أمل وعبلة ..رسائل عشق بمداد من الألم

أشهر قصص الحب بين المشاهير..يرويها محمد رفعت

من كتاب : اقاصيص العشق

شاعر الثورة والنضال، الذي لم يعرف في حياته المهادنة أو الحلول الوسط..الشاعر الجنوبي الذي صرخ في السادات..لا تصالح..وقال لنا: لا تحلموا بعالم سعيد ..فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد..أمل دنقل المتمرد العنيد لم يكن كذلك مع زوجته وحبيبته الكاتبة الصحفية والناقدة عبلة الرويني..ولم يكفه أن يكتب الشعر في عينيها..لكنه كتب لها أيضاً رسائل عشق بمداد من الألم..ومن رسائل”أمل لعبلة”: 

1

في المثلث الشمسي الممتد من الشباك إلى زاوية سريري أراك متمددة في الذرات الذهبية والزرقاء والبنفسجية التي لا تستقر على حال، تمامًا كنفسيتك، ومع ذلك ابتسم لك وأقول صباح الخير أيتها المجنونة الصغيرة التي تريد أن تلف الدنيا على أصبعها، والتي تمشي فوق الماء وتريد ألا تبتلّ قدماها الفضيتان!

2

المسافة بين أمس واليوم لقاؤنا الممتد طريق ينشق في قلبي، في كل مرة أضطر إلى أن أتركك أحس أن لقاءنا الأول هو لقاؤنا الأخير، والعكس صحيح.. لا أعرف تماماً لماذا هذا الإحساس، لكني أرجح أنه نابع من إحساس بتقلبك الدائم وبحثك المستمر عن الحزن، لا أريد أن أفكر كثيراً في خلافاتي معك، فهذا الصباح أجمل ما فيه أنه يقع بين موعدين، بين ابتسامتين من عينيك، صحيح أنهما سرعان ما تنطفئان، لكني أسرقهما منك، وأحتفظ بهما في قلبي، وأتركك تغضبين وتغضبين.

3

حسنا لا يهم، فلقد عوَّدت نفسي على أن أعاملك طبقاً لإحساسي وليس طبقاً لانفعالاتك، أحبك ولا أريد أن أفقدك أيتها الفتاة البرية التي تكسو وجهها بمسحة الهدوء المنزلي الأليف..صباح الخير أخرى، سأحاول أن أعود للنوم؛ فالساعة الآن لم تتجاوز العاشرة، هناك أربع ساعات باقية على موعدك، وأنا لم أنم جيداً، سأحاول أن أنام، أن آخذك بين ذراعي، وأخبئ رأسك العنيد في صدري لعله يهدأ ولعلي أستريح.

15

وفي كتابها عنه..وصفت عبلة الجنوبي بقولها:

“إنه يتلف الألوان جميعها ليظل الأبيض والأسود وحدهما في حياته .. يحب أو يكره، يبارك أو يلعن ..هارب دائمًا من كل مناطق الحياد التي تقتله !”

“ظل الاطمئنان الكامل هو جوهر ما يبحث عنه أمل في علاقاته، ولهذا اتسمت صداقاته دائما بالمسافة التي تمنحه في لحظات الثقة امكانية الرؤية، وتمنعه من ذلك الالتصاق النفسي بأحد.. فهو لا يبحث عن سند خارج ذاته، بعد أن اكسبته مرارة الأيام قدرا كبيرا من انعدام الثقة.. وأكسبته أيضا درسا حول السفن الغارقة التي لا بد وأن يفر منها الآخرون”.

الكاتب الصحفى محمد رفعت
الكاتب الصحفى محمد رفعت

اقرأ للكاتب

عطيات والأبنودي..حقيقة أيام ليست معه!

شكرا للتعليق على الموضوع