مصمم ساعات روسي من أصل سوري يؤسس أول مركز لأبحاث وعلوم الوقت
تكنولوجيا – التلغراف: أسس مصمم الساعات الروسي- سوري الأصل- جهاد بكّورة أول مركز أبحاث من نوعه في العالم لدراسة علوم الوقت وإجراء الأبحاث اللازمة للوصول إلى الخوارزميات التي يمكن أن تفك شيفرة الوقت، وتمكّن الإنسان من تحسين جودة حياته والسيطرة على مسار يومه، والوعي بكيفية إدارة اللحظة التي يمر بها ليحملها بما يحتاج من إشارات وذكريات إيجابية، وكذلك الشفاء من الأمراض الجسدية أو النفسية التي نتجت عن الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في مرحلة من مراحل عمره ولم يستطع التخلص من آثارها السبية التي تحولت مع الوقت لأمراض جسدية أو نفسجسمية.
ويقول جهاد بكورة:
لطالما انشغلت بالتفكير في الوقت وكيفية رصده وقياسه، وحين دخلت عالم صناعة الساعات لم يكن طموحي إنتاج ساعة باهظة الثمن بقدر ما كان هدفي إنتاج ساعة تتفاعل مع الحالة الإنسانية والعاطفية لمن يحملها، ساعة تستطيع أن تتواصل معه عاطفيا وعقليا وإنسانيا إذا أمكن.
وتستطيع تلك الساعة أن تؤثر في حاملها تأثيرا إيجابيا يغير حياته وتفكيره للأفضل؛ لذلك صممت ساعة تتحرك عقاربها عكس عقارب الساعة العادية، حيث يبدأ عد الوقت تنازليا من الساعة الثانية عشر ثم الحادية عشرة ثم العاشرة وهكذا، فقد اكتشفت أن الإنسان يشعر بالراحة والانتصار حين ينظر في الساعة ويراها تتصاعد وتزيد من الواحدة إلى الثانية إلى الثالثة وهكذا، فيشعر شعورا زائفا بالمكسب، في حين أن هذه الساعات تتناقص من يومه ويخسرها بالفعل.
كان الحل في تصميم ساعة تواجهه بالحقيقة التي نسيناها عبر الزمان بفعل الساعات التي تسير عقاربها تصاعديا من اليمين إلى اليسار، وقتها يستطيع الانسان أن يعمل جاهدا للاستفادة من الوقت المتاح له بأقصى قدر ممكن، وبالتالي تزيد إنتاجيته فينهي العمل الموكل له في وقت أقل من المعتاد.
وبالتالي يتوفر له هامش من الوقت يستطيع توجيهه وانفاقه في أمور أخري يختارها مثل الاستمتاع بهواية آو تخصيص وقت أكبر لأسرته.
ويؤكد جهاد بكورة الذي بدأ حياته في عالم الساعات بالاستحواذ على ماركة شهيرة هي “فرانك فيلا” ثم ابتكر علامة تجارية خاصة بتصميماته الإبداعية: لم يكن دخول عالم صناعة الساعات في سويسرا أمرا سهلا، وقد استغرقت وقتا حتى استطعت أن أكسب تضامن وتعاون أصحاب العامل السويسرية، الذين اعتقدوا في البداية أني مجرد مغامر متهور، لكن ما أن لمسوا في عملي الإبداع والجدية والتطوير والعمق الروحاني والفلسفي حتى أصبحوا شركاء لي دون تردد.
ويضيف: “بعدما نجحت في تقديم منتجات مبتكرة تحمل عمقا روحيا وبعدا فلسفيا وفكريا، أصبح الوقت مناسبا للتوسع في البحث والتطوير من أجل الوصول إلى طرق أكثر فاعلية لمساعدة الناس في تحسين جودة حياتهم والاستفادة من الوقت الممنوح لهم من الله سبحانه وتعالى، مما يزيد من معدلات الإنجاز التي تؤدي في رفع شعور الانسان بالاستحقاق والنجاح الذي يمنحه قدرا كبيرا من السعادة، تلك الغاية المنشودة من كل البشر.
ويتابع بكّورة: لذلك فكرنا في تأسيس مركز متخصص لإجراء الأبحاث الخاصة بالوقت وعلوم الوقت التي أصبح من الضروري وضع أسسها لتكون مع الوقت علما قائما بذاته يمكن للإنسان من خلاله الوصول إلى آفاق أوسع من الابتكارات والاختراعات، فلا يخفى على أحد أن معظم الابتكارات الحديثة كانت بالأساس لتوفير الوقت أو تنافس للوصول لأقصى سرعة ممكنة سواء في رصد جزيئات الذرة أو في اختراق سرعة الصوت، فالتحديات الكبرى الآن أصبحت في مجال الوقت.
