مدحت محى الدين يكتب : بنى آدم

شاهدت لك عزيزى القارئ الفيلم العربى ” بنى آدم ” إنتاج ٢٠١٨ ، الفيلم بطولة الفنان يوسف الشريف ودينا الشربينى وأحمد رزق وبيومى فؤاد والراحل القدير محمود الجندى ، سيناريو وحوار عمرو سمير عاطف ، وإخراج أحمد نادر جلال .

بداية الفيلم حوار يبدو كإعتراف بين آدم ” يوسف الشريف ” وشخص غير واضح وظيفته ” بيومى فؤاد ” ، يخبره فيه حياته الغير سوية حيث أن آدم مجرم تربى على يد إنسان شرير يسمونه ” الأستاذ” ( الفنان محمود الجندى ) ، وقام بإرتكاب كافة الجرائم من سرقة وقتل وسطو مسلح وغيرها من الجرائم ، واختبأ من جرائمه خلف مظهر إجتماعى زائف حيث تزوج من فتاة لا تعرف عائلتها ولا هى نفسها طبيعة عمله ” دينا الشربينى “، وادعى أنه صاحب إحدى الشركات وأنجب طفلا وعاش حياته سنوات .

أمام زوجته والناس هو صاحب الشركة المحترم وفى الخفاء هو المجرم المزور تلميذ ” الأستاذ” وتابعه ؛ إلى أن طارده عقيد شرطة ” أحمد رزق ” وطلب منه أن يتعاون معه ليلقى القبض على ” الأستاذ” ، مقابل أن يكون آدم شاهد ملك وأن يحمى زوجته وابنه من هذا ” الأستاذ” ، بالفعل تعاون “آدم” مع ” العقيد” ولكن ” الأستاذ” اكتشف الموقف فخطف زوجة “آدم” وابنه ليضمن هروبه من العقيد وتنفيذه لعملية سرقة أطنان من الذهب لصالحه ، وأثناء الصراع بين عصابة ” الأستاذ” و” آدم” الذى كان يحاول إنقاذ زوجته وابنه والشرطة بقيادة العقيد داخل أحد المخازن يحدث انفجارا هائلا ويؤكد لك بالمشهد الذى يليه وفاة زوجة آدم ؛ ويكمل بمحاولته البحث عن الأستاذ لينتقم منه ، ويفاجأ بعدها بأنه لا أحد يحدثه ولا يجد العقيد بمكانه ؛ ليفاجئك عزيزى القارئ بأن الجميع لقى مصرعه فى الإنفجار حتى آدم نفسه .

ومن خلال حوار آدم مع “بيومى فؤاد” تتضح لك الشخصيات أكثر فأكثر ، لتعلم أن ” آدم” هو إنسان عادى أخطأ وارتكب العديد من الذنوب وأن ” الأستاذ” هو الشيطان أو الشر و” العقيد” هو الخير الذى أرشده لطريق التوبة ..أما بيومى فؤاد فدوره يعنى الضمير الذى كان يؤنبه ويخبره فى نهاية حواره معا بأن توبته بآخر حياته هى التى غيرت مصيره للأفضل ، وآخر مشهد بالفيلم كان لآدم وزوجته وابنه فى مكان جميل يوحى للمشاهد بأن آدم دخل الجنة .

الفيلم إبداع من جميع النواحى سواء من حيث التمثيل والمؤثرات السمعية والبصرية والحوار والإخراج ، مدة الفيلم حوالى ساعة و٥٠ دقيقة يجذب انتباهك وتركيزك عزيزى القارئ من أول دقيقة لآخر دقيقة ولا تمل ولو لثانية ، على مستوى العديد من الأفلام الأجنبية ، فيلم مشرف يصلح للمشاهدة العائلية حيث أنه يخلو تماما من أى مشاهد أو ألفاظ خادشة للحياء والآداب العامة ، ويعد من آخر أعمال الفنان الراحل الصديق العزيز محمود الجندى رحمة الله عليه ولذلك فمحبيه سيتأثرون كثيرا عند المشاهدة .

من جهة الرسالة فرسالة الفيلم واضحة وهى أنه مهما بلغت أخطاء شخص ما ، فهناك وقت يستطيع فيه هذا الإنسان التوبة ومحاولة إصلاح الخطأ ، وأنه يستطيع الإختيار دائما بين الطريق الذى يقوده إما لجهنم وإما للجنة .

من جهة باقى العناصر كما سبق وذكرت عزيزى القارئ مكتملة ونتج عنها فيلم جميل وسينما راقية نرجو أن نشاهد منها الكثير فى الأعمال القادمة ، لكل طاقم العمل تحية منى ومن كل محبى السينما الحقيقية والأعمال الراقية الهادفة .

اقرأ للكاتب

مدحت محى الدين يكتب:كورونا تهدد بإنهيار الصحة فى الأقصر

شكرا للتعليق على الموضوع