مبادرة المبرمج العالمي لتعليم لغة البرمجة لخمسة ملايين شاب حول العالم
تقارير – التلغراف: استلهامًا من مبادرة مليون مبرمج عربي، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، إطلاق مبادرة المبرمج العالمي، لتكون أكبر مشروع تدريبي يهدف إلى توفير منصة مجانية على الإنترنت لتدريب 5 ملايين شاب وشابة في المجتمعات الفقيرة حول العالم على لغة البرمجة وتقنياتها ومنحهم شهادات معتمدة بها، وتشجيع الخبراء على المساعدة في تطوير التقنيات.
وتعمل المبادرة، التي أطلقتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، خلال مشاركة دولة الإمارات في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، على تمكين الشباب معرفيًا وعلميًا وتأهيلهم لإتقان لغة المستقبل، لتوفير مجالات جديدة للعمل ومكافحة الفقر والارتقاء بالمواهب الشابة المبدعة الباحثة عن فرص غير مطروقة.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة نشرها في حسابه الرسمي على تويتر «أطلقت الإمارات من دافوس أكبر مشروع عالمي لتعليم البرمجة يستهدف 5 ملايين شاب في 50 دولة حول العالم. تمكين المجتمعات ومكافحة الفقر يبدأ بالتعليم، وتعليم المستقبل، ومستقبل الفرص في تعلم لغة البرمجة. دولة الإمارات لها رسالة أمل عالمية مستمرة.»
وأصبحت لغة البرمجة جزءًا لأغنى عنه في البنية التحتية المعلوماتية لأي مشروع استثماري في القطاعات الصناعية والاقتصادية المختلفة. وتستهدف المبادرة متدربين من 50 دولة، وفقًا لصحيفة الاتحاد الإماراتية.
وتتيح المبادرة لخريجيها فرص عمل تمكنهم من توظيف مهاراتهم بما يخدم الاحتياجات المستقبلية وتطوير الاقتصاد الرقمي، ويسهم في سد الفجوة الرقمية في مجتمعاتهم، وتطوير قطاع الاقتصاد الرقمي، لتكون إضافة نوعية في هذا القطاع الحيوي حول العالم، ضمن توجهٍ أشمل نحو بناء وتمكين اقتصادات قائمة على المعرفة.
مبادرة مليون مبرمج عربي
واستُلهِمت المبادرة، من مبادرة مليون مبرمج عربي التي أتاحت منتصف يوليو/تموز الماضي، فرصًا مستقبلية غير مسبوقة تعطي لخريجيها أملًا بتأسيس شركاتهم الخاصة في إمارة دبي.
وتهدف المبادرة، التي أطلقتها مؤسسة دبي للمستقبل التابعة لحكومة دبي، إلى تعليم مليون مواطن عربي، وإدخالهم مجال علم البرمجيات مجانًا وتمكينهم ليكونوا قادرين على تطوير المجال والاحتراف فيه عبر برامج تدريبية متطورة ومكثفة. وتقدم الدعم لخريجيها من خلال مجموعة من المشاريع والبرامج المتخصصة؛ منها توفير مساحات عمل مشتركة لأول 50 خريجًا لتأسيس شركاتهم الخاصة.
وتؤكد مؤسسة دبي للمستقبل على أن المبادرة المدعومة من حكومة دبي تسعى «للنهوض بالمجتمعات العربية عبر تمكينهم من لغة المستقبل» وتوفر المبادرة برامج تدريبية وشهادات معتمدة مجانية عبر الإنترنت، وتقدم فرصةً لتعرّف الطلبة المشاركين فيها على بعضهم والاحتكاك بمدرسين محترفين، لتبادل المعارف والمعلومات وتنمية المهارات.
وتسعى مؤسسة دبي للمستقبل إلى التشبيك والتعاون مع مختلف الجهات من القطاع الحكومي والخاص لتوفير فرص تدريبية لخريجي المبادرة، وتأمين فرص عمل حصرية للمتفوقين الفائزين، للاستفادة من خبراتهم ومواهبهم وتمكينهم من نشر المعرفة الرقمية ضمن الجهات العاملين فيها. ومن المقرر أن يحصل أفضل ألف طالب مشارك في المبادرة على منحٍ لبرامج تدريبية معتمدة عالميًا، بالإضافة إلى ميزة الانضمام إلى منصة الوظائف الخاصة بالمبادرة للانخراط في سوق العمل.
وتمنح المبادرة أفضل أربعة مُدرِّسين يختارهم الطلبة عبر تصويت خاص، جوائز تصل قيمتها إلى 200 ألف دولار، وكذلك جائزة مليون دولار لأفضل مبرمج، و50 ألف دولار لمن يصل للمراكز العشرة الأولى.
ويؤكد المسؤولون في دولة الإمارات على أهمية دور الشباب العربي في التحول الرقمي والتطور العلمي والتكنولوجي، وضرورة إعادة تأهيلهم وتدريبهم لتزداد خبرتهم ويصبحوا قادة للفكر وريادة الأعمال في المنطقة. وسبق أن أشار عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي، إلى أن التوجه الرسمي لدولة الإمارات يرمي إلى تدريب الشباب العربي ومنحهم الفرصة، كخيار بديل لوقوفهم على أعتاب أوربا والولايات المتحدة بحثًا عن فرصٍ لحياة كريمة؛ وقال «نحن نريد إنتاج 100 من أمثال مارك زكربيرج و1000 من أمثال إيلون ماسك من شباب المنطقة، ويمكننا تحقيق ذلك من خلال الذكاء الاصطناعي.»
مبادرة مليون مبرمج أردني
يُذكر أن دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، أطلقتا منتصف العام الماضي، مبادرة تستهدف الشباب الأردني تحت عنوان مبادرة مليون مبرمج أردني لتعليمهم علوم البرمجة، وكذلك تعليمها للأطفال في المدارس وتشجيع الخبراء على المساعدة في تطوير التقنيات في الأردن والإمارات وعموم العالم العربي، في إطار توسيع نطاق المبادرة الأم ووصولها إلى أكبر شريحة من المستفيدين الشباب في المنطقة والعالم.