2017 عام الإنجازات الخارقة في التنس
اكتفت سيرينا وليامز بأسبوعين فقط، في يناير كانون الثاني، للتأكيد على عظمتها، قبل أن يستمر روجر فيدرير ورفائيل نادال، خلال بقية 2017، في تذكيرنا بأسباب استمرار ازدهار التنس وتألقه.
وعندما فازت سيرينا على شقيقتها الكبرى فينوس، في نهائي أستراليا المفتوحة، لتحصد اللقب الـ23 في البطولات الأربع الكبرى، وهو رقم قياسي في عصر الاحتراف، بدا من سيطرتها المطلقة، أن الحصول على ألقاب البطولات الأربع الكبرى، في عام ميلادي واحد، هو أمر ممكن تحقيقه.
لكن بدلا من ذلك، كانت هذه آخر مباراة لعبتها سيرينا طيلة العام، الذي انتهى باحتفالها بحدث أكثر سعادة.
وبعد ذلك أعلنت فجأة أنها كانت حاملا، في أسبوعها الثامن، عندما فازت في ملبورن، بدون أن تخسر أي مجموعة، ووضعت في سبتمبر أيلول طفلتها، أليكسيس أولمبيا.
وقالت سيرينا إن أول حرفين في اسم ابنتها بالإنجليزية، يشيران إلى أستراليا المفتوحة، وستعود إلى هناك في يناير، بعمر الـ36 عاما، سعيا لمعادلة رقم مارجريت كورت القياسي، بالحصول على 24 لقبا في الفردي، في البطولات الأربع الكبرى.
لكن “الأم الخارقة” سيرينا، سيتعين عليها فعل المزيد، للتفوق على استعراض فيدرير-نادال الخيالي، في 2017، حيث بدا أنهما استقلا آلة الزمن، ليتقاسما الألقاب الأربعة الكبرى في الموسم.
وربما بدا ذلك منافيا للعقل في بداية 2017، إذ لم يملك فيدرير بعمر الـ35 عاما في ذلك الوقت، فرصة بعد غيابه لستة أشهر، بسبب الإصابة، إلى جانب ظهور نادال بعمر الـ30 عاما، كظل للاعب المسيطر السابق، بعدما ابتلي بإصابات في الركبة.
لكن اللاعبين قدما نهائيا مذهلا في ملبورن، انتهى بفوز فيدرير، ليعيدا إحياء وتشكيل المنافسة الأكثر بريقا، في عالم التنس.
وبإعادة اكتشاف ضرباته الخلفية الهجومية القاتلة، فاز فيدرير على غريمه، في جميع مواجهاتهما الأربع خلال 2017، لكن باعترافه بأهمية الحصول على راحة، قرر عدم المشاركة في جميع البطولات، المقامة على الملاعب الرملية المرهقة.
وكان محقا عندما توقع أن نادال لا يمكن إيقافه، كما هو معتاد، في مملكته على ملاعب رولان جاروس، إذ حقق اللاعب الإسباني لقبه العاشر، في فرنسا المفتوحة، بدون خسارة أي مجموعة، بعد أن سحق ستانيسلاس فافرينكا، في المباراة النهائية.
ثم ظهر فيدرير المنتعش بصورة هائلة في ويمبلدون، ليحصد لقبه القياسي الثامن، بنفس الطريقة المثالية، بعدما تفوق على مارين شيليتش، المبتلى بالإصابات، ليحصد اللقب الـ19 في البطولات الأربع الكبرى.
وقام نادال بما يلزم، لينتصر في منافستهما على صدارة التصنيف العالمي، في أغسطس آب، بعدما تأثر أداء فيدرير بمشاكل في الظهر.
وشق اللاعب الإسباني طريقه نحو اللقب الـ16، في البطولات الأربع الكبرى، بالفوز على لاعب جنوب إفريقيا، كيفن أندرسون، في نهائي أمريكا المفتوحة.
وبالتأكيد فإن سيطرة الثنائي، ساعدتها إصابات آندي موراي، المصنف الأول سابقا، ونوفاك ديوكوفيتش، وأدى خروجهما السيئ في ويمبلدون، للسير على خطى فيدرير، بالحصول على الراحة والنقاهة.
وتناوبت أربع لاعبات على صدارة تصنيف المحترفات، في 2017، وهن أنجليك كيربر، وكارولينا بليسكوفا، وجاربين موجوروزا، الفائزة في ويمبلدون على حساب فينوس وليامز، البالغ عمرها 37 عاما، وسيمونا هاليب، التي أنهت العام في الصدارة.
وسقطت هاليب في أكبر البطولات، وخاصة الهزيمة أمام اللاتفية إيلينا أوستابنكو، البالغ عمرها 20 عاما، في نهائي فرنسا المفتوحة.
أما بالنسبة لأفضل عودة في العام، فهي بالتأكيد تخص بترا كفيتوفا، التي عادت بعد تعرضها لهجوم بسكين، كاد أن ينهي مسيرتها، لتفوز بشكل مفاجئ بلقب، في مشاركتها الثانية فقط ببطولات المحترفات.
ثم ظهرت الأمريكية سلون ستيفنز، بعد غياب طويل بسبب الإصابة، ورغم وجودها في التصنيف 957، قبل البطولة بشهر واحد، فقد فازت بلقب أمريكا المفتوحة، بعد الانتصار على صديقتها ومواطنتها، ماديسون كيز.
وقالت ستيفنز بعد ذلك: “لو أبلغت أحدا بهذه القصة، سيقول إن هذا جنون”، وهو ما يعكس أيضا عظمة ما تحقق في ملاعب التنس، خلال العام الحالي، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء.