توم كروز بطل خارق حقيقي وسط ابطال من ورق

 

محمد غيث

كتب: محمد غيث

مع بداية ازمة انتشار فيروس كورونا في اول سنة ٢٠٢٠ اصبحت صناعة الافلام على كف عفريت وصناع السينما سواء مخرجين او كتاب او ممثلين الصف الاول اصبح امامهم اختيارين اما المخاطره بتصوير فيلم مع امكانية التعرض للاصابه وايقاف التصوير اكتر من مره بالاضافه ان الفيلم مش مضمون نجاحه في قاعات السينما وقت عرضه ، والحل التاني هو الانصياع لشروط وتحجيم اي منصه من الموجدين على الساحه.

معظم الصناع اتجه للحل التاني نظرا لسهولته وضمان العائد المادي منه ايا كان المحتوى الي بتقدمه ، ولكن وسط كل التخبط ده كان فيه واحد اسمه توم كروز قدر يتحدى كل الصعوبات دي ويكمل مع شغفه في صناعه افلام مختلفه ومتعوب عليها مش مجرد محتوى.

استمر توم في تصوير فيلمين اهم من بعض وهما (الجزء السابع من المهمه المستحيه) و(الجزء التاني من توب جن) الي هنتكلم عنه النهارده .

افلام ٢٠٢٢ فيها كتير من المفاجآت ولكن Top Gun هو المفاجأه الاعظم بالنسبالي وحقيقي تجربه سينمائيه فريده من نوعها.

نوعية افلام الطائرات الحربيه بشكل عام مش مفضله ليا عشان كده ماشوفتش الجزء الاول طوال السنين الي فاتت وقررت اشوفه من اسبوع بس بعد ما تفاجئت من المردود النقدي والجماهيري للجزء التاني والحقيقه ان كل عيب واجهني في الفيلم الاصلي اتحول لميزة في الجزء التاني سواء بشكل مباشر او غير مباشر .

13

اهم حاجه عملها الفيلم ده ان قصته كانت واضحه من البداية وبتعرفها من اول ربع ساعه وبتكمل معاها لغاية الاخر بدون اي تعقيدات او تفريع ومن خلال القصه الكبيره بنشوف علاقات الشخصيات ببعض سواء توم كروز بقياداته او بالمتدربين من تحته او حتى عاطفيا مع جينيفر كونيلي وكمان علزقة الفريق نفسه ببعضهم وتطورها مع مرور الاحداث.

الفيلم بنعرف من اسمه انه خاص جدا بشخصية (مافريك) لإننا بنغوص داخل شخصيتة اكتر من الجزء الاول بكتير وبنوصل معاه لكل المشاعر الممكنه من حزن وفرح وحب وجنون وشعور بالذنب وغيرها.

بالنسبة للتمثيل فهو رهيب من الكل وعلى الرغم من التحديات الكبيره لشخصية توم كروز والي ادت ان يكون له مشاهد عظيمه على مستوى التجسيد الا ان ده لم يمنع مايلز تيلر من التألق وخطف الاضواء حتى في بعض المشاهد من توم نفسه ودي حاجه مش سهله خالص .

موسيقى الفيلم للعبقري هانز زيمر مع ليدي جاجا وقدر يعمل دمج عظيم بين الموسيقى الايقونيه للجزء الاول وضاف عليها لمسته الملحمية المعتاده وكان عامل رئيسي في مضاعفة الاثاره في كل مشاهد الفيلم.

ده رابع فيلم اشوفه للمخرج ودايما بحب اسلوبه الاخراجي سواء حبيت الفيلم او لا وهنا اجتمع معاه كل الاساليب الي تخليه يعمل فيلم عظيم وكانت النتيجه فعلا استثنائيه سواء المشاهد داخل الطائرات والي هيخليك تحس انك داخل جهاز محاكاه وبتتحكم في كل شئ من كرسيك ، او حتى المشاهد الدراميه وتوجيه الممثلين وزوايا التصوير إبداع حقيقي واهتمام بالتفاصيل بشكل ممتاز.

الجميل كمان ان الفيلم خرجنا شويه من بحر الكروما الخضرا والزرقا الي بتعوم فيها كل افلام هوليود دلوقتي للاسف ومش بس نوعية الاكشن والخيال العلمي لا حتى المشاهد الدراميه اصبح الكل بيستسهل ويستخدم المؤثرات بلا اي داعي ، لكن هنا الفيلم درب ابطاله اكتر من ٣ شهور على ركوب الطائرات والتمثيل داخلها وهي بتتحرك عشان كده قدرنا نعيش مع كل مشهد بكل حواسنا مش مجرد حاجات بتطير قدامك وخلاص.

الفيلم لا يخلو من كليشيهات الافلام المشابهه ولكنها لم تؤثر على اي متعة حسيت بيها سواء بصريه او سمعيه وبجد يعتبر تجربه سينمائيه رهيبه خساره تفوت اي حد.

اقرأ ايضاً

“الخبز المقدس” يحصد جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان دهوك السينمائي الدولي الثامن

شكرا للتعليق على الموضوع