الغبار وليس مخلوقات فضائية هي التي تجعل نجما نادرا يومض
يبدو أن “أغرب نجم في مجرة درب التبانة” ليس وطنا لحضارة متقدمة خارج كوكب الأرض؛ حيث يرجح باحثون أن الغبار هو المسؤول عن التوهج الغريب لهذه الشمس الواقعة في كوكبة الدجاجة، وذلك حسبما أوضح فريق كبير من الباحثين تحت إشراف تابيثا بوياجين من جامعة ولاية لويزيانا الأمريكية في دراستهم التي نشروا نتائجها، أمس الأربعاء، في مجلة “أستروفيزيكال جورنال ليترز”.
تتذبذب درجة سطوع نجم تابيس الذي سمي على اسم مكتشفته تابيسا بوياجيان في فترات زمنية غير منتظمة بنسبة تصل إلى 22%، وهو أمر غير معتاد للغاية بالنسبة لشمس من هذا النوع حسبما أوضح الباحثون.
يزيد حجم هذا النجم الغريب بنحو 50% عن شمسنا وهو أكبر كتلة منها أيضا.
وكان يفترض أن يكون هذا النجم ثابت السطوع تماما وفقا للنماذج المتعارف عليها للنجوم.
قدم الباحثون العديد من الفرضيات لتفسير سبب هذا السلوك غير المتوقع للنجم، من بينها أنه يمتلك كواكب تمر أمامه من وقت لآخر لدرجة أنها تغطيه في بعض الأوقات.
غير أنه من المعروف أن الكواكب العملاقة نفسها مثل كوكب المشترى لا تظلل نجومها سوى بنسبة لا تتجاوز 2%.
وهناك احتمال آخر بأن تكون هناك أنقاض كبيرة من مذنبات أو قرص كبير غير منتظم من الغبار يحيط بهذا النجم.
ولكن في حالة وجود مثل هذا الغبار فقد كان ينتظر له أن ترتفع درجة حرارته مما يجعله يظهر للمراقبين باستخدام أشعة إضافية تحت الحمراء، ولكن كان من الصعب قياس ذلك أيضا.
وكانت أكثر محاولات تفسير هذه الظلال التي تحيط بالنجم غرابة هي إمكانية أن تكون هناك حضارة ذات تقدم تقني قد أقامت ما يعرف بمغلاف دايسون لسد حاجتها من الطاقة من خلال هذه النجم؛ حيث تكهن عالم الفيزياء الأمريكي فريمان دايسون في ستينات القرن الماضي، بأن مثل هذه الحضارات ربما أقامت قشرة هائلة على شكل شبكة، كل حضارة حول نجمها، لتحصد بها أكبر قدر ممكن من الطاقة الإشعاعية.
ولكن ليست هناك دلائل ملموسة على وجود حضارة غير أرضية بالقرب من نجم تابيس.
كان لغز النجم تابيس محيرا لدرجة أن نحو 1700 شخص تبرعوا بأكثر من 100 ألف دولار في سبيل رصده بشكل أدق.
وأسفرت التحليلات الأخيرة التي قام بها الباحثون تحت إشراف بوياجيان عن استبعاد وجود “بنية صناعية هائلة” مثل مغلاف دايسون حول النجم.
وبدلا من ذلك فإن البيانات التي جمعها الباحثون تشير إلى وجود غبار دقيق هائل يحتوي على حبيبات بحجم أقل بكثير من واحد من ألف من المليمتر حسبما أوضح الباحثون.
ويبتلع مثل هذا الغبار ضوء العديد من الألوان بدرجة متفاوتة.
قالت بوياجين في بيان عن جامعتها، إن الغبار هو على الأرجح السبب وراء ظهور ضوء النجم بشكل أكثر سطوعا أو ظُلمة.
أضافت الباحثة الأمريكية: “تظهر البيانات الجديدة أن ألوان مختلفة منم الضوء ذات تركيز مختلف تتعرض للحجب، لذلك فإن ما يمر دائما بيننا وبين النجم ليس غير شفاف بالشكل المنتظر من كوكب أو بنية غير أرضية هائلة الحجم”.
ولا يعرف الباحثون على وجه الدقة ما إذا كان الغبار المفترض على شكل قرص أو على شكل آخر حيث أكدوا أنهم لم يحلوا اللغز بشكل تام.
الألمانية