شراكة في التصدي للتغير المناخي بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي
علوم – التلغراف: يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً قيادياً في التعامل مع التحديات المتعلقة بالتغير المناخي والتحول الأخضر، كما تعد دول مجلس التعاون الخليجي منطقة استراتيجية وبوابة مهمة تربط أوروبا وآسيا وأفريقيا. يعتبر أمن واستقرار دول المجلس له تداعيات مباشرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي. ولهذه الأسباب فإن كلا من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج سوف يستفيدان من شراكات استراتيجية في العديد من المجالات على رأسها أمن الطاقة والتحول الأخضر.
نهج استراتيجي متماسك بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي
تركز اتفاقيات الطاقة بين الاتحاد الأوروبي ودول التعاون الخليجي في المقام الأول على تعزيز أمن الطاقة، وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، وضمان الانتقال إلى نظام طاقة أخضر ومستدام. تشكل هذه الاتفاقيات جزءا من استراتيجية الاتحاد الأوروبي الأوسع لتنويع مصادر الطاقة والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، مع المساهمة أيضا في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
أصبح الاتحاد الأوروبي مدركا تماما للحاجة الملحة إلى نهج جديد ومتماسك يعكس ويعزز ويقود التقارب الاستراتيجي المتزايد مع مجلس التعاون الخليجي حول وأمن الطاقة وتغير المناخ والتحول الأخضر؛ والتحديات الأمنية في 28 يونيو 2024.
أطلق الاتحاد الأوروبي مشروع التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن التحول الأخضر في 18 أبريل 2024. يهدف المشروع إلى إنشاء منصة مشتركة لتبادل الخبرات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز وتبني السياسات والتقنيات التي تدعم التحول الأخضر في دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز بيئة عمل تعاونية بين شركات التكنولوجيا الخضراء في الاتحاد الأوروبي ونظيراتها في منطقة الخليج. كذلك يهدف إلى زيادة نشر مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير، وتحفيز جهود حماية البيئة، وتعزيز النمو الاقتصادي والتنويع، وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات تغير المناخ.
يولد تغير المناخ تهديدات أمنية متعددة الأبعاد لدول مجلس التعاون الخليجي في مايو 2022، حيث قدمت المفوضية الأوروبية بيانا مشتركا بشأن شراكة استراتيجية مع الخليج. في هذه الوثيقة، عرض الاتحاد الأوروبي قضيته لتعزيز التعاون الأقوى مع دول مجلس التعاون الخليجي بشأن أمن الطاقة، والتحول إلى الطاقة النظيفة،
يقول “لوكاس كولينسكي” رئيس وحدة الطاقة المتجددة وتكامل نظام الطاقة في المفوضية الأوروبية: “إن التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في التحول الأخضر ضروري لتحقيق أهدافنا المناخية. “ستدفع هذه المبادرة الابتكار وتخلق فرصًا جديدة وتساهم في مستقبل أكثر استدامة.” أمن دولي ـ أهمية باب المندب والقرن الإفريقي خلال الحروب والنزاعات الدولية.
تعزيز التعاون بين الإمارات والاتحاد الأوروبي في مجالات البحث والتطوير
استضافت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، بالشراكة مع البعثة الدائمة لدولة الإمارات، الملتقى الحادي عشر لمحادثات الطاقة المتجددة للممثلين الدائمين لآيرينا، في 12 أبريل 2023 في أبو ظبي.
وفر الملتقى منصة للممثلين الدائمين لآيرينا ومتحدثين من الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدبلوماسي لمناقشة التحديات والفرص وأفضل الممارسات المتعلقة بتحقيق أهداف الطاقة المتجددة والتحول إلى بيئة أنظف ومستقبل طاقة أكثر استدامة. من خلال تسريع نشر تقنيات وأنظمة الطاقة المتجددة، وتحويل القطاعات الرئيسية مثل الطاقة، والنقل، والصناعة، والتدفئة والتبريد، ووضع البنى التحتية والحوكمة اللازمة لتحقيق مستقبل مستدام للجميع.
