عطيات والأبنودي..حقيقة أيام ليست معه!

أشهر قصص الحب بين المشاهير..يرويها محمد رفعت

من كتاب : اقاصيص العشق

يعلم الكثيرون عن قصة حب الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي والمذيعة اللامعة نهال كمال..لكن القليلون جدا هم من يعلمون قصته مع أول زوجاته المخرجة التسجيلية المعروفة عطيات الأبنودي.

وقد كتبت الكاتبة فريدة النقاش عن عطيات «الأبنودي».. فقالت :

بقدر ما تألمت للرحيل المفاجئ للشاعر الكبير «عبدالرحمن الأبنودي»، تألمت أيضا للتجاهل الكامل لرحلة حياته، ومشواره الطويل في أول الطريق مع رفيقة دربه وزوجته الأولى المخرجة السينمائية والكاتبة «عطيات الأبنودي» وكأنها لم توجد أبدا في حياته، وانصب كل الاهتمام على الإعلامية «نهال كمال» التي أنجبت البنتين وعاشت معه في الفصل الأخير من الرحلة بعد أن ضحكت له الدنيا وتراجعت المتاعب وطبقت شهرته الآفاق.

لا تحتاج «عطيات الأبنودي» التي عرفها جمهور السينما التسجيلية عبر مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ هذه السينما لا مصريا وعربيا فحسب وإنما عالميا أيضا، أقول لا تحتاج «عطيات» والحال كذلك لأن تنتسب لرجل أو عائلة لأنها أنشأت لنفسها نسبا أوسع كثيرا من الحدود الضيقة لعلاقة الزواج والأسرة.

المخرجة والمفكرة الكبيرة عطيات الأبنودي
المخرجة والمفكرة الكبيرة عطيات الأبنودي

وحين أسجل اعتراضى هذا على تجاهلها في هذه المناسبة الحزينة ونسيان دورها المهم في حياة الشاعر الراحل وإنتاجه إنما أتطلع إلى الإنصاف.

ألفت «عطيات» كتابا جميلا بعنوان «أيام ليست معه» سجلت فيه تجربة السجن التي تعرض لها «عبدالرحمن» مع عدد من أصدقائه متهمين بتأسيس تنظيم شيوعى في الستينيات وسوف يظل هذا الكتاب وثيقة من وثائق المرحلة لا في الحياة المشتركة «لعبدالرحمن» و»عطيات» بما كان فيها من متاعب وقلاقل وشظف العيش، وإنما أيضا في حياة مصر السياسية حنيذاك.

ولأن الروائى والقاص المبدع «يحيى الطاهر عبدالله» صاحب «الطوق والإسورة» كان صديقا حميما لهما اختارا أن يتخذا من «أسماء» ابنته ابنة لهما بعد موته الفاجع في حادثة عام 1981 وكان يحيى في ذروة قدراته الإبداعية المدهشة، وكانت «أسماء» تجسيدا للأشواق والأحلام الكبيرة التي تقاسمها الأصدقاء.

وتستطرد “فريدة”: لم يكن مصطلح المجتمع الذكوري أو العقلية الذكورية من المصطلحات التي أستسيغها بل طالما أحسسته ثقيلا ومنفرا، ولكن وقائع كثيرة لا أظن أن آخرها سيكون هذا التجاهل الظالم «لعطيات الأبنودي» وأدوارها في حياة الشاعر الراحل جعل مثل هذا التعبير هو الأدق في وصف بعض ما يجري في حياتنا من انحياز «للذكورة» وتمييز ضد النساء، إذ كان «الأبنودي» الذي استثمر شهرته ومحبة الناس له أفضل استثمار يعتبر أن حياته العائلية بدأت حين تزوج من «نهال كمال» التي أنجبت له بنتيه بينما لم تنجب «عطيات».

سوف ينقضى الزمن، ويحرر التاريخ الأحداث الكبرى والعلاقات المؤثرة في حياة الناس من كل الصغائر، وسوف يعطي لكل ذي حق حقه، فما من شك أن «عبدالرحمن الأبنودي» شاعر كبير وعبقرية فذة، وما من شك أيضا أن «عطيات الأبنودي» سينمائية موهوبة ومبدعة توجتها دوائر السينما العالمية بجوائز تستحقها، ومثلما فعل «الأبنودي» ـ مع اختلاف في الدرجات بسبب أدوات تعبير كل منهما ـ حفرت عطيات لنفسها اسما كبيرا في تاريخ السينما التسجيلية المظلومة والمهمشة، وهي بالقطع لا تستحق الظلم الذي يقع عليها بشكل متواصل منذ رحيل «الأبنودي».

الكاتب الصحفى محمد رفعت
الكاتب الصحفى محمد رفعت

اقرأ للكاتب

يوسف وامينة..حب وإذلال

شكرا للتعليق على الموضوع