بسبب الحرب.. بنغازي تتطلع لترميم المباني التاريخية

قالت وكالة أنباء “رويترز″، إن الحرب ألحقت ضررًا بالغًا بكثير من المباني التاريخية في بنغازي، والتي تعود إلى العهدين العثماني والإيطالي.

ونقلت الوكالة عن مسؤولون، قولهم، إنهم عازمون على ترميم هذا التراث المعماري، لكنهم يواجهون تحديًا مضنيًا في بلد متعثر اقتصاديًا ولا يزال غارقًا في الصراع والانقسام السياسي.

وقال رئيس قسم المشروعات في بلدية بنغازي، أسامة الكزة: ”هذه المنطقة فيها ثلاث مراحل انتقالية معمارية، العهد العثماني والعهد الإيطالي والعهد الحديث. وهذه هي روح المدينة. بالتأكيد كمهندس وكابن للمدينة يجب المحافظة على الهوية، أي أحد يقول إزالة، نحن لا نفكر في هذا الموضوع، نحن سندافع عن هذه المنطقة“. لكن عمله توقف”.

وتغطي الثقوب الناجمة عن طلقات الرصاص والقذائف واجهة قصر بُني على الطراز الإيطالي وأعلن منه الملك إدريس استقلال ليبيا عن إيطاليا عام 1951. وتحطمت الأطر الخشبية لنوافذه وتحول لون الجص إلى الأسود بسبب الدخان.

وفي مبنى يرجع تاريخه إلى عام 1865 كان يضم أول مطبعة في المدينة، امتلأ مدخل حجري بكتل من الطوب وتضررت الواجهة بشدة.

وتقف مساجد مبنية على الطراز العثماني خاوية وينتشر بها الحطام.

وبدأت في بنغازي، الواقعة على بعد نحو 650 كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس، انتفاضة ليبيا قبل حوالي سبع سنوات، مما أطلق شرارة ثورة في أنحاء البلاد أطاحت بمعمر القذافي بعد أربعة عقود قضاها في السلطة.

تلك اللحظة من الأمل سرعان ما توارت مع سقوط ليبيا في حالة من الاضطراب وشهدت بنغازي حملة من التفجيرات والاغتيالات، تلتها حرب استمرت من عام 2014 حتى أواخر 2017.

وخاض ”الجيش الوطني الليبي“ المتمركز في شرق البلاد قتالا مع إسلاميين ومعارضين آخرين في معارك شوارع استمرت طويلا في أجزاء من المدينة.

وتركزت الأشهر الأخيرة من القتال في الأحياء الأقدم في بنغازي بين مركز المدينة والميناء.

واستخدم الجيش الوطني الليبي المدفعية الثقيلة والغارات الجوية في مسعاه لطرد المقاتلين المنافسين المتحصنين في شوارع سكنية وسط المدينة.

واستخدم خصوم الجيش الوطني الليبي القنابل والشراك الخداعية، التي لم يتم إزالة بعضها إلى الآن حتى يتمكن السكان من العودة وتبدأ أعمال إعادة الإعمار.

ومن المقرر أن تنظم المدينة مؤتمرا دوليا هذا الشهر في إطار جهود حشد الدعم لأعمال الترميم.

وقال فتحي الساحلي الكاتب والمؤرخ في بنغازي: ”المدينة القديمة كلها طراز عثماني إيطالي فترة المملكة موجود كله وسط البلاد، وتعرض إلى التدمير نتيجة الحروب ونحن نسعى إلى ترميمه… لابد من تضافر كل الجهود، الدولة والآثار والأوقاف والبلدية كل الجهود لأن الإعمار ليس أمرا سهلا، الإعمار يحتاج إلى مليارات وليس ملايين“ الدنانير.

وأضاف: ”فترات تاريخية تدل على أن بنغازي كانت موجودة وأهلها موجودين في العهد العثماني 1835 إلى العهد الإيطالي 1911، هذا زخم حضاري نحن كمراقبي آثار بنغازي وكأهل بنغازي نحب أن نحافظ عليه“.

شكرا للتعليق على الموضوع