما يتردّد من كلام عن أنه “عاد من أمريكا رئيساً للجمهورية مع وقف التنفيذ”، وقال إنه “لم يتم التطرّق إلى أي حديث من هذا النوع، لا من قِبلي ولا من قِبل الأمريكيين. كل ما تمّ التأكيد عليه هو ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وملء الفراغ في سدّة الرئاسة”.
أ ش أ