مدحت محى الدين يكتب : استمرار تخبط أداء وزيرة الصحة

انتظرنا خلال الأسابيع الماضية أن تتدارك د/ هالة زايد وزيرة الصحة والسكان الأمر وأن تأخذ إجراءات جادة لتحسين المنظومة الصحية ولكن ما أبدته لنا كمواطنين هو المزيد من المماطلة و ” الشو الإعلامى ” ، فالوزيرة الموقرة ذهبت لزيارة مستشفى أحمد ماهر التعليمى والتى تعتبر نسبيا من أفضل المستشفيات الحكومية وصرحت بوعود أشبه بالفنكوش بأن مرتبات العاملين بالصحة ستزداد وأنهم سيحصلون على تخفيضات بأجرة المواصلات والوحدات السكنية وأنهم سيسافرون للتدريب بالجامعات الدولية لمدة شهر وأن المستشفيات ستدعم بشبكات ” الواى فاى ” !!، أتصدق عزيزى القارىء أن المستشفى التى تفتقد العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية سيكون لديها ” واى فاى “؟!! ، وأن الطبيب الذى لا يكفيه راتبه ليعيش به لآخر الشهر سيسافر للخارج ليتدرب لشهر كامل !!، تحضرنى لهذه المناسبة المقولة الخالدة للعملاق يوسف وهبى فى فيلم ” إشاعة حب ” وهو يقول لزوجته ” يالالالى يا لالالى “!!.

تذكرنى أيضا تصريحات الوزيرة بتصريحات د/ أحمد عماد الوزير الذى سبقها وهو يقول أن راتب الطبيب سيكون 30 ألف جنيه ، السادة نواب البرلمان أطالب سيادتكم بعمل قانون يلزم كل وزير بتصريحاته وإيجاد عقوبة له لو لم يف بوعوده حتى يعاقب كل من يستخف بعقول المواطنين .

أتعلم عزيزى القارىء أن مستشفى التأمين الصحى بقنا أغلقت قسم العناية المركزة وتم تحويله لمكتب إدارى بسبب نقص الأطباء والتمريض ؟ ، أتعلم أيضا عزيزى القارىء أن مستشفى التأمين الصحى بالإسماعيلية أغلقت بالكامل منذ ما يقرب من خمسة أشهر بحجة التطوير ، وأن أطفال التأمين الصحى يعانون بشدة ، وأن المستشفيات والمستوصفات الخاصة اصطادت بالماء العكر ورفعت الأسعار على المواطنين وأن أسعار الإقامة أصبحت كالفنادق ؟ ، كل ذلك ووزيرة الصحة تعد بالواى فاى بدلا من أن تأخذ إجراءات جادة لرفع المعاناة عن الأطباء والمرضى !! .

السيدة الموقرة هالة زايد تعمل بديوان عام وزارة الصحة من 2006 وبالرغم من ذلك تصرح بأنها ” ستدرس ” الأوضاع وكأنها كانت السنوات الماضية مغيبة ولا تعلم شيئا عن أسباب انهيار المنظومة أو مشاكل الأطباء .

وما زالت السخرة مستمرة حيث أصدرت بعض مديريات الشئون الصحية أمرا إداريا بمنع الأجازات عن الأطباء بدءا من 1/3/2019 إلى 30/4  بسبب حملة 100 مليون صحة وأوصلت المنشور لجميع المنشآت الصحية بالرغم من الشك فى قانونية هذا القرار ، وبمناسبة حملة 100 مليون صحة أتعلم عزيزى القارىء أنه بعد ارتفاع شكوى الأطباء من عدم تقاضيهم أجرهم مقابل مشاركتهم إجباريا بالحملة يقال أنه تم صرف 1000 جنيه لكل مشارك ولكن المفاجأة أن معظم الأطباء لم يتقاضوها كاملة ، نعم فالبعض تقاضى 750 جنيه والبعض تقاضى 800 وهناك أعداد كبيرة لم تحصل على شىء حتى الآن ، الكل يسأل لماذا تختلف مديرية عن الأخرى ؟!!! ، وأتمنى أن تتدخل الجهات الرقابية لتحقق بهذا الأمر لنعلم ما سبب تلك الفوضى ؟.

 السيدة الموقرة د/ هالة زايد رجاءا عندما تقررين زيارة مستشفى أو منشأة صحية تخلى عن الكاميرات وعن التنبيهات ، وأنزلى فجأة لمستشفيات كالحميات أو مستشفى امبابة العام أو مستشفى الهلال برمسيس ، أو زورى مركز صحة أسرة تابع للمناطق الريفية وشوفى بنفسك كم الأجهزة التالفة التى تحتاج إلى صيانة .

معالى الوزيرة هالة زايد تعلمين جيدا أجور الأطباء فخذى الإجراءات الجادة لزيادتها دون وعود ، معالى الوزيرة ترين بنفسك أن هناك عاصمة إدارية جديدة تفتح وأن عندك مستشفيات كاملة تغلق بسبب العجز فى عدد الأطباء ، فتوقفى عن التصريحات والإستعراض الإعلامى وقومى بتحسين الظروف المحيطة بالطبيب حتى توقفى نزيف الإستقالات المستمر حتى بعد تصريحاتك الأخيرة .

وزيرة الصحة الموقرة طلبتى من الأطباء منذ فترة ألا يصغوا ” للأطباء الكبار ” على أساس أن خبرتهم لم تنفعهم ، فى الوقت الذى أعدتى فيه كل ” الكبار ” لتقلد المناصب المهمة فى الوزارة ، وفى الوقت الذى تنسين فيه أنك محسوبة على ” الأطباء الكبار ” فسيادتك تقريبا دفعة 1992.

اقرأ ايضا

مدحت محى الدين يكتب : وزيرة الصحة دفعت الأطباء للإستقالة وأكملت مسلسل سوء الإدارة

شكرا للتعليق على الموضوع