وعن مجالات البحث في المركز يقول بكورة:
سينقسم العمل في المركز بين عدة فروع، منها العلمي الخاص بأنظمة قياس الوقت، ومنها الفلسفي والفكري والتاريخي وحتى الديني، لنقوم برصد وتحليل وفحص وتنقية كل ما تناوله القدماء في شتى الحضارات عن الوقت وتنقيته من الخرافات والأساطير، بالإضافة إلى دراسة آثر الوقت وتسارع الزمن علي الصحة النفسية للإنسان، ونقوم بتطوير بعض التدريبات للعلاج بالوقت، بالإضافة إلى إصدار تطبيقات خاصة بالوقت وكيفية حسابه وقياسه ومقارنته وتنظيمه، كما سيتم نشر المكتب والأبحاث عبر الموقع الخاص بالمركز على الإنترنت، بالإضافة للكتب المطبوعة.
وعن الباحثين المشاركين بالمركز يؤكد بكورة:
لدي عدد من الأفكار البحثية الفلسفية والعلمية أعمل عليها بمساعدة فريق من المساعدين ممن آمنوا بالفكرة وشجعوني على تطويرها وتحويلها لمركز أبحاث بشكل رسمي لما وجدوا من عمق وأهمية للأفكار المطروحة، ولكن بالطبع لن يقتصر الأمر على الأفكار التي ندرسها الآن، فالباب مفتوح لكل الباحثين للمشاركة بأفكارهم البحثية حتى نقوم بدراستها عبر فريق العمل ونتخذ القرار بدعم هذه الأبحاث سواء بتطبيقها في شكل منتج أو نشرها على الموقع أو دعمها ماديا، ولهذا قررنا عمل مسابقة سنوية باسم المركز لأفضل الأبحاث في هذا المجال تشجيعا للباحثين، ومن المخطط آن نقوم بعقد فعاليات في عدة عواصم لشرح أهداف المركز ونشر الوعي بدوره وتكوين مجتمع علمي داعم لهذه الأبحاث من تخصصات مختلفة بداية من الفلك والطب البشري والنفسي وحتى الهندسة والميكانيكا، مرورا بالعلوم الفلسفية والاجتماعية والدينية والتاريخية.
يذكر أن نشاط جهاد بكورة مقسم ما بين موسكو وجنيف، إلا أنه يعتزم خلال المرحلة القادمة فتح فروعًا لمركز الأبحاث في عدة عواصم عربية لتكون البداية في القاهرة ثم دبي.
جهاد بكورة في سطور..
تم تأسيس شركة سلالة بكورة لتلبية متطلبات العملاء في سوق السلع الفاخرة مع التركيز على الأفكار التصميمية الفريدة والمبتكرة بلا حدود.
وتأسست الشركة على يد جهاد الذي خصص 20 عامًا لصناعة الفخامة. بدأ كعميل، ثم كموزع، ثم كمصمم وأخيراً كمالك وصاحب علامة تجارية. لقد أمضى جزءًا من حياته في الشرق وجزءًا في الغرب، مدمجاً أفضل ما في الثقافتين في مفاهيمه ومشاريعه.
وتضم عدة علامات هي باكورة وفرانك فيلا كما قدمت عدة منتجات مبتكرة وذات فلسفة خاصة مثل ساعة «30 , trust, truth, insight, iam » وتتمتع منتجاته بدرجات متفاوتة من الجودة لإرضاء كافة الفئات من المهتمين بالوقت ويقدرون أهمية حسابه بدقة. وإيماناً من الشركة بان الوقت أهم وأعمق من حصره في ساعة يد مهما بلغ ثمنها.
كان القرار بتأسيس مركز خاص لأبحاث الوقت لمساعدة العملاء على اجتياز تجربة وقتية أكثر إمتاعا وأكثر قدرة على تفهم الوقت مما يسهم في تحقيق الإنجاز مع الوصول للشعور بالسعادة الذي تحققه تجربة فك شيفرة الوقت وقيادة الإنسان لحياته بطريقة أفضل من خلال قيادته للوقت.
يذكر أنه تم تكريم جهاد بكورة في روسيا مؤخرا ضمن حفل أفضل المبدعين والمؤثرين لعام 2024.
اقرأ ايضاً
أسرع 50 شركة تكنولوجيا ناشئة نمواً في الشرق الأوسط