أسامة ال تركي‎ يكتب: أنا وسجادة الصلاة ‎

في السنوات الماضية من القرن الماضي كنا نعيش في مدينة جدة، وكما يعلم الجميع فهي بوابة الحرمين الشريفين وأول ما يفعل الحاج عند وصوله، كان ينزل إلى مدينة جدة، وفي ذلك الوقت كانت هناك سجادات للصلاة صغيرة، كل حاج تقريبا يملك واحدة، كما أن تلك السجادات تأتي من تركيا وعليها صورة الكعبة المشرفة وفي الجانب الآخر صورة لمبني أياصوفيا وكنا لا نعرف شي عن أياصوفيا، حيث كان في اعتقادنا بأنه للمسجد النبوي .

لكن بعد فترة من الزمن علمنا بأنها ليست للمسجد النبوي، بل هو مسجد أياصوفيا في تركيا وكنت حينها أسأل والدي رحمة الله عليه، لماذا يضعون هذا المسجد بشكل خاص دون أن يضعوا المسجد النبوي؟، فكان رد الوالد رحمة الله عليه، أن هذا مسجد أياصوفيا هو أكبر مسجد على مر الزمان فقد كان كنيسة وعندما أراد الله أن تفتح القسطنطينية على يد القائد البطل محمد الفاتح ذهب إلى البابا في ذلك الوقت وقام بشراء أياصوفيا من ماله الخاص ليكون أول مسجد في القارة الأوروبية وأكبرها إلى يومنا هذا، ولكن للآسف الشديد بعدما سيطر العلمانيون وعلى رأسهم كبيرهم أتاتورك، وحول ذلك المسجد إلى متحف، ومنذ ذلك الوقت والأتراك لا يريدون أن ينسوا العالم الإسلامي ذلك الإرث الذي ضاع بسبب أعداء الدين الإسلامي، ومن أجل تذكير المسلمين تم نسج تلك السجادة للصلاة .

عندما علمت بذلك من والدي كان أملي الوحيد عندما أكبر وأسافر إلى تركيا أن تكون أول زيارة لي إلى أياصوفيا، وقد كتب الله لي أن أزورها وأتمعن في تلك التحفة المعمارية ولم أجد نفسى غير دموعي تسبقني على ذلك الإرث المفقود وجلست أدعو الله سبحانه وتعالى أن لا يتوفاني قبل أن تعود أياصوفيا إلى أحضان المسلمين، ويكتب لي ربي أن أصلي فيه، وتذكرت والدي وهو يروي لي القصة.

واليوم بعد مرور أكثر من خمسة وثمانين سنة، من تحويله إلى متحف يعود مرة ثانية ليكون مسجد في أحضان المسلمين، عندما علمت بذلك الخبر لم أتمالك نفسي وبكيت وتذكرت ذلك التاريخ الذى مر عليه أكثر من خمسة وأربعون سنة وتذكرت والدي رحمة الله عليه .

إنني اليوم أرفع يدي بالدعاء إلى كل شخص ساهم في تحويل أياصوفيا إلى ما كان عليه مسجد للعبادة والصلاة وأخص بالذكر القائد البطل أردوغان الذي في زمانه كتب الله له أن يسجل التاريخ له ذلك الفضل كما فعل قبله البطل محمد الفاتح بتحويل أياصوفيا إلى مسجد.

أقولها بأعلى صوتي، أياصوفيا مسجد للمصلين والعبادة ورفع الآذان شاء من شاء وأبى من أبى .

اقرأ للكاتب

أسامة ال تركي يكتب: الجهلاء إلى أين؟

شكرا للتعليق على الموضوع