النزاعات الاقليمية والتحديات المشتركة في قمة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية

مصر – التلغراف

يختتم الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، اليوم الإثنين، في شرم الشيخ، أول قمة بينهما باستعراض النزاعات الاقليمية والتحديات المشتركة التي تواجه الكتلتين.

ويشارك في القمة التي بدأت الأحد تحت حراسة أمنية مشددة في منتجع شرم الشيخ، رؤساء وحكومات أكثر من أربعين بلدا أعضاء في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.

وبالنسبة للأوروبيين، فإن القمة ينبغي أن تساهم في تعزيز التعاون مع الدول العربية من أجل تثبيت التواجد الأوروبي في جنوب المتوسط في مواجهة روسيا والصين اللتين تسعيان لملء الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي من المنطقة.

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مساء الأحد إن المنطقتين الجارتين يجب أن تعملان سويا في مواجهة “قوى دولية بعيدة عن منطقتنا”. ولم يسمّ توسك هذه القوى، لكن مسؤولل في الإتحاد ألوروبي أكد لوكالة “فرانس برس” أنه يعني الصين وروسيا.

وقال مسؤول أوروبي: “لا نريد أن تملأ روسيا والصين الفراغ” الذي ستتركه الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الأوروبيين يرون في هذه القمة فرصة للمحافظة على مصالحهم الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية.

وستخصص جلسة مغلقة للقادة الاثنين لتبادل الرأي حول النزاعات الاقليمية مثل اليمن وسوريا وليبيا والنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.

ومساء الأحد، ندد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تقود بلاده منذ العام 2015 تحالفا لمحاربة الحوثيين في اليمن، ب “التدخل” الايراني في هذا البلد.

وأعرب الامين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته أمام القمة الأحد عن أسفه “لاستمرار النزاعات في اليمن وليبيا وسوريا”. وندد ب”الأيدي الخارجية التي تلعب فيها سواء الأفعال الايرانية أو التحركات التركية”.

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال إن “ترك النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن وسائر المناطق التي تشهد تناحراً مسلحاً، بدون تسوية سياسية، لا يمكن إلا أن يمثل تقصيراً، ستسألنا عنه الأجيال الحالية والقادمة”.

وحرصت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني من جانبها، على أن تشدد على المواقف “المشتركة” للكتلتين. وقالت “أتوقع أن تتم مناقشة كل هذه المسائل خلال القمة بروح إيجابية”.

إضافة الى النزاعات، سيعكف القادة الاثنين على بحث عددا من القضايا المشتركة: الهجرة والأمن والإحتباس الحراري والتنمية الاقتصادية.

وفرض ملف بريكست نفسه الأحد في القمة مع تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حول المفاوضات الجارية مع المسؤولين ألأوروبيين لتجنب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار/مارس المقبل من دون اتفاق لتنظيم العلاقات بينهما.

لكنّ الاوروبيين ونظراءهم في الدول العربية يأملون في التركيز على التعاون العربي الاوروبي. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الدولية خالد الهباس إن الجامعة تنتظر من هذه القمة “بداية جديدة”.

وكان السيسي أكد في كلمته في افتتاح هذه القمة الاولى أن انعقادها يشكل “خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما”.

ومن القادة الاوروبيين القليلين المتغيبين عن القمة، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسباني بيدرو سانشيز وقادة ليتوانيا ولاتفيا. وسيمثل فرنسا وزير خارجيتها جان-إيف لودريان.

وشهدت مصر فترة عدم استقرار سياسي واقتصادي طويلة عقب ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك.

وقال مصدر دبلوماسي غربي إن هذه القمة “تعتبر نجاحا لمصر التي توضح بتنظيمها هذه القمة أنها تعود الى مقدمة الساحة الدبلوماسية”.

شكرا للتعليق على الموضوع