رثاء المرحوم “غازي مُصطفى قبها” نجمٌ في سماء العلم

إرثٌ من الحب والتفاني في مَسيرةٌ خالدة

كتب: محمود جودت محمود قبها – فلسطين

بكلمات الحزن والفقد، نَذكر مُدير مدرسة عظيم؛ كان له دورٌ كبيرٌ وبصمة واضحة في مُجتمعنا التعليمي، إنه شخص لم ولن يندثر، فقد كان قائدًا مُلهمًا ورؤيويًا، يضيء درب الطلاب والمُعلمين بنور التعليم والتطوير، في عالم مليء بالتحديات والمُتغيرات، كان الراحل يُمثل الثبات والثقة، ويُعلمنا أن التعليم هو السلاح الأقوى لتحقيق التنمية والتغيير الإيجابي في المُجتمع، وكان يُعزز قيم التعاون والاحترام، ويشجع على التميز والإبداع، مُؤمنًا بقدرة الطلبة على تحقيق أحلامهم وتحقيق إنجازاتهم الكبيرة، كما أن أخلاقه كانت مرآة تعكس النبل والتفاني، لم تكن مُجرد كلمات عابرة؛ بل كانت أفعالًا تشهد على تفانيه في خدمة مَدرسته ومُجتمعه، كان مُتواجدًا ومِقدامًا دائمًا، مُستعدًا لحل مُعضلات الطلبة ودعمهم في رحلتهم التعليمية، ومُؤازرًا للمُعلمين في رحلتهم المهنية، ولكن الأيام لا تبقى على حالها بل يَشطرها فراقٌ مُؤلم، فقد رحل عنا هذا المُدير الجسور المُلهم وترك خلفه فراغًا كبير يُشعرنا بالحزن والأسى، سائلين المَولى بِرحمته أن يكون في سلامٍ وأمان، فقد ترك خلفه إرثًا لا يَنضب ولا يَموت، وذكرى جميلة في وجداننا.

إن المرحوم المُدير الأستاذ “غازي مُصطفى قبها” لم يَكن مُجرَّد شخص يُدير أمورًا تنظيمية داخلية؛ بل كان رمزًا للعلم والتعليم والإرشاد، ومنارةً للطلبة والمُعلمين على حدٍ سواء، فقد قاد بيت العلم والمَعرفة بيدٍ حكيمة وقلبٍ حاني، وعمل جاهدًا طيلة رحلته العملية على توفير بيئة تعليمية مُثمرة وآمنة تُسهم في تنمية الطلاب وتطورهم الشخصي والأكاديمي، وحين فقدناه فقدنا قائدًا وروحًا للمُؤسسة التعليمية، إذ إنه بذل جهدًا كبيرًا لتحفيز الطلاب على العلم والتطور، وشجع المُعلمين على الابتكار والتفاني في عملهم، إن وفاته لم تترك ثغرة كبيرة في قلوب الطلبة والمُعلمين فحسب؛ بل في كل من عرفه كإنسان قبل أن يكون مُديرًا لمَدرسة تُخرج أجيال المُستقبل، فقد كان الصديق والمُرشد والحكيم والقائد، إن ذكراه تظل حيةً في أرواحنا، وتظل روحه مَصدر إلهامٍ وتحفيزٍ لنا جميعًا لِمُواصلة رسالته في رحلة العلم والتعلم.

1-4

إن رحيله ترك فراغًا كبيرًا لا يُمكن سدّه بسهولة، ولكن في الوقت نفسه، علينا أن نتذكر أن إرثه لا يزال حيًّا داخلنا، إنه إرث من الإلهام والتفاني والعطاء، يدعونا للاستمرار في مَسيرتنا نحو العلم والمعرفة بنفس الشغف والتفاني الذي كان يتحلى به، وفي ذكراه، لن يَكون مناسبًا أن نَحزن فقط، بل لِنستلهم من حياته وعمله لِنصنع غدًا أفضل للأجيال القادمة، فلنجعل من ذكراه شعلة تُنير طريقنا وتُحفزنا على بَذل المزيد والمزيد لِخدمة التعليم وتطوير مُجتمعنا، فلنتذكر تلك الروح بِكلِ ما قدمته من تضحيات وجهود، ولنعمل بجد وإخلاص لنحمل راية التعليم والتربية بكل فخر واعتزاز، كما فعل قبلنا، حتى نجعل من مَدارسنا ودور علمنا بَساتين خضراء تنمو وتزدهر فيها العقول والأفكار، تحت إشراف وإلهام قادة تربويين كمُديرنا “غازي مُصطفى قبها” الذي فقدناه جسدًا وليس روحًا.

مُديرنا الغالي، سيظل إرثك حيًا في قلوبنا ما حيينا، سنستمر في السير على الطريق الذي علمتنا إياه، وسنحمل راية العلم والأخلاق التي كنتَ تُرَوِّجُ لها، وستبقى في ذاكرتنا كقائدٍ لا يُنسى، نحن الذين تتلمذنا على يدك الصادقة وفكرك النير ليصبح كلن منا اليوم قائدا في ميدانه رثاء المرحوم “غازي مُصطفى قبها” نجمٌ في سماء العلم

مديرنا الملهم … لن نقول لك وداعًا… رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وإلى اللقاء في عالم آخر، يا مديرنا الحبيب.

ابنك المخلص لذكرك الخالدة في قلوبنا

الباحث في درجة  الدكتوراه

محمود جودت محمود قبها

اقرأ ايضاَ

يوم الطفل الفلسطيني…من حقوق الطفولة إلى صرخات الصمود

شكرا للتعليق على الموضوع