أقرّت الإمارات استراتيجية للهيدروجين الأخضر تهدف إلى إنتاج (1.4) مليون طن من الهيدروجين سنويا بحلول عام 2031، ما سيجعلها واحدة من أكبر الدول العشر المنتجة للهيدروجين. كما وقّعت دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي في يونيو 2023، اتفاقية لتعزيز التعاون في مجال العمل المناخي، تهدف هذه الاتفاقية إلى توحيد الجهود في مكافحة التغير المناخي وتعزيز الاستدامة البيئية من خلال عدة مجالات
حصل مشروع “مدينة مصدرـ Masdar City” على دعم من الاتحاد الأوروبي في مجالات البحث والتطوير، تُعتبر مدينة مصدر، نموذجا للمدن المستدامة، وهي تعتمد على الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الابتكار. تم تبادل الخبرات والتقنيات مع الشركات الأوروبية خلال تنفيذ مشروع “الطاقة الشمسية في “نور أبوظبي” ويهدف إلى إنتاج الطاقة النظيفة والمستدامة. أمن دولي ـ انعكاسات الحروب والنزاعات الدولية على حرية الملاحة في مضيق هرمز
تمثل مبادرة “الاستدامة البحرية” جهدا مشتركًا بين الإمارات والاتحاد الأوروبي لحماية البيئة البحرية، كما يعد برنامج “الابتكار في الطاقة” مثالا للتعاون بين الإمارات والاتحاد الأوروبي في مجال التكنولوجيا النظيفة والابتكار.
تقول “لوسي بيرغر” سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الإمارات إن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة تحمل إمكانات هائلة غير مستغلة. أضافت “أود بناء صورة الاتحاد الأوروبي كشريك مهم وموثوق به في مجالات مثل المناخ والطاقة المستدامة والرقمنة والمساعدات الإنسانية والتنمية، ولكن أيضا الأمن والاستقرار الإقليمي” في الثامن من مايو 2024.
تسريع الاستثمار الخاص بالتحول الأخضر مع الاتحاد الأوروبي
تسعى المملكة العربية السعودية ودول الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون في مجال المناخ من خلال مجموعة من الاتفاقيات والمبادرات، من خلال رؤية 2030. وذلك من خلال تنويع مصادر الطاقة وزيادة حصة الطاقة المتجددة. تعمل المملكة على جذب الاستثمارات الأوروبية في مشاريع التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، حيث يتم التعاون مع الشركات الأوروبية لتطوير مشاريع مبتكرة. عملت السعودية على التعاون مع المؤسسات الأوروبية في مجالات البحث العلمي والابتكار المتعلقة بالتغير المناخي. تعهدت السعودية والاتحاد الأوروبي بالعمل معًا لتحقيق أهداف اتفاقية باريس وتعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.
ناقشت “كادري سيمسون” المفوضة الأوروبية للطاقة، و”عبد العزيز بن سلمان آل سعود” وزير الطاقة السعودي، التعاون في مجال الطاقة والتكنولوجيا النظيفة لتعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز أهداف اتفاقية باريس.
يشترك الاتحاد الأوروبي والسعودية في تصميم قوي على تسريع الاستثمار الخاص في الطاقة المتجددة والتعاون في مجال ربط الكهرباء ودمج مصادر الطاقة المتجددة في شبكة الكهرباء، من خلال تعزيز البنية التحتية للكهرباء بشكل أكبر. على سبيل المثال، سيتم تحقيق ذلك من خلال إدارة جانب الطلب (DSM) والشبكة الذكية وتدابير مرونة الشبكة وأمنها، بالإضافة إلى قطاعات الهيدروجين والتكنولوجيا النظيفة في 29 أبريل 2024.
