الْمُتَيَّمُ فِي حُبِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ … “شعر” محسن عبد المعطي
الشاعر والناقد والروائي المصري: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
أَسْـلَـمْتُ وَجْـهِيَ لِـلْحَيِّ الَّـذِي عَـدَلَا … وَبِــتُّ فِــي قُـرْبِـهِ وَالْـقَلْبُ مَـا انْـفَصَلَا
يَـشْدُو بِـتَسْبِيحِهِ فِـي الـصُّبْحِ يَـسْأَلُهُ … فَـــوْزًا كَـبِـيـرًا إِذَا مَــا خَـافِـقِي اتَّـصَـلَا
فَــيَــا فُــــؤَادِي تَــعَــالَ الْآنَ نَــسْـأَلُـهُ … عَـفْـوًا جَـمِيلاً إِذَا مَـا الـصَّبُّ قَـدْ رَحَـلَا
أَنَـــا الْـمُـتَـيَّمُ فِـــي حُـــبٍّ لَـــهُ أَبَــدًا … وَالْقَلْبُ مِنْ فَرْحَتِي فِي الْحُبِّ مَا عَذَلَا
طَـوِّفْ بِـنَا فِـي زِمَـامِ الْـحُبِّ يَـا كَـبِدِي … وَاشْرَحْ ظُرُوفِي وَقَدِّمْ فِي الدُّجَى أَمَلَا
وَاشْـرَحْ لِـرَبِّ الْـوَرَى مَـا كَانَ مِنْ نَصَبٍ … فَــهْــوَ الْـعَـلِـيمُ بِــصَـبٍّ عِــنْـدَهُ نَـــزَلَا
سُـبْـحَانَ مَــنْ بِـالْكِتَابِ الْـحَقِّ أَفْـرَحَنَا … يَـهْـدِي فُـؤَادًا لِـسَاحِ الْـحُبِّ قَـدْ وَصَـلَا
يَــمِّـمْ بِــنَـا يَـــا فُــؤَادِي بَـعْـدَ تَـجْـرِبَةٍ … اَلْـقَـلْبُ قَــدْ خَـاضَهَا وَاخْـتَارَهَا عَـسَلَا
أَنَــا الْـمَـشُوقُ لِـجُـودِ الـلَّـهِ مِـنْ زَمَـنٍ … قَـدْ هِـمْتُ حُـبًّا يُـحَلِّي الـثَّوْمَ وَالْـبَصَلَا
وَقَــدْ خَـلَـعْتُ رِدَاءَ الْـبُـعْدِ مِـنْ صِـغَرِي … وَاخْـتَرْتُ رَبِّـي وَعِـفْتُ الـنَّوْمَ وَالْـكَسَلَا
يَـا نَفْسُ تُوبِي إِلَى الرَّحْمَنِ فِي عَجَلٍ … وَارمِـي الْـغِوَايَةَ وَاسْـتَحْلِي بِهَا الْعَجَلَا
عُــودِي إِلَـيْـهِ عَـسَى الـرَّحْمَنُ يَـقْبَلُنَا … وَيُـنْـزِلُ الْـغَـيْثَ يَـمْحُو الـطِّينَ وَالْـوَحَلَا
وَلَا تَــعُــودِي إِلَـــى أَوْحَـــالِ مَـعْـصِـيَةٍ … آهٍ وَلَا تَـفْـتَـحِي جُــرْحًـا قَـــدِ انْــدَمَـلَا
وَحَــاذِرِي وَطْـأَةَ الـشَّيْطَانِ فِـي وَخَـمٍ … هُـــوَ الْـعَـدُوُّ الَّــذِي أَنْــأَى بِــهِ خَـجَـلَا
لَا تَـعْـبُـدِيـهِ وَلَا تَــرْضَــيْ بِــــهِ بَــــدَلاً … مِــنَ الْـكَـرِيمِ الَّــذِي زَكَّـى لَـنَا الْـعَمَلَا
فَـــذَاكَ شَـيْـطَـانُ فُــحْـشٍ لَا نُـحَـبِّـذُهُ … وَلَا نَـــــرُومُ رَخَـــــاءً مِــنْــهُ مُـكْـتَـمِـلَا
