ليوببسيتش.. العقل المفكر لثورة فيدرر

كان اللاعب الكرواتي السابق إيفان ليوبيسيتش أحد أوائل الأشخاص الذين احتضنوا لاعب التنس السويسري روجيه فيدرر عقب تتويجه باللقب العشرين في البطولات الأربع الكبرى “جراند سلام” في تاريخه.

ليوبيسيتش صاحب التاريخ المتواضع الذي يهوى الفرار من الأضواء ولكنه بدون شك أحد العوامل المؤثرة في التطور الكبير الذي طرأ على مسيرة فيدرر مؤخرا.

وانضم ليوبيسيتش إلى الفريق المعاون لفيدرر بداية من موسم 2016، عقب رحيل المدرب السابق ستيفان ادبيرج.

ووصل اللاعب الكرواتي السابق خلال مسيرته إلى المركز الثالث في التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين وكان له باع كبير في رياضة اللعبة البيضاء، ولكنه لم يحظ بإنجازات الأسطورة السويسرية، وهو ما أثار تساؤل لدي الكثيرين حول ما يمكن أن يضيفه لفيدرر.

وبعد عامين من انضمامه لفريق اللاعب السويسري، يحق لليوبيسيتش أن يتباهى بحصوله على ثلاثة ألقاب “جراند سلام” مع فيدرر، حيث لم يحقق ادبيرج أي منها خلال موسمين، هي مدة عمله مع الفائز مؤخرا بلقب بطولة أستراليا المفتوحة.

ولكن لا يعد اللاعب الكرواتي السابق هو الوحيد الذي يستحق الإشادة والتقدير في فريق فيدرر، فهناك أيضا السويسري سيفيرين لوثي، المدرب التاريخي لأسطورة رياضة التنس العالمية، ولكن انضمام ليوبيسيتش أحدث ثورة في مسيرة فيدرر.

ويعد ليوبيسيتش العقل المفكر والمدبر الذي يقف وراء التطور الكبير الذي شهدته الضربات العكسية لفيدرر، التي كان تعتبر نقطة الضعف التاريخية للبطل السويسري.

وأصبح فيدرر في ثوبه الجديد لا يعتمد بشكل كبير على الضربات الزاحفة، التي لا تزال أسلوبا ناجعا مع لاعبين يتسمون بطول القامة مثل الكرواتي مارين سيليتس، ولكنه بات أيضا يحسن الضربات الخلفية القوية.

وكان التطور الذي شهده هذا التكتيك عاملا مؤثرا ساعد فيدرر كثيرا في تحقيق الفوز على الإسباني رافايل نادال في المباريات الأربع التي التقيا فيها خلال عام 2017.

وقال فيدرر خلال مشاركته في بطولة أستراليا المفتوحة الأخيرة، التي فاز بلقبها أمس الأحد متحدثا عن ليوبيسيتش: “هو يفكر باستمرار كيف يجعل مني لاعبا أفضل، إنه يعتقد أنه علي أن ألعب بشراسة أكبر، سيفرين يعتقد في الشيء ذاته”.

وأضاف: “إنه صديق للجميع، لقد تأقلم بشكل جيد للغاية حتى قبل العمل معنا، وهو ما يعد شيئا نافعا للغاية”.

ولكن لا ينتهي عمل ليوبيسيتش عند هذه النقطة، فقد كان اللاعب الكرواتي يتمتع بذكاء كبير، حيث أن دراسته ومتابعته للمنافسين شكلت دورا محويا في تجهيز فيدرر قبل كل مباراة.

وقال اللاعب الكرواتي السابق جوران ايفانيسيفيتش متحدثا عن ليوبيسيتش: “لقد كان يتسم بالاحترافية خلال مسيرته كلاعب، كان المصنف الثالث عالميا وفاز بكأس ديفيز بمفرده تقريبًا، وكان منافسا كبيرا لفيدرر عندما كانا يتواجهان، إنه أحد أفضل من ينفذون ضربات الإرسال عبر التاريخ، كان لاعبا مذهلا ومدربا كبيرا أيضا”.

ويرى اللاعب الأسترالي السابق مارك فيليبوسيس أن الصداقة التي تجمع بين فيدرر و ليوبيسيتش هي أساس نجاح علاقتهما في العمل.

ومع وصوله إلى السادسة والثلاثين من العمر، ورغم فوزه بكل شيء، لا يزال فيدرر يحرص على دراسة منافسيه بكل دقة.

وتدليلا على هذا، اهتم النجم السويسري بدراسة وتحليل أسلوب اللاعب الكوري الجنوبي هيون تشونج في بطولة أستراليا المفتوحة، رغم أنه لم يواجهه قط قبل ذلك.

وتابع فيدرر، قائلا: “نتحدث داخل الفريق كثيرا عن أساليب اللعب قبل المباريات، أحتاج إليهم ليذكروني ببعض الأشياء ولكن هذه الأشياء الصغيرة يمكن أن تكون حاسمة، أحيانا تحدث فارقا مهما في المباراة”.

يذكر أن انضمام ليوبيسيتش إلى فريق فيدرر أثار حنق اللاعب الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

وقال ديوكوفيتش عقب التحاق ليوبيسيتش لفريق فيدرر: “إنه يعرف طريقة لعبي بفضل ليوبيسيتش، في الحقيقة هو يعرف طريقة لعب كل منافسي روجيه، أعتقد أن هذا هو السبب وراء ضم فيدرر له لفريق عمله”.

وبعد عامين صدق حدس اللاعب الصربي وبدأت نتائج تعاون الصديقين القديمين تؤتي ثمارها.

DPA

شكرا للتعليق على الموضوع