شرين أبو عاقلة شهيدة الحقيقة والكلمة الحرة ورمز المرأة الفلسطينية والإعلامية المناضلة
بسم الله الرحمن الرحيم
” كلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامةِ ” صدق الله العظيم
المصاب جلل والأمر عظيم والخبر مزلزل والفاجعة كبيرة لا يتحملها العقل بنبأ استشهاد المحاربة الصنديدة الصحفية والإعلامية الخلوقة أحد رموز الصحافة الفلسطينية الكبيرة شيرين أبو عاقلة ابنة فلسطين البارة الشجاعة صاحبة الضمير النابض والكلمة الحرة والصوت الهادر القوي والتي كانت لا تخشي زخات الرصاص الموت القاتل وهدير القنابل وصوت جنازير الدبابات والمدرعات وطائرات الأباتشي والاف ستعش، فسرعان ما تجدها في قلب المعركة والحدث مباشرة وفي الطرقات والازقة والحواجز والمواجهات الساخنة مع المطاردين ومواكب الشهداء والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيونية، والله ان العين لتدمع وان القلب يعتصر ألمآ وحزنآ واننا على فراق شرين لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ” إنا لله وإنا إليه راجعون”.
توشحت فلسطين بالرداء الأسود حزناً والماّ على رحيل ابنتهم ايقونة الصحافة والإعلام الفلسطينية المتميزة والقديرة صاحبة كلمة الحق والحقيقة المناضلة شرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة فى فلسطين المقاتلة التي وقفت بكل شموخ وكبرياء وصلابة علي مدار خمس وعشرين عاما من عملها الصحفي تحدي صلف وجرائم وجبروت الاحتلال الصهيوني الذي اغتالها “بدم بارد” مع سبق الإصرار والترصد في جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية.
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة للزميلة الصحفية المناضلة شرين ابو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة فى فلسطين والتي ترجلت عن صهوة جوادها صباح يوم الأربعاء الموافق 11/5/2022، اثر اصابتها برصاص حي متفجرة اخترقت رأسها وأدت لارتقائها مما أدى إلى تهكم في الدماغ.
أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الصهيوني لمخيم جنين” ستلغراد” شمالي الضفة الغربية المحتلة وقتلها “بدم بارد” عبي الرغم من ارتدائها سترة الصحافة والتي تجعل الصحفي مميز عن غيره من المتظاهرين كما تعرض زميلها الصحفي علي السمودي للإصابة برصاصة في الظهر ووضعه الحالي مستقر، لترحل باكرا عن عالمنا الى عالم اخر عن عمر يناهز51عاماً قضتها في خدمة القضية الفلسطينية بعد مسيرة زاخرة بالعطاء والانجازات العظيمة في عالم الصحافة والإعلام .
ولدت ايقونة الصحافة والإعلام الصحفية الفلسطينية شيرين نصري أبو عاقله بتاريخ ٣ يناير ١٩٧١م في القدس – واستشهدت في 11 مايو 2022 في مخيم جنين وتنحدر من عائلة مسيحية مشهورة في بيت لحم، وتخرجت فى مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس، درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن ، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة والإعلام ، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن عام ١٩٩١م .
محطات مضية في حياة الشهيدة / الصحفية شيرين أبو عاقلة
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو ولاحقًا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية.
غطت شيرين أحداث الانتفاضة الفلسطينية عام ٢٠٠٠م ، والاجتياح الإسرائيلي لمخيمى جنين وطولكرم عام ٢٠٠٢م ، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة وأصيبت عدة مرات في اعتداءات الاحتلال عليها اما بالرصاص أو بالقنابل الغازية أو بالضرب بأشكال مختلفة ، حتى ارتقائها برصاص الجيش الإسرائيلي فجر يوم الأربعاء.
كانت أول صحفية عربية يسمح لها بالدخول إلى سجن عسقلان في عام ٢٠٠٥ م ، حيث أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت ضدهم أحكام طويلة بالسجن.
نظرة الوداع الاخيرة علي جثمان الشهيدة الصحفية / شيرين أبو عاقلة
أنطلق موكب رسمي بمراسم تشييع جثمان مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة اليوم الخميس في تمام الساعة العاشرة صباحًا من المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله بحضور عدد كبير من الصحفيين والفعاليات الرسمية والشعبية وكان موكب التشييع الرسمي لجثمان الشهيدة أبو عاقلة، انطلق من المستشفى الإستشاري في مدينة رام الله.
من ثم التوجه إلى مقر الرئاسة الفلسطينية الساعة 11:00 صباحًا للتكريم والوداع بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس واصطف حرس الشرف لتحية جثمان الشهيدة أبو عاقلة لدى وصوله إلى مقر الرئاسة، وحُمل على الأكتاف، وعزف النشيد الوطني الفلسطيني وموسيقى جنائزية ووضع الرئيس محمود عباس إكليلا من الزهور على جثمان الشهيدة أبو عاقلة، والقى نظرة الوداع الأخيرة على جثمانها، الذي لف بالعلم الفلسطيني، لدى وصوله إلى مقر الرئاسة، قبل أن ينقل إلى المستشفى الفرنسي في مدينة القدس، حيث سيوارى جثمانها الثرى يوم غد الجمعة في مقبرة جبل صهيون حيث ستدفن إلى جانب والديها.
داعين الله عزوجل ان يتغمد شهيدة الإعلام والكلمة الحرة والشجاعة الصحافية شرين أبو عاقلة وان يسكنها فسيح جناته وان يلهم أهلها وذويها وزملائها واصدقائها ومعارفها الصبر والسلوان.
لك شهيدة فلسطين.. شهيدة القدس .. المجد والخلود يا شرين
اقرأ ايضاً
أنقذوا الأسير الفلسطيني شادي أبو عكر المضرب عن الطعام لليوم الـ 58