لؤي ديب يكتب: نتنياهو يضرب وترامب يُطبطب

عمليات الاغتيال والقصف في غزة بالأمس والتي قالت اسرائيل انها تمت بالتنسيق مع المركز الامريكي في كريات جات يحمل عدة أخطار مستقبلية وعميقة:

1/ مركز كريات جات يُفترض ان يكون مركز لتطبيق وقف إطلاق النار والاشراف على تنفيذ بنوده، وبمنحه الاذن بعملية الاغتيال يعني انه تحول الي مركز قتالي يدير عمليات هجومية.

2/ العمليات الإسرائيلية تدخل الان في سجال قانوني يعطيها نوع من الشرعية وخصوصا ان ممثلين عن 21 دولة يتواجدون في المركز الي جانب الامريكي ومنها دولتان عربيتان، فذلك فيه تكيف قانوني يضفي شرعية على خطوات اسرائيل .

تلك قواعد يسعى نتنياهو لترسيخها لوضع خيارين على الطاولة اما ان يتم الامر على طريقة اسرائيل او ان اسرائيل ستنهي المهمة.

نفس الشيء ينطبق على لبنان فعملية الاغتيال اليوم في الضاحية الجنوبية للرجل الثاني في حزب الله، تمت بعد التنسيق وابلاغ واذن امريكا التي تدير الية الماكنيزم ، الشيء الذي يحولها كغزة الي مركز قتالي يفرض ما تراه اسرائيل مناسبا بالقوة .

منذ ان اجتمع نتنياهو وسيمورتش وبن غفير في لجنة وزارة مخصصة لليوم التالي ، وبالحسابات الانتخابية فقد خسر نتنياهو ملف السعودية وتلقي معه ضربة ليس في الملف النووي السعودي والطائرات والاتفاقيات الاخرى وانما في ملف الذكاء الصناعي والرقائق الالكترونية التى ستكون السعودية بطاقاتها الهائلة مركزا لبيانات العالم وهو ما كان نتنياهو يخطط لتقديمه كتعويض اقتصادي سيجلب مدخولات تتخطي التيرليون دولار، فماذا تبقى امام نتنياهو كي يحافظ على الناخب اليميني ؟

الحرب جر لبنان وغزة وايران لنفس الدائرة الاولى وتحقيق انجازات يظن انها سهلة وستجعل منه بطل اسرائيلي تاريخي يستحق العفو الذي يتم تكيفه في غرف مغلقة من اجله ، وسيعود رئيس وزراء منتصر على كل خصومه الضعفاء ، وسيكون امام الناخب البطل الذي خاض حرب اضاف فيها اراضي لاسرائيل من غزة والضفة ولبنان وسوريا وكسر ايران ومحورها .

الفاشيين الثلاثة اجتمعوا في لجنة ليس من اجل اليوم التالي وانما من اجل ان لا يأتي اليوم التالي ، مستغلين الاذن الامريكي بعمليات التطهير وفق الحاجة الامنية ودون ضجيج دولي .

الامور تسير وكأن هناك بروتكول سري يعطي اسرائيل الحق بالمطاردة الساخنة ، نتنياهو مستمر بحربه ضمن قواعد اشتباك مختلفة على كل الجبهات ويرفع ويخفض وتيرتها حسب حساباته الداخلية وحاجته للمراوغة السياسية .

خط العودة الذي يرسمه نتنياهو خطير وقد يفجر الامور للاسوا وخصوصاً انه سيرفع سقف مطالبه الى حد الاستسلام الكامل.

نتنياهو يسعي لاغتيال خفض التصعيد، وسواء ردت حماس او الحزب او لم يردوا سيبقى يرفع السقف وصولاً الي حرب اكبر يستعد لتوجيه الضربة القاضية فيها.

نتنياهو يضرب وترامب يُطبطب

اقرأ للكاتب

 

 

 

شكرا للتعليق