تعزيز التعاون بين قطر والاتحاد الأوروبي في مجالات التحول الأخضر
تبذل قطر جهود التحقيق الاستدامة في قطاعي البيئة والطاقات المتجددة. تتمثل أحد تعهدات قطر بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة (24%) واستخدام (20%) من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030. كما أطلقت قطر مركز أبحاث السياسات والمناصرة التابع لمؤسسة قطر “إرثنا” العام 2023 ، حيث قطع بالفعل خطوات كبيرة في عالم الاستدامة والبحوث البيئية
وقعت دولة قطر والاتحاد الأوروبي اتفاقيات لتعزيز التعاون في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث تسعى قطر إلى” diversifying ” مصادر الطاقة. تم الاتفاق على إطار عمل مشترك لدعم التحول الأخضر في قطر، حيث يركز هذا الإطار على تحسين كفاءة الطاقة وتطوير سياسات للحد من انبعاثات الكربون. تسعى هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التعاون بين قطر والاتحاد الأوروبي في مجالات التحول الأخضر والاستدامة، مما يسهم في تحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة.
تطوير الاستراتيجيات بين الاتحاد الأوروبي والبحرين
تتضمن اتفاقيات الاتحاد الأوروبي مع البحرين في مجال التحول الأخضر مجموعة من المبادرات، تشمل دعم البحرين في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تطوير الاستراتيجيات للتكيف مع آثار التغير المناخي، من خلال تبادل المعلومات والدراسات حول التغيرات المناخية وتأثيراتها المحتملة. كذلك دعم تمويل المشاريع البيئية والمبادرات المستدامة في البحرين، بما في ذلك برامج الاستثمارات الخضراء. بالإضافة إلى تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الاستثمارات في مشاريع التحول الأخضر.
يتعاون الاتحاد الأوروبي مع مؤسسات مالية دولية مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية “EBRD” والبنك الدولي، لتقديم تمويل إضافي لمشاريع الطاقة المتجددة في البحرين.
شراكة بين الاتحاد الأوروبي والكويت لمعالجة التحديات البيئية الدولية
أجرى معهد الكويت للأبحاث العلمية في الثامن من مايو 2024 مناقشات مع وفد من الاتحاد الأوروبي حول تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة وتغير المناخ ومعالجة التحديات البيئية الدولية. التقى معهد الكويت للأبحاث العلمية مع “سبيروس كوفيليس” ممثل مشروع مجلس التعاون الخليجي التابع للمفوضية الأوروبية بشأن التحول الأخضر، واتفقا على اتخاذ خطوات نحو مستقبل مستدام مع التخفيف من آثار تغير المناخ. وتكثيف التعاون بين المنظمات الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي حول مشاريع التحول الأخضر. أمن دولي ـ عوامل توسع رقعة الحروب وانعكاساتها على أمن الخليج العربي.
تقييم وقراءة مستقبلية
– يستفاد الاتحاد الأوروبي من مبادرات دول مجلس التعاون الخليجي والتقنيات الخليجية المتقدمة لاسيما في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، لتطوير مشاريع مشتركة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
– يمكن للاتحاد الأوروبي من خلال التعاون مع الإمارات العربية المتحدة، أن يساعد في تسريع تنفيذ المبادرات الخضراء في العديد من الدول الإقريقية والأسيوية وتعزيز الحلول العملية للتحول في مجال الطاقة، وربما أيضا تحسين جاذبيته كشريك شامل في الجنوب العالمي.
– بات متوقعا أن يكون هناك تعاونبين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة في الألواح الشمسية.و تطوير مبادرات مشتركة مع دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز الاستدامة
– من المحتمل أن تُطلق دول الاتحاد الأوروبي برامج جديدة تهدف إلى تعزيز التحول الأخضر والتكنولوجيا المتعلقة به، حيث يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي الاستفادة من الخبرات الأوروبية في هذا المجال.
– ينبغي للدول الأوروبية أن تشرك دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أكثر نشاطا في المحادثات العالمية – على سبيل المثال، بشأن الحد من المخاطر – والتركيز على أن تصبح شركاء الاختيار في مجالات ذات اهتمام مشترك، مثل الطاقة والمناخ.
اقرأ ايضاً
الهيدروجين الأخضر والمشروعات التي بدأ تنفيذها في مصر لإنتاجه