لبنان: نفايات الأنهار تغزو شواطئ شمال بيروت
يواجه لبنان كارثة بيئية جديدة، تتمثل في غزو كميات هائلة من النفايات للشواطئ الواقعة إلى الشمال من مدينة بيروت، في تطوّر جديد مرتبط بأزمة النفايات المستمرة منذ ثلاث سنوات، والتي يحمّل نشطاء ونواب معارضون الحكومة مسؤولية تفاقمها.
واستفاق اللبنانيون، يوم أمس الاثنين، على مشهد بيئي خطير، حيث تراكمت النفايات على ساحل المتن وكسروان، متركزة بشكل خاص في المنطقة الواقعة بين نهر الكلب ومعمل الزوق لإنتاج الطاقة الكهربائية (15 كيلومتراً شمال بيروت).
واتخذت السلطات اللبنانية على الفور إجراءات لاحتواء الكارثة، إذ أمر رئيس الحكومة سعد الحريري الجهات المختصة ببدء عملية واسعة لتنظيف الشاطئ، بإشراف الهيئة العليا للإغاثة وذلك على ستة محاور.
وحمل ناشطون بيئيون وعدد من النواب المعارضين الحكومة اللبنانية مسؤولية هذه الكارثة البيئية، على خلفية خطتها لإدارة النفايات، والتي تلحظ توسيع مطمر كوستا برافا، الواقع عند الساحل الجنوبي لبيروت، على مقربة من مطار رفيق الحريري الدولي، ومطمر برج حمود، الواقع عند الساحل الشمالي للعاصمة.
وجال رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” المعارض لخطة النفايات، النائب سامي الجميّل على شاطئ كسروان للاطلاع على حجم الكارثة، محملاً السلطة المسؤولية وداعياً الشعب إلى “المحاسبة في الانتخابات النيابية” المقبلة”.
وقال الجميل إن “المياه دخلت الى مطمر برج حمود وجرفت معها النفايات وبالتالي كل البحر ممتلئ لأن هناك أناساً من دون ضمير، ومن دون كفاءة، يتسلمون ملف النفايات”.
وحمّل إدارة مجلس الانماء والاعمار المكلّفة رقابة هذه الاعمال، ووزير البيئة، والحكومة كلها مسؤولية الكارثة، قائلاً: “اننا ذاهبون الى القضاء الدولي لان السلطة تعمل ضد الشعب ومن حق الشعب ان يحاسبها”. وتساءل الجميل: “هل من المعقول تحويل لبنان الى مزبلة كبرى؟”.
من جهته سارع مجلس الانماء والاعمار الى الرد، حيث اعتبر في بيان، ان “مطمري الكوستابرافا وبرج حمود محميّان بمنشآت خرسانية يستحيل معها أن تدخل مياه البحر إليهما”، داعياً وسائل الإعلام والسياسيين الذين وصفهم بـ”الخبراء” في ملف النفايات إلى “معاينة مجرى نهر الكلب (15 كيلومتراً شمال بيروت) وحوضه، للوقوف على حقيقة الموقف”.
وأشار مجلس الإنماء والإعمار إلى أن المشكلة سببها “نفايات المكبات العشوائية التي تعود إلى أيام أزمة النفايات (2015)، وإلى فترة إغلاق مدخل مشروع مطمر برج حمود، من قبل بعض المعترضين، والتي لم تقم بعض البلديات بإزالتها، وصلت إلى مجرى نهر الكلب، ومن ثم إلى مصبه عند شاطئ كسروان، ثمّ قذفها الموج إلى المنطقة المحاذية لمصبّ النهر، خصوصا أن نهاية العام الفائت شهدت حريقاً في أكوام النفايات في منطقة بيت شباب بالقرب من مجرى نهر الكلب”.
واقترح مجلس الإنماء والإعمار تشكيل لجنة فنية من وزارة البيئة لإجراء الكشف الميداني وإعداد تقرير فني يحدد المسؤوليات.
من جهته، قال عضو “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب أكرم شهيب، الذي سبق أن تولى ملف النفايات في الحكومة السابقة التي كان يترأسها تمّام سلام، في تصريح صحافي، إنّ “النفايات مصدرها مجاري الأنهر الّتي رُميت على ضفافها النفايات قبل إنشاء المطامر وخلال فترة إغلاق مطمر برج حمود خلال اعتصام حزب الكتائب”، وفقًا لوكالة “سبوتنيك” الروسية.
أما وزير البيئة طارق الخطيب فقال إنه “لا يستطيع أن أجزم ما هو مصدر النفايات”، مضيفاً، في تصريح صحافي، “أرسلتُ فريقاً فنياً لإجراء كشف ووضع تقرير، وعندما ينجز هذا التقرير أحدد مصدرها. أمّا بخصوص وضع الكوستابرافا وبرج حمود، فهناك جدار إسمنتي وأرجّح صوابية رأي مجلس الانماء والاعمار”.