عزيز اوبلا يكتب : أزمة المعلقين الرياضيين
تعد رياضة كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية و انتشارا في العالم ، فالإحصائيات تشير إلى أن عدد الممارسين يصل إلى 250 مليون لاعب في أزيد من 200 دولة في أرجاء المعمور .. ما يجعلها أحد أكثر الرياضات تأثيرا في المجتمع بحكم أن المباريات صارت تستأثر باهتمام جميع الفئات الاجتماعية حتى أصبحت شكلا من أشكال وسائل الترفيه خاصة في نهاية الأسبوع .
و في سعيها إلى تطوير منتوج كرة القدم ، سارعت العديد من الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي للعبة FIFA إلى إنشاء ملاعب و تجهيز مرافق رياضية سواء كان ذلك طمعا في احتضان منافسة إقليمية أو دولية ، أو فقط بتوصيات من الاتحاد المذكور حتى يصل صيت الرياضة لأكبر عدد من ساكنة العالم .
و تواكب عملية ترقية لعبة كرة القدم ، ازدهار الإعلام الرياضي بأصنافه المختلفة و الذي لم يعد يقتصر دوره في نشر الثقافة الرياضية في المجتمع فحسب ، و إنما يعود له الفضل في إشهار اللعبة و الزيادة في انتشارها .
و رغم الاحتكار الذي فرضته الشركات الناقلة للمباريات في السنوات الأخيرة خاصة بالعالم العربي ، إلا أن ذلك لم يؤثر على شغف الجماهير التي تسارع إلى مشاهدة نواديها المفضلة و الاستمتاع بمهارات لاعبيها المؤثرين عبر الشاشة .
و بالحديث عن القنوات الرياضية في العالم العربي ، وجب التطرق إلى ظاهرة ” التعليق ” على المباريات التي تشهد منافسة بين المحطات التلفزية حول من سيقدم منتوجا يروق للمتتبع ، إذ بغض النظر عن دور هذا ” المعلق ” في وصف مجريات اللقاء و تقديم معلومات للمشاهد و كسب ثقته ، لا يسلم هؤلاء من بعض الزلات و الهفوات المهنية تفقدهم توازنهم و تؤدي بهم إلى خلق جدل داخل الأوساط الرياضية .
فقد اعتذر معلق قناة ” MBC PRO ” أحمد النفيسة على خطئه حينما صرخ ” ينصر دينك يا شيخ .. ” لما سجل لاعب النصر السعودي فيكتور أيالا هدفا بحيث اعتبرته الجماهير تداخلا بين ما هو ديني و ما هو رياضي .. و في إحدى مباريات كأس تونس ، تعرض المعلق نبيل خيرات لوابل من الانتقادات حينما وصف أحد اللاعبين من ذوي البشرة السوداء ب ” الوصيف ” و الذي يعني العبد أو الرق بالعامية التونسية .
كما أوقفت قناة رياضية عراقية أحد معلقيها و ذلك بسبب إساءته لحكم المباراة التي جمعت المنتخب العراقي ضد نظيره السعودي في نهائي كأس الخليج 21 ، بعدما بالغ في شتمه و هو ما اعتبرته القناة تنافيا مع أخلاقيات المهنة .
جماهير الرجاء الرياضي بالمغرب تؤاخذ معلقا بإحدى القنوات الرياضية القطرية بكونه يتداخل في شؤون ناديها و تتهمه باستغلال منبر القناة لتقزيم تاريخ النادي مع تمرير رسائل لمنتقديه من جماهير هذا النادي التي سبق لها و أن كالت له العديد من رسائل التوبيخ و اللوم على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي .
إن صعوبة مهمة الواصف الرياضي تتجلى بالأساس في طريقة التزام الحياد و الموضوعية و عدم إظهار تعاطفه مع فريق على حساب آخر ، إضافة إلى محاولة إرضاء ذوق الجمهور الذي ينتظر معلومات عن المباراة مع إضفاء مزيد من الحماسة عليها ، و الابتعاد على كل ما من شأنه خلق الجدل حتى يكون مستوى التعليق أكثر رقيا للحاق بركب الدول الرائدة في هذا المجال .
بقلم : عزيز اوبلا – المغرب
اقرأ للكاتب :
عزيز اوبلا يكتب : لن تغيروا نظرتي للوطن ..