التلغراف تحاور أسامة العمري رجل التسويق والاعلام والكتابة
القيم التى نؤمن بها تتغير مع الوقت
أكبر الاشكاليات التى تقابلنا في الحياة هي معرفة أنفسنا
هو ذلك الجالس خلف المكتب يعاقر الأوراق ، يتعامل مع العمل كحبيبة، يتفنن في مغازلتها فتجد أمام أجندة مثقلة بالمواعيد والمهام والاجتماعات، مغرم بالانجاز، عاشق للقيادة والإدارة ، يقتص من الزمان تلك اللحظات التى ينشد فيها نفسه أمام كتاباته لينشر افكاره ورؤاه .. بدأ بكتابة القصة القصيرة ونشر مجموعته الأولى خوفناك كهوست وأعقبها بكتاب عن الحضارة والنهضة الاسلامية في اسلوب قصصى ماتع عن بشارة محمد صلى الله عليه وسلم ، مارس كتابة السيناريو في الافلام الوثائقية والإعلانية ، إلى جانب تخصصه في الإعلام والتسويق فبرع في كتابة الكتب المتخصصة وواحد من اصحاب الحسابات المتميزة في شبكات التواصل الاجتماعي .. المفكر والاديب أسامة أحمد العمري ..
الكاتب أسامة العمري ..في مجال التسويق والإعلام انت رجل غنى عن التعريف لكن في مجال الادب كيف تقدم نفسك للقارئ ؟
في ظنى أن أكبر الاشكاليات التى تقابلنا في الحياة هي معرفة أنفسنا، معرفة الذات من أكبر التحديات التى تواجههنا ، نتشدق أننا نعرف أنفسنا لكن في الحقيقة ، الكثير منا يجهل ذلك ، قد نعرف بعض عن ذواتنا لكن لا نستطيع أن نعرفها الإ بعد أن نعركها في مواطن مختلفة، بعد أن نشاهدها في الازمات كيف ستكون ؟ وما ستؤول عليه ؟
وكيف وجدت ذاتك بعد هذه الحياة ؟
نحن نتعلم كل يوم، كل يوم نكتسب شيئاً جديد ، القيم التى كنت نؤمن بها تتغير مع الوقت ، ضيق الرؤية في اكتشاف الاختلاف تتسع، كل ما تشربناه من أفكار وحقائق مسلمة منها منها ما انكسر ومنها ما بقى ثابتاً لذلك فاسامة العمري منذ عدة سنوات ليس كما هو الان ، أجد افضل تعريف أنى شخص محب لإن اعلم وأتعلم ..
كان واضحا في مقدمة مجموعتك القصصية وجه القمر بإن هناك رسالة تريد ايصالها للقراء .. فما هي تلك الرسالة ؟؟ فما هي القضايا الرئيسية التى تشغل حيز كبيرا من تفكيرك؟
القضايا التى يمر بها العالم أجمع، الكاتب هو جزء من مجتمعه وعالمه ، لذلك يتفاعل مع ما يمر به، ولعل الوطن العالم والاسلامي يموج بكثير من التحديات، منها تحديات الهوية والثقافة والحرب والنزوح والفقر اغتيال الانسانية والبراءة ، احتكار السلطة ، الخ ..
كيف عبرت عن ذلك في كتاباتك ؟
تجدي أثار ذلك في شخصية قدري ورضا في الغيم الاسود ، وشخصية رشيد واصحاب الزنزانة في هوية ، وشخصية شهدي في الاشارة حمراء ، كل هذه الشخصيات تعكس بعضا من هذه القضايا وقصة ميسا في غنج تحت الردى.
الا تعتقد أن جنوح الكاتب الى طرح هذه القضايا يخرجه من مفهوم الابداع ليصبح ناصح اجتماعي ؟
في ظنى كل الوان الادب لها ارتباط بشكل أو اخر بالواقع سواء كان واقع قديما فيسمى تاريخ أو واقعا يتنبىئ به فيسمى مستقبلا ، فيلقى الواقع بأثاره وتداعياته على الكاتب أما بشكل صريح وواضح أو بشكل مبطن بإشارات رمزية ، وكل قصة تكتب لها رسالة ولها فكرة ولها مضمون، من يكتب بدون رسالة لا يكتب .
بعد انحسار الادب المصري في التعاطي مع القضايا العربية والاسلامية في الفترة الاخيرة وانكفاءه على ذاته جاءت قصتك لتعيد لفت الانتباه الادب لكل من قضية اليمن وفلسطين وسوريا ما هي الرسائل التى تريد ايصالها ؟
الامر ليس انحسار وأنما قلة الاعمال الموجهة الى تلك القضايا، ولكن هناك كتاب تناولوها في العديد من الاعمال الادبية ولكن ليس على المستوى المطلوب من بلد بثقل مصر الادبي والثقافى ، وأعتقد أن دور المبدعين في كل المجالات التفاعل مع قضايا وطنهم بتعرية سلبياته والدعوة للاصلاح ونشر الوعي بذلك .
هل تمارس دوراُ اصلاحيا بكتابتك . .؟
كان لاديبنا عبدالرحمن الشرقاوي شعر جميل يقول فيه
“أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمه
وقضاء الله هو كلمه
الكلمة نور ..
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة .
