الأمم المتحدة تطالب بوقف إطلاق النار في سوريا مع استهداف مناطق المعارضة

طالبت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، بوقف فوري لإطلاق النار في سوريا لمدة شهر على الأقل لاعتبارات إنسانية بعد أن أفادت تقارير بمقتل العشرات في غارات جوية مكثفة استهدفت آخر معقل كبير تسيطر عليه قوات المعارضة قرب دمشق.

وفي إطار منفصل، قال خبراء جرائم الحرب في الأمم المتحدة، إنهم يحققون في عدة تقارير بشأن استخدام قنابل تحوي غاز الكلور المحظور ضد المدنيين في بلدتي سراقب في محافظة إدلب في الشمال الغربي ودوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وتنفي الحكومة السورية استخدام أسلحة كيماوية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قصف يوم الثلاثاء للغوطة الشرقية أودى بحياة ما لا يقل عن 47 شخصا. وذكر خليل عيبور، المسؤول المحلي بالمنطقة أن القتلى 53.

وأضاف المرصد الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن 30 شخصا قتلوا في غارات جوية على الغوطة الشرقية يوم الاثنين.

وقال سراج محمود رئيس الدفاع المدني في ريف دمشق الذي تسيطر عليه قوات المعارضة لرويترز: ”ما في اليوم عندي منطقة آمنة على الإطلاق. هاي نقطة أساسية وركيزة أساسية العالم لا يعرفها .. ما في منطقة آمنة“.

وأضاف أن هناك أشخاصا تحت الأنقاض الآن وإن الاستهداف مستمر والمقاتلات تحلق فوق المناطق السكنية.

وأفاد المرصد السوري ووسائل الإعلام الرسمية السورية، بأن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم في قصف المعارضة لدمشق التي تسيطر عليها الحكومة.

وذكر المرصد أن ستة أشخاص على الأقل قتلوا أيضا في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينهم خمسة في قرية ترملا.

ودعا مبعوثو الأمم المتحدة إلى وقف القتال من أجل توصيل المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والجرحى وحددوا سبع مناطق تبعث على القلق منها عفرين في شمال سوريا التي يهيمن عليها الأكراد وتتعرض لهجوم تركي.

وقال بانوس مومتزيس مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأزمة السورية: ”خلال الشهرين الماضيين لم تكن لدينا قافلة واحدة (لتسليم المساعدات). هذا في الواقع أمر مشين“. وينفذ الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة قوات مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي حملات عسكرية في آخر جيوب كبيرة من الأرض يسيطر عليها خصومه في غرب سوريا.

وذكر شاهد محلي أن غارات جوية استهدفت بلدات في أنحاء الغوطة الشرقية، منها دوما، حيث انهار مبنى بأكمله.

وقال مبعوثو الأمم المتحدة إن الغوطة الشرقية لم تحصل على أي مساعدات من وكالات الإغاثة منذ نوفمبر/تشرين الثاني.

وأضافوا في بيان صادر قبل إعلان أحدث أعداد للقتلى يوم الثلاثاء: ”القتال والقصف الانتقامي من جميع الأطراف يؤثران على المدنيين في هذه المنطقة وفي دمشق مما يتسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى“.

وتابعوا أن المدنيين في إدلب يضطرون للتنقل عدة مرات هربا من القتال، مشيرين إلى أن قوات المعارضة ما زالت تحاصر قريتين في إدلب تسيطر عليهما القوات الحكومية.

وأوشكت الحرب السورية، التي بدأت باحتجاجات في الشوارع ضد حكم الأسد عام 2011، على دخول عامها الثامن بعدما حصدت أرواح مئات الآلاف وأجبرت الملايين على مغادرة البلاد.

وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا في بيان، إن الحصار المستمر الذي تفرضه القوات الحكومية السورية على الغوطة الشرقية ”ينطوي على جرائم دولية تتمثل في القصف دون تمييز والتجويع المتعمد للسكان المدنيين“.

وأضاف أن التقارير التي أشارت لغارات جوية أصابت ما لا يقل عن ثلاثة مستشفيات في الثماني والأربعين ساعة الماضية ”تجعل ما تعرف بمناطق عدم التصعيد مثار سخرية“.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها قلقة من تقارير عن استخدام غاز الكلور في سوريا، مضيفة في الوقت نفسه أنه من السابق لأوانه تأكيد ذلك.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في مايو/أيار الماضي إن ”أي استخدام للأسلحة الكيماوية سيؤدي إلى ردود انتقامية ورد فوري“.

وزاد الصراع تعقيدا منذ يناير/كانون الثاني عندما شنت تركيا هجوما كبيرا على وحدات حماية الشعب الكردية السورية في منطقة عفرين.

وكانت وحدات حماية الشعب حليفا مهما لواشنطن في قتال تنظيم داعش لكن أنقرة تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

وصعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاده للدور الأمريكي في الحرب السورية يوم الثلاثاء وقال إنه يجب على القوات الأمريكية مغادرة مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات متحالفة مع وحدات حماية الشعب بدعم من التحالف الذي تقوده واشنطن.

وأضاف قائلا لنواب من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه: ”إذا قالت الولايات المتحدة إنها ترسل 5000 شاحنة و2000 طائرة شحن تحمل أسلحة من أجل قتال داعش فنحن لا نصدق ذلك“.

وتابع قائلا: ”يعني هذا أن لديكم حسابات ضد تركيا وإيران وربما روسيا“

ويقيم الجيش التركي بالاتفاق مع إيران وروسيا مواقع مراقبة في أجزاء من محافظتي إدلب وحلب. لكن التوتر بدأ حينما تحركت القوات التركية لإقامة موقع مراقبة جنوبي حلب.

وقال الجيش التركي إن جنديا قتل في هجوم بالصواريخ وقذائف المورتر خلال إقامة الموقع يوم الاثنين.

وهذا ثاني هجوم في غضون أسبوع يتعرض له جنود أتراك يحاولون إقامة موقع قرب خط المواجهة بين مقاتلي المعارضة والقوات الموالية للحكومة السورية.

وفي تحذير لأنقرة على ما يبدو، قال قيادي في التحالف العسكري المؤيد للأسد إن الجيش السوري نشر دفاعات جوية جديدة وصواريخ مضادة للطائرات على الجبهات في محافظتي حلب وإدلب.

وقال القائد العسكري لرويترز: ”الجيش السوري يستقدم دفاعات جوية جديدة وصواريخ مضادة للطائرات إلى مناطق التماس مع المسلحين في ريفي حلب وإدلب بحيث تغطي المجال الجوي للشمال السوري“ ويضم هذا منطقة عفرين حيث تدعم الطائرات التركية العملية البرية التي يشنها الجيش مع فصائل حليفة من الجيش السوري الحر.

وخلال الشهور الأخيرة، تعاونت تركيا التي تدعم مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالأسد مع أكبر داعميه الدوليين روسيا وإيران في مسعى لإنهاء الصراع. لكن الدول الثلاث لا تزال تشارك بقوة في القتال والاختلافات العميقة مستمرة فيما بينها.

وحثت إيران يوم الاثنين تركيا على وقف عمليتها في منطقة عفرين بشمال سوريا على الحدود مع إدلب.

شكرا للتعليق على الموضوع