وَذَاكَ يَــأْمُــرُنَـا بِـالْـمُـنْـكَـرِ انْــفَــجَـرَتْ … مِـنْهُ الـدَّوَاهِي وَقَـدْ يُـغْرِي بِـنَا النَّسَلَا
فَـــلَا تَــرُومِـي وَلَاءَ الْـعُـهْرِ يَــا أَمَـتِـي … ذِمِّــي عَــدُوَّ بَـنِـي الْإِنْـسَانِ قَـدْ نَـكَلَا
وَدَوِّخِــــيـــهِ إِذَا مَــــــا رَامَ تَــوْطِــئَــةً … وَفَــارِقِـيـهِ تَــــرَيْ شَـيْـطَـانَـنَا انْــعَـزَلَا
وَاسْـتَغْفِرِي الـلَّهَ فِـي قَـوْلٍ وَفِي عَمَلٍ … وَبَــارِكِـي شَــاعِـرًا لِـلْـخَـالِقِ ارْتَــجَـلَا
أَبْــيَـاتُ حُـــبٍّ إِلَـــى الْـغَـفَّـارِ تَـنْـقُـلُنَا … وَشَـطْرَةُ الْـحُبِّ قَـدْ تَـسْتَوْجِبُ الْـبَطَلَا
قَــدْ طُـفْـتُ بِـالْـبَيْتِ أَرْجُــو مَــا أُؤَمِّـلُهُ … مِـــنَ الْـكَـرِيـمِ وَلَا أَرْضَـــى بِـــهِ بَــدَلَا
وَقَـدْ شَـكَوْتُ إِلَـى الـرَّحْمَنِ مَـعْصِيَتِي … وَمَـــنْ يَـلُـذْ بِـجَـنَابِ الـلَّـهِ مَــا انْـخَـذَلَا
فَــدَارِهَــا وَاجْــتَـنِـبْ آفَـــاتِ مَـعَـصِـيَةٍ … تُـلْـقِي الْـهُمُومَ عَـلَى مَـنْ تُـلْفِهِ ثَـمِلَا
وَاشْـكُ الْـهُمُومَ إِلَـى رَبٍّ سَـيَسْحَقُهَا … وَيُـسْـعِـدُ الــصَّـبَّ لَـمَّـا يُـلْـفِهِ انْـعَـدَلَا
وَادْعُ الْإِلَــــــهَ بِــتَــوْفِـيـقٍ لِــطَــاعَـتِـهِ … يُـجِـبْكَ وَجْـهُ الَّـذِي بِـالشُّكْرِ مَـا خَـذَلَا
لَـبَّـيْـكَ يَـــا رَبَّـنَـا لَـبَّـيْكَ فِــي عَـطَـشٍ … إِلَــى حِـمَـاكَ أَيَـكْفِي الْـقَلْبُ مَـا بَـذَلَا
لَـبَّـيْـكَ شَـكَّـلْـتُهَا يَــا رَبِّ مِــنْ مِـحَـنٍ … أَوْدَتْ بِـقَـلْـبِي فَــذَاقَ الــذُّلَّ وَالْـوَجَـلَا
قَـلْـبِي يُـنَـاجِي مَـلِيكَ الْـكَوْنِ يَـقْصِدُهُ … يَـــؤُوبُ لِــلَّـهِ بِـالْـقَـلْبِ الَّـــذِي سَـــأَلَا
فَــلَا تَـسَـلْ عَــنْ نَـعِـيمٍ بِــتُّ أَرْمُـقُـهُ … وَلَا تَــسَـلْ عَــنْ هَـنَـاءٍ لِـلَّـذِي اتَّـصَـلَا
يَــا رَبِّ صَــلِّ عَـلَـى الْـمُـخْتَارِ قُـدْوَتِـنَا … مَـبْـعُوثِ رَبِّ الْــوَرَى بِـالْحَقِّ قَـدْ فَـصَلَا
وَصَـــــلِّ رَبِّ عَــلَــيْـهِ كُـــــلَّ ثَــانِــيَـةٍ … مَـــنْ بِـالْـعِـنَايَةِ لِـلـرَّحْـمَنِ قَــدْ وَصَــلَا
وَصَــــلِّ رَبِّ عَــلَـيْـهِ فِـــي ذُرَى مَـــلَأٍ … مِــنَ الْـمَـلَائِكِ قَــدْ تَـاقَـتْ لِـمَا حَـصَلَا
وَاغْـسِلْ ذُنُـوبِي بِـعَفْوٍ مِنْكَ يَشْمَلُنِي … أَكْـرِمْ بِـرَبٍّ ذُنُـوبَ الْـعَبْدِ قَـدْ غَسَلَا!!!
