أردنية تعمل في إصلاح السيارات: لا يوجد عمل خاص للرجال وآخر للنساء

عادة ما تُشاهد امرأة أردنية في مدينة إربد وهي تنظر بتمعن أسفل غطاء محرك سيارة، واضعة في يديها قفازا برتقالي اللون ومرتدية ملابس ملطخة بشحوم وزيوت.

هذه المرأة هي فنية إصلاح سيارات تدعى بلقيس بني هاني (34 عاما) وهي تملك واحدة من أوائل ورش إصلاح السيارات التي تعمل بها نساء ومخصصة للنساء فقط أيضا. وبدأت ورشة أو (كراج زهرة إربد) لبلقيس في استقبال زبوناتها في أواخر عام 2017.

وتقول بلقيس إنها قررت العمل بهذا المجال لتوفر مكانا آمنا يمكن للنساء فيه إصلاح سياراتهن دون حاجة لمرافقة أقرباء لهن من الذكور، وفقًا لوكالة “رويترز”.

وتنتقد بلقيس، وهي أم لطفلين، محاولات كثيرين دفعها لامتهان عمل خاص بالنساء، مشددة على أنها تتمسك بالعمل كفنية إصلاح سيارات متحدية محرمات اجتماعية.

وتوضح فنية إصلاح السيارات، أن العمل في مجال التجميل أو الحياكة تقليدي جدا وأنها ترغب في أن تؤدي عملا تكون لها فيه بصمة وأثر.

وقالت بلقيس بني هاني صاحبة (كراج زهرة إربد) لتليفزيون رويترز: “أنا كسيدة فيه كتير ناس بيحكوا لي: ليش ما اتجهتي للتجميل، ليش ما اتجهتي للخياطة؟ لا هاي الأشياء التقليدية خلاص، فيه لها ناسها، والسوق فيه محلات كتير تجميل، محلات كتير خياطة. لما حكيت كراج ميكانيك أول شيء من حبي لهذه المهنة، وثانياً من معاناة السيدات بهذا الموضوع، وثالثاً شيء جديد. يعني أنا باحب لما أشتغل شغلي يكون بارز، له أثر أول شيء بنفسي يكون جديدًا وبالمجتمع المحيط حولي”.

وأضافت: “فيه ناس كتير انتقدت موضوع الميكانيك هاد خاص بالرجال، أنا باحكي لهم إنه لا، فيش شيء اسمه خاص للرجال وشيء خاص للسيدات. بالعكس فيه تشاركية بين الرجل والمرأة. أنا ضد إنه المرأة تستقل عن الرجل لأنه فيه أشياء أنت بتحتاجي الرجل بمواقف معينة، يعني أنا الكراج عندي باحتاج ناس من الميكانيكية بيساعدوني، فيه سيارات حديثة يمكن ما بأعرف عنها، يعني بالتجئ لخبرتهم، هذا شيء مش عيب، بالعكس. لما أنت تفتح مجال تشارك بين الرجل والمرأة، هذا مش تحدي لا للمجتمع ولا للعادات والتقاليد اللي إحنا موجودين فيها”.

وتوضح زبونة لبلقيس حاليا تدعى ندى عبد الله الدهني أنها كانت تضطر لأسابيع قبل أن يوافق زوجها أو ابنها لأخذ سيارتها لإصلاحها قبل افتتاح ورشة زهرة إربد.

وقالت ندى: “هاي ثالث مرة باجي، والحمد لله، إني كنت زمان قبل ما يفتح هذا الكراج، كان لما تخرب سيارتي أقول لزوجي أو لابني روح صلح لي السيارة، يقول لي اليوم، بكرة، بعده، تظلها قاعدة يمكن شهر بعدين ليفكروا يصلحوها. لما سمعت إنه فيه كراج للسيدات انبسطت صرت أجيب سيارتي، وأرتاح، فيه مكتب أقعد فيه، يعني ارتحت راحة نفسية أحسن من أكون في المدينة (الصناعية) بين رجال”.

وتشير بلقيس إلى أن هدفها الآن هو تدريب النساء على أن يصبحن فنيات إصلاح سيارات، كما تأمل أن توفر فرص عمل للنساء من خلال افتتاح مزيد من الورش التي تخصص للنساء في أنحاء المملكة الأردنية.

ويمثل معدل بطالة النساء في الأردن تحديا هائلا لاقتصاد المملكة. ويفيد البنك الدولي أنه اعتبارا من 2014 بلغت مشاركة المرأة الأردنية في القوى العاملة 22 في المئة مقابل 87 في المئة للرجل.

شكرا للتعليق على الموضوع