محمد الفرماوي يكتب: جنود الظل والأمن القومي المصري

مع التحول المتسارع في القدرات التكنولوجية والمعلوماتية باتت المعلومات تمثل القوة التي تعطي الدولة التفوق النوعي على جيرانها ومن هنا باتت أجهزة جمع المعلومات من أهم المؤسسات التي تعتمد عليها الدول في حماية أمنها ومواردها .

وتأتي ذكرى تأسيس جهاز المخابرات العامة المصرية لتعيد إلى أذهاننا الأوقات العصيبة التي مرت بها مصر والتي كادت تتحول فيها الأمور إلى فوضي ،والدور الكبير الذي قامت به المخابرات العامة المصرية في حفظ أمن مصر والعمل على حماية مقدراتها في الداخل والخارج ، فهم أبطال مصر الذين يعملون في صمت من أجل حماية الأمن القومي المصري والعربي وتحقيق أهداف ومصالح الدولة على المستوي الدولي.

 فمنذ تأسيس جهاز المخابرات العامة المصرية في مارس 1954 بات يمثل حائط الصد الأول لحماية أمن مصر لما أدركته القيادة السياسية من أهمية امتلاك المعلومات والتي توفر لصانع القرار  مرونة كافية للقيام بخطوات استباقية لحماية الدولة ، حيث كان لجهاز المخابرات العامة المصرية ضربات كبيرة لإحباط المخططات التي تحاك لمصر ومنها قضية “لافون” عام 1954 ، كما استطاع في الفترة قبل وبعد عام 1967 الحصول على كم هائل من المعلومات التي وضعت أمام القيادة  السياسية والعسكرية من أجل التخطيط لحرب أكتوبر المجيدة وتم خلال تلك الفترة ضبط جميع عمليات التجسس على مصر والتي فاقت الثلاثون عملية كان من أهمها القبض على العميلة هبة سليم وفاروق عبد الحميد الفقي وغيرهم ، ووقف جميع عمليات الاختراق الإسرائيلي للجبهة المصرية  والقبض على العملاء وإرسال رسالة مشفرة للأجهزة المعادية مفادها “نشكركم على حسن تعاونكم معنا”  .

 وفي الآونة الأخيرة لعبت المخابرات العامة المصرية دوراً هاماً وخفياً في إحباط محاولات الأجهزة المعادية والتي مولت من قبل دول معادية إقليمية ودولية لاستغلال أحداث يناير عام 2011 لتحويل الدولة إلى حالة من الفوضى الأمنية بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية وتجنيد العملاء ، لكن جهاز المخابرات العامة والمخابرات الحربية تعاملا باحترافية كبيرة  وقدرة على الرصد والتتبع والإحباط المسبق لتلك العمليات والقبض على شبكاتهم بسرعه خاطفة فلقن الأجهزة المخابراتية المعادية درساً قاسياً في قدرة الدولة المصرية وإرسال رسالة صارخة لكل المعادين في الداخل والخارج ، فهم الصقور التي لا تنام وتعمل في صمت لتتبع فرائسها إلى أن تنقض عليهم في جحورهم ، إنهم حماة الوطن وأساس الوطنية ، ويقع على عاتقهم حمل كبير في ظل الفوضى الإقليمية والدولية والتطور المتسارع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي يتم استخدامها في خدمة شبكات التجسس وتجنيد العملاء ، فتحية لجنود الظل  في عيدهم . 

اقرأ للكاتب

محمد الفرماوي يكتب: هدية تركية لمغازلة إسرائيل

شكرا للتعليق على الموضوع