هُــوَ الْـحَـبِيبُ الَّـذِي تُـرْجَى شَـفَاعَتُهُ … عِـنْـدَ الْـكَـرِيمِ الَّـذِي بِـالشَّافِعِ احْـتَفَلَا
وَامْـنُـنْ إِلَـهِـي بِـصَـفْحٍ مِـنْـكَ يَـجْمَعُنَا … فِـي جَـنَّةِ الْـخُلْدِ وَامْـنَحْنَا بِـهَا الْعَسَلَا
يَــا رَبِّ أَتْـمِـمْ نَـعِـيمَ الْـحُبِّ فِـي رَفَـهٍ … وَاهْــــدِ الْــفُــؤَادَ بِــقُــرْآنٍ لَــنَــا نَـــزَلَا
وَاجْـعَلْ صَـلَاتِي عَـلَى الْـهَادِي مُبَارَكَةً … أَدْخُـــلْ بِـهَـا جَـنَّـةً قَـلْـبِي بِـهَـا قُـبِـلَا
وَاجْـعَـلْهُ رَبِّــي بِـيَوْمِ الْـحَشْرِ شَـافِعَنَا … أَكْـــرِمْ بِـــهِ قُـــدْوَةً أَنْــعِـمْ بِـــهِ مَـثَـلَا
بُــورِكْـتَ يَـــا سَــيِّـدَ الْأَكْــوَانِ قَـاطِـبَةً … خَـتَمْتَ فِـي رَحْـمَةٍ مِـنْ رَبِّـكَ الـرُّسُلَا
رُفِـعْتَ مِـنْ رَبِّـكَ الْأَعْـلَى عَـلَى خُـلُقٍ … عَــظِـيـمِ قَـــدْرٍ عَـشِـقْـنَاهُ لَــنَـا نُـــزُلَا
قُـووِمْتَ مِـنْ سَـائِرِ الْـكُفَّارِ فِـي صَـلَفٍ … أَعْـمَـاهُمُ حَـسَدٌ وَالْـقَلْبُ مَـا اغْـتَسَلَا
صَـبَـرْتَ فِــي جَـلَـدٍ بَـلَّـغْتَ فِــي أَمَـلٍ … أَنْ يَــهْـدِي الــلَّـهُ أَقْــوَامًـا وَقَــدْ فَـعَـلَا
بِـالْـمُصْطَفَى دَخَــلَ الْأَقْــوَامُ أَغْـلَـبُهُمْ … بِـدِيـنِ رَبِّـي الَّـذِي بِـالْحُبِّ قَـدْ شَـمِلَا
دِيـــنٌ عَـظِـيـمٌ تُـلِـيـنُ الْـقَـلْـبَ آيَــتُـهُ … يُـحْيِي الْـمَوَاتَ ويُحْيِي الْقَلْبَ وَالْأَمَلَا
دِيـــنٌ تَــرَبَّـعَ فِـــي الـدُّنْـيَـا بِـحِـكْـمَتِهِ … قَـدْ عَـظَّمَ الْـعِلْمَ فِـي الْأَكْـوَانِ وَالْعَمَلَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر البسيط التام
أول البسيط
العروض تام مخبون
والضرب تام مخبون
ووزنه:
مُـسْـتَفْعِلُنْ فَـاعِلُنْ مُـسْتَفْعِلُنْ فَـعِلُنْ … مُـسْـتَفْعِلُنْ فَـاعِلُنْ مُـسْتَفْعِلُنْ فَـعِلُنْ
مـثــل:
أَسْـلَـمْتُ وَجْـهِيَ لِـلْحَيِّ الَّـذِي عَـدَلَا … وَبِــتُّ فِــي قُـرْبِـهِ وَالْـقَلْبُ مَـا انْـفَصَلَا
يَـشْدُو بِـتَسْبِيحِهِ فِـي الـصُّبْحِ يَـسْأَلُهُ … فَـــوْزًا كَـبِـيـرًا إِذَا مَــا خَـافِـقِي اتَّـصَـلَا
فَــيَــا فُــــؤَادِي تَــعَــالَ الْآنَ نَــسْـأَلُـهُ … عَـفْـوًا جَـمِيلاً إِذَا مَـا الـصَّبُّ قَـدْ رَحَـلَا
أَنَـــا الْـمُـتَـيَّمُ فِـــي حُـــبٍّ لَـــهُ أَبَــدًا … وَالْقَلْبُ مِنْ فَرْحَتِي فِي الْحُبِّ مَا عَذَلَا
طَـوِّفْ بِـنَا فِـي زِمَـامِ الْـحُبِّ يَـا كَـبِدِي … وَاشْرَحْ ظُرُوفِي وَقَدِّمْ فِي الدُّجَى أَمَلَا
وَاشْـرَحْ لِـرَبِّ الْـوَرَى مَـا كَانَ مِنْ نَصَبٍ … فَــهْــوَ الْـعَـلِـيمُ بِــصَـبٍّ عِــنْـدَهُ نَـــزَلَا
سُـبْـحَانَ مَــنْ بِـالْكِتَابِ الْـحَقِّ أَفْـرَحَنَا … يَـهْـدِي فُـؤَادًا لِـسَاحِ الْـحُبِّ قَـدْ وَصَـلَا
اقرأ للشاعر
أَبْشِرْ بِقُرْبِ لِقَائِهَا قَلْبِي… “شعر” محسن عبد المعطي