“لا للتطبيع الشعبى”…حفلة السفارة الإسرائيلية في مصر تثير جدلاً وغموضاً

التلغراف – القاهرة : للمرة الأولى منذ افتتاحها في مصر عام 1980، احتفلت السفارة الإسرائيلية بـ “يوم الاستقلال” خارج أسوارها أو داخل منزل السفير، واختارت فندق “ريتز كارلتون” في قلب “ميدان التحرير”، مهد الثورة المصرية، لحفلة الاستقبال مساء أول من أمس في الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل.

الحفلة التي أُريد لها أن تكون بمثابة رسالة عن “تطبيع شعبي” سَمح بخروج إسرائيل من أسوار مقراتها في مصر، سرعان ما تبيّن أنها لم تُحقق هدفها، بل رسّخت فكرة الرفض الشعبي للتطبيع.

قائمة المدعوين إلى الحفلة لم تكن مُعلنة، واكتفت السفارة الإسرائيلية بالقول على حسابها الرسمي على “فيسبوك”، إن “المراسم حضرها لفيف من ديبلوماسيين ورجال أعمال وممثلين للحكومة المصرية”، بمشاركة المدير العام لوزارة التعاون الإقليمي الدكتور يوسف درزنين الذي جاء من إسرائيل للمشاركة في الحفلة، والسفير دافيد غوبرين. وحرصت السفارة على شكر الشيف شاؤول بن أديريت الذي حضر من إسرائيل لـ “إمتاع الضيوف بعشاء إسرائيلي خاص” أعده مع فريق طهاة الفندق.

الحفلة جرت وسط إجراءات أمنية مشددة شهدها محيط الفندق، إذ تراصت سيارات الأمن أمامه وعلى مقربة منه، وانتشرت الحراسات الأمنية العلنية والسرية في الشوارع المحيطة به، وفي ساحته الخارجية. ولم يكن يُسمح بدخول المكان الذي يؤدي إلى قاعة الحفلة إلا لحملة الدعوات فقط.

ونقل موقع السفارة عن السفير الإسرائيلي قوله في كلمة خلال الحفلة: “نلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل: لا تُعتبر عدواً بل شريك في صوغ واقع جديد وأفضل في المنطقة، واقع يستند إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي”.

واختارت السفارة الإسرائيلية الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها من أروقة الحفلة بعناية فائقة بحيث لا تظهر وجوه من لبوا دعوتها. فقط صور السفير ومسؤولين إسرائيليين والشيف المُستدعى وكعكة الاحتفال وأطباق الطعام، ظهرت بوضوح. أما الضيوف، فالتُقطت صورٌ غير واضحة لهم، وتم التمويه على وجوه بعضهم.

وكان رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال حذّر النواب من تلبية الدعوة إلى حضور حفلة السفارة الإسرائيلية.

وكانت شخصيات لا تجد غضاضة في حضور مناسبات السفارة الإسرائيلية، فأكدت أنها لم تشارك في هذه الحفلة.

وقال أستاذ علم الاجتماع الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذي كان أثار جدلاً بزيارة إسرائيل قبل شهور، إنه تلقى دعوة إلى حضور الحفلة، لكنه تغيب عنها لارتباطه بمناسبة أخرى أقامتها سفارة السويد. وأضاف: “لا أجد أي مشكلة في حضور الحفلة. ظروف مواعيدي منعتني من المشاركة. هم يعتبرون إنشاء إسرائيل عيداً قومياً ويقيمون الحفلة كل عام كأي دولة تحتفل بعيدها في سفاراتها»، لافتاً إلى أن إقامة الحفلة العام الحالي في فندق وليس في منزل السفير، يرجع إلى «تحسن الأمور والعلاقات أخيراً”.

وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وقوى يسارية حملات لمقاطعة الفندق الذي استضاف الحفلة، ودعوا إلى التعاون في كشف أسماء الحضور الذين لبوا الدعوة.

شكرا للتعليق على الموضوع