فالكاتب شاء أم أبى له دور في مجتمعه ، سواء في الاصلاح أو التخريب ، سواء في رفع الوعي أو نشر المتعة وايقاظ العقل من سباته أو بنشر الافكار الهدامة والفكر الفاسد ، والاثر يختلف مداها باختلاف حجم التأثر فقد يتحقق في قارئ واحد وقد يمتد إلى أمة بأكملها . لكن في النهاية الاثر موجود ..
ذكرت في مقدمة كتابك إن هذه المجموعة استغرقت سنتين في المراجعة والاعداد ، كما أن لديك قائمة من الاعمال المؤجلة فما السر في ذلك ؟
عادتي في الكتابة أنى لا أرضى عن ما اكتبه ، وقليلا ما يحوز ما اكتبه رضاي في بداية الأمر ، لكن أجلت اصدار هذه المجموعة أكثر من مرة رغم نصائح بعض الاصدقاء من المتخصصين كانت تناقض ذلك ، ويرجع سر الاعمال المؤجلة الى ذلك الحذر المشبوب بالقلق في أن أكتب شئ يحترم ثقافة الجمهور ويحقق اثرا ايجابيا لديه .
ذكرت في أحد مقولاتك أن المعرفة الحالية هي معركة وعي؟ ماذا تقصد بذلك .
الوعي هو اهم سلاح نواجه به اعداء الامة العربية والاسلامية ، فلم تعد الغنيمة هي الارض كما السابق ، ولكن مع تطور الحروب اصبحت العقول هي الغنيمة الاكبر التى تحقق لك كل ما تريده بعد ذلك ، فالعمليات الممهنجة في تزييف الوعي بالتاريخ العربي والاسلامي، وانتاج تاريخ مغاير يدعمه مجموعة الاشخاص الذى صنعوا منهم نجوم لتجريف الوعي القيمى للشعوب .
اصبحت وسائل الاعلام الان تحيل الظالم الى مظلوم والمظلوم الى ظالم ، تحول اصحاب الارض الى إرهابين والارهابين ومعهم الاسلحة والمعدات أصبحوا بقدرة قادر مدافعين عن انفسهم ، شوهت القيم ، الحق أصبح باطل والباطل أصبح حق ، اختلطت المفاهيم وتزعزعت الثقة انهزمت الجماعة واضحي الكل ينئ بنفسه فقط .وبرزت الاطماع في الوطن العربي على السطح من جديد ، لذلك فالوعي هي العقبة أمام تحقيق طموحاتهم ، ونحن في أشد الحاجة إلى نشر الوعي وثقافته بين الجماهير .
البعض يفسر تلك القصص والاحداث بإنها أحداث شخصية ؟
هناك مقولة جميلة لاستاذنا جمال الغيطاني يقول ( لا تبحث عن مركز العالم أنت المركز) ، فأى ما يكتبه الكاتب هو تعبير عن حالة انفعالية تفاعل معها واعاد صياغتها من جديد، ليس بالضرورة ان يكون هو بطل الاحداث لكنه ابتكرها وخلقها من موروث فكري وثقافي واجتماعي وحضاري نشئ به ، فاستدعاه وعمل عليه قلمه وفكره ووجدانه ليصيغه بالشكل النهائي الذى يخرج للقارئ .
لذلك من الصعوبة أن يكون الكاتب هو بطل احداث كتاباته لكنك ستجد جزء من روح الكاتب في كل ما يكتب.
ما الرابط بين الكتابة والإدارة والتسويق ؟
سؤال جميل .. كثيرمن الزملاء يطرحون هذا السؤال ما الرابط بين الاثنين والحقيقة إنى أرى المجالين مرتبطين ارتباطاً وثيقاً ، فالكتابة تعتمد تحليل شخصيات القصة وأبعادها وخط سيرها الدرامي ، كذلك الادارة فهي تعتمد على تحليل الاشخاص ومعرفة امكانياتهم والتوقع بتصرفاتهم في مجالات العمل المختلفة ويكون رأى المدير مبنى على هذا التحليل، والتسويق لا يتحقق الا بدارسة السوق ومعرفة ملابساته ومعطياته المختلفة مراكز القوة والضعف تحليل القدرة الشرائية وتوصيف الجمهور المشتري، وذلك قريب من ملكة الكاتب في تحليل البيئة المجتمعية التى يعمل فيها ويقرأ بعيناه الفاحصتان ماوراء الحدث ويعيد تشكيله من جديد .
ذيلت التعريف بنفسك على مجموعتك القصصية بمؤسس نادي قارئون ؟ ما هو نادي قارئون ؟
هو نادي متخصص في مجال القراءة والفضل في انشائهء بعدالله المبدع محمد المججممى حيث اقترح الفكرة وعمل على تنفيذها وقد ساهمت مع بعض الزملاء في خروجها للنور، وأثرها رائع في التشجيع على القراءة والتفكير والتحليل
ما هي أعمالك الجديدة ؟
هناك عدة مشاريع لعدد من الكتب منها عدد من الكتب المتخصصة … “سحر الانفوجرافيك ، كيف تصنع الدهشة ، نسمات من زمن الحب” .
اجري الحوار :
اقرأ ايضاً
التلغراف تجري حوار مع المخرج العراقي «عزام صالح» ضيف مهرجان أفلام الأطفال