قطر و”إيران الشريفة”.. ماذا بعد تغير الاستراتيجية الأمريكية؟
في سياق تغير السياسة الأمريكية تجاه إيران من المهادنة إلى المواجهة، ودعم السعودية والإمارات والبحرين لاستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو التحالف القطري الإيراني مجددا تحت المجهر، بالنظر إلى دعم الدوحة للإرهاب برعاية ومباركة إيرانية.
وقد كشف قطع علاقات الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب مع قطر الستار عن علاقة التحالف بين الدوحة وطهران، وذلك بعدما فشلت الدوحة مرارا في استغلال فرص منحت لها للانسجام في محيطها العربي، ومراعاة دول الجوار.
فليس غريبا بالتالي أن نجد مندوب قطر لدى الجامعة العربية يتحدث عن إيران ويصفها بـ”الدولة الشريفة”، لكن الشريفة طهران كما تراها الدوحة، تقول الإدارة الأمريكية إنها الراعي الأول للإرهاب في العالم، والذي أكد عليه ترامب عند الكشف عن استراتيجية بلاده الجديدة تجاه إيران.
فترامب استرجع شريط ذكريات مؤلم للأمريكيين وغيرهم كان لطهران دور رئيسي فيه، إذ سرد الرئيس الأمريكي للعالم جرائم الحكومة الإيرانية منذ قيام ثورتها المزعومة، ورغم ذلك تطالب قطر هذا العالم بضرورة التعاون مع إيران.
في غضون ذلك، تتوافق قطر مع إيران في دعم عدد من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في أكثر بؤر التوتر سخونة في الشرق الأوسط.
أما هذا التقارب بين الدوحة وطهران تترجمه تلك المصالح المشتركة للبلدين، كون الحكومة القطرية الداعمة للإرهاب تجد ضالتها عند بوابات طهران، وفي المقابل تجد إيران المثقلة بأعباء اقتصادية في حكومة قطر الممول لاستراتيجية “تصدير الثورة”.
ولم يكن وضع الخزانة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني على لائحة العقوبات مجرد إجراء عقابي على أفعال جثام، فالعقوبات ستطال أذرعه وأي جهة تتعامل معه ماليا أو تجاريا.
وتباهت قطر خلال الأشهر الاخيرة بتوطيد علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع إيران، التي يتحكم الحرس الثوري في مفاصل اقتصادها.
ويرى خبراء أن هذا الاتجاه الأمريكي الجديد تجاه السياسة الإيرانية قد يكون له تداعياته على قطر الداعمة لتلك السياسة، بحسب “سكاي نيوز عربية”.