سامي فودة يكتب: اليوم الذكرى الـ33 لإعلان الاستقلال من الجزائر
من على أرض الجزائر الحبيبة بلد البطولة والكرامة والعزة والرجولة والفداء بلد المليون ونصف مليون شهيد حاضنة الثورة الفلسطينية الباسلة وقف سيد القوم عملاق الثورة الفلسطينية ومؤسسها ورمز كل الشرفاء والأحرار في العالم بأسره القائد والمعلم المارد الفتحاوي ياسر عرفات مع أخيه الرئيس الشاذلي بن جديد في مواجهة الحضور محفوفاً بالعلم الفلسطيني والعلم الجزائري بقاعة الصنوبر الجزائرية يصدح بصوته الهادر المجلجل في كلمته التاريخية التي جلجلت أركان العالم لدى سماعها خطابه وهزت القلوب وحركت مشاعر الحاضرين من الشخصيات الوطنية والقيادية والسياسية والإعلامية والتي اغتصت القاعة بهم بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني “دورة الشهيد أبو جهاد” في15 تشرين الثاني 1988م معلناً في خطابه التاريخي الهام والمفصلي في حياة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أمام الحاضرين قائلاً: باسم الله باسم الشعب العربي الفلسطيني نعلن قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
جاء إعلان الاستقلال الوطني الفلسطيني تتويجاً لثمرة كفاح ومشوار طويل من النضال المعمد بالدم والتضحيات وانجازاً وطنياً وتاريخياً للشعب الفلسطيني وتجسيداً لأهداف الانتفاضة ودحضاً للشائعات والأكاذيب المفبركة التي روجتها الماكينة الإعلامية الصهيونية طوال فترة اغتصابها لفلسطين بأن فلسطين هي أرض بلا شعب كما جاء تأكيداً على التصاق شعبنا الفلسطيني بأرضه والتمسك بهويته الفلسطينية ومجرد الانتهاء من قراءة إعلان وثيقة الاستقلال الوطني.
الذي صاغها الشاعر الكبير محمود درويش اختلطت المشاعر الممزوجة بالبكاء والفرح لدى المتابعين والحاضرين ووقف العالم منبهراً يصفق للقائد المارد الفتحاوي أبو الكوفية السمراء ومرحباً بهذا الإعلان الذي كان بمثابة ميلاد دولة فلسطين وبداية فجراً جديد في تاريخ القضية الفلسطينية, حيث توالت الاعترافات الدولية والعربية بدولة فلسطين معترفة بها 105 دولة وافتتحت السفارات والتمثيليات الدبلوماسية لفلسطين في مختلف دول العالم المعترفة بالاستقلال حيث فاقت في عددها عدد الدول التي اعترفت بدويلة الكيان المسخ.
واليوم أصبح حقيقة لا خيال تجسيد حلم الدولة الفلسطينية رغم انف الحاقدين وتحصل فلسطين على عضوية في الأمم المتحدة عضواً مراقباً بالأغلبية ليرتفع العلم الفلسطيني عاليا على منبر الأمم المتحدة يحمل الرقم 194 وهو الرقم ذاته لعودة اللاجئين الفلسطينيين وكان ذلك يوم 29/ 11/2012م وهو نفس التاريخ لمؤامرة التقسيم 29/ 11/ 1947م رغم إعلان الاستقلال الوطني الفلسطيني للأسف مازال شعبنا يواجه حالة الانقسام الاجتماعي البغيض والانفصال الجغرافي والسياسي المدمر بين شطري الوطن الواحد أكثر من اربعة عشر عاما ونيف من الجفاف والعجاف ودمار وخراب أديار.
اقرأ للكاتب
سامي فودة يكتب: متاجرةً رخيصةً في معاناة عمالنا البواسل