هابي فالانتاين يا حاج سوسو

يستيقظ الحاج سلامة من نومه يوميا قبيل الفجر، يؤدي الصلاة، يتناول قهوته المحوجة من يد الحاجة إحسان، أم الأولاد التي عاصرت سنوات الشقاء والعناء، حتى صار الحاج سلامة أحد أكبر تجار الحديد في مصر.

 بعدها يتناول إفطاره، يرتدي جلبابا نظيفا