بيل كوسبي سجينا بعد إدانته بالاعتداء الجنسي

منوعات – التلغراف : أصدر القضاء الأمريكي حكما بالسجن من ثلاث إلى عشر سنوات على الممثل الأمريكي بيل كوسبي بعد إدانته بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأة في منزله في بنسيلفانيا قبل 14 عاما.وقد وصف القاضي في محكمة في بنسلفانيا كوسبي بأنه “معتد جنسي عنيف” وأمر بسجنه.

ولم يصدر إثر النطق بالحكم بالسجن المنفرد أي رد فعل عن الممثل البالغ من العمر 81 عاما والذي وجدته هيئة محلفين مذنبا في نيسان/أبريل الماضي.

وما أن تُلي الحكم، حتى أكد المحامي الرئيسي للممثل بطل مسلسل “كوسبي شو” الشهير، أنه سيستأنف القرار وطلب أن يبقى موكله طليقا بموجب كفالة بانتظار البت بطلب الاستئناف.إلا أن القاضي أمر بسجن كوسبي فورا.

وبات الممثل أول المشاهير الذين يصدر حكم بحقهم في قضية اعتداء جنسي منذ تكشف فضيحة هارفي واينستين في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وبدء حركة #أنا_أيضا المناهضة للتحرش الجنسي.وهو من أشهر الأمريكيين الذين يحكم عليهم بالسجن في بلد حيث الشهرة والأموال الطائلة المدفوعة لمحامين كانت تساعد المشاهير على تجنب السجن في الماضي.

وكانت هيئة محلفين قد أدانت كوسبي قبل خمسة أشهر بتهمة تخدير أندريا كونستاند التي كانت مديرة لفريق جامعي لكرة السلة والاعتداء عليها جنسيا. ويعني الحكم الصادر أن كوسبي سيمضي ثلاث سنوات على الأقل وراء القضبان مع احتمال أن تصل المدة إلى عشر سنوات كحد أقصى.

وكان الادعاء قد طلب عقوبة تراوح بين خمس وعشر سنوات بعد دمج التهم الثلاث الموجهة إلى بيل كوسبي في واحدة. وطلب أيضا أن يمضي عقوبته في سجن تابع للولاية مع دفع غرامة قدرها 25 ألف دولار وكلفة المحاكمة.في المقابل، كان محامو الدفاع يطالبون بوضع كوسبي في الإقامة الجبرية نظرا إلى تقدمه بالسن ونظره الشحيح.

لا أحد فوق القانون

وقال القاضي ستيفن أونيل متوجها إلى كوسبي “لقد تم إدانتكم بجريمة خطرة جدا. لا أحد فوق القانون. لا أحد ينبغي أن يعامل بطريقة مختلفة”. كما أضاف أنه يدرك سن المتهم ونظره الشحيح لكن لا ينبغي اعتبارهما عاملين مرجحين، مؤكدا على أن “المتهم بحاجة إلى علاج”. وقد وصف أونيل الممثل في وقت سابق بأنه “معتد جنسي عنيف” ما سيرغم كوسبي على التواصل الدائم مع الشرطة وعلى الخضوع لجلسات متابعة إلزامية.

وكان عالم النفس تيموثي فولي الذي استدعته جهة الدفاع قد قال إن احتمال أن يرتكب كوسبي اعتداء جديدا “متدن للغاية” خلافا لخبيرة أخرى رأت الاثنين أن المعايير التي يُصنف على أساسها الأشخاص على أنهم معتدون جنسيون عنيفون تنطبق على بيل كوسبي. وأشارت إلى أن الممثل الثمانيني “ربما اختار ضحيته المقبلة”.

وكان كوسبي حتى سنوات قليلة خلت من الرموز الأخلاقية في بلده، ولاسيما بعد المسلسل الشهير “ذي كوسبي شو”، كما أنه كان من أبرز الناشطين في سبيل الحقوق المدنية للسود. لكن الاتهامات بالاعتداء الجنسي التي وجهتها إليه نحو ستين امرأة أودت بسمعته. وقد سقطت كل تلك الاتهامات بمرور الزمن ما عدا قضية كونستاند،غير أنه سقط سقوطا مدويا بفعل الشهادات الكثيرة التي تصفه كمتحرش جنسي يعتمد أساليب متقنة للإيقاع بضحاياه بما يشمل في أحيان كثيرة إعطاء حبوب منوّمة قوية.

ارتياح لدى الضحايا

وقالت أندريا كوسنتاند في وثيقة من خمس صفحات “لقد حطم بيل كوسبي روحي الجميلة الشابة، لقد سلبني صحتي وحيويتي وطبيعتي المنفتحة وثقتي بنفسي وبالآخرين”.

وأعربت ضحايا كوسبي عن ارتياحهن لهذا “الانتصار” و”لإحقاق الحق”، واعتبرن أن شهاداتهن العلنية منذ العام 2014، أدت إلى تحريك الوضع وأرست أسس حركة #أنا_أيضا التي تشكلت بعد تكشف فضيحة المنتج الأمريكي هارفي وايسنتين في تشرين الأول/أكتوبر.

وقالت ساريتا باترفيلد التي تؤكد أن بيل كوسبي اغتصبها العام 1978 في منزل يملكه في ماساتشوستس “أشعر اليوم بانتصار في قلبي وروحي بعد هذا الحكم”.وأضافت خلال مؤتمر صحفي في نوريستاون في ولاية بنسيلفانيا “أشعر أني حرة”.ورفضت أندريا كونستاند التي حضرت إلى المحكمة التعبير عن رأيها بعد الحكم على بطل مسلسل “ذي كوسبي شو” الشهير.

وتحدثت الكثير من النساء اللواتي أكدن أنهن وقعن ضحايا بيل كوسبي وأدلين بشهادات علنية حول ذلك، خلال المؤتمر الصحفي. وقالت سوني ويليس (70 عاما) التي تؤكد أن بيل كوسبي خدرها واغتصبها مرتين عام 1965 “أنا أنحني أمام أندريا كونستاند. فهي لو لم تقو على الوقوف هنا في المحكمة لما كنا وصلنا إلى الحكم اليوم” مشيرة إلى أن حياتها “تحطمت” بسبب بيل كوسبي.

وقالت جانيس بايكر-كيني وهي من ضحايا كوسبي المفترضات في بيان تلته محاميتها غلوريا آلريد “شكرا سيد كوسبي. فعجرفتك أدت إلى حركة سمحت للآلاف من النساء باستعادة كرامتهن وبالنضال لإحقاق الحق”. وأشارت إلى أن عدة ضحايا مفترضات لبيل كوسبي ناضلن من أجل رفع عامل مرور الزمن عن الجرائم الجنسية وهذا ما أصبح واقعا في ولاية كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة) منذ الأول من كانون الثاني/يناير 2017.وقالت فيكتوريا فالنتينو التي تؤكد أن كوسبي اغتصبها في العام 1969 “إنه يوم كبير للنساء إنه يوم كبير لضحايا الاغتصاب”.

شكرا للتعليق على الموضوع