محمد الفرماوي يكتب: مصر والسودان والمصير المشترك
في ظل الأوضاع الإقليمية والعالمية المضطربة يأتي التشاور المصري السوداني المستمر كآلية لمجابهة التحديات المشتركة ، وبخاصة أن هناك قضايا وملفات تشغل بال صانعي القرار وشعبي البلدين وعلى رأسها الاستقرار الأمني وملف سد النهضة ، والصراعات الإقليمية التي تنعكس على الحالة الأمنية في الدولتين.
في هذا الإطار جاءت زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يرافقه مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد أبراهيم مفضل لمصر لإجراء مشاورات بشأن قضايا الاستقرار الإقليمي والدولي وبخاصة أن السودان تمر بمرحلة انتقالية حرجة يمكن أن تكون خلالها عرضة للإضرابات والتدخلات الخارجية التي تستهدف استقرار السودان .
مصر بدورها الإقليمي والدولي تمثل عمق استراتيجي لأشقائها وهي مستعدة لتقديم يد العون إلى السودان من أجل دعم أمنه واستقراره على كامل ترابه الوطني ، وقد تناولت المشاورات سبل تعزيز التبادل التجاري والزراعي ، ودعم جهود الربط الكهربائي وعلى مستوي السكك الحديدية بين الدولتين وهو ما يدفع التكامل بين الشعبين ويعزز فرص التنمية ، كما أن هناك توافق مصري سوداني حول الملفات المشتركة وعلى رأسها التصرفات الأحادية من قبل أثيوبيا تجاه ملف سد النهضة وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ينظم تشغيل سد النهضة ملزم لجميع الأطراف بما يضمن حقوقها ويصون عدالة التوزيع.
تناقش المشاورات أيضاً سبل دفع عملية التعاون العسكري والأمني وبخاصة أن هناك توافق حول قضايا الاستقرار الإقليمي وفي مقدمتها ليبيا ، فهناك رؤية مشتركة لضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا ووحدة وسلامة الأراضي الليبية ، وهذه الزيارة تعبر عن حرص القيادة السودانية على دعم جهود التعاون العربي فيما يتعلق بصيانة مرتكزات الأمن القومي العربي ، وما تبذله الدول العربية ومنها مصر والسعودية والإمارات وغيرها من جهود لإرساء الاستقرار في ربوع الوطن العربي، ومجابهة أزمة الطاقة والغذاء الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية ، وإنهاء الملفات الأمنية المفتوحة في البلدان العربية التي تشهد أحداث ساخنة من أجل تحقيق التنمية والرخاء للشعوب العربية .
اقرأ للكاتب
محمد الفرماوي يكتب: جنود الظل والأمن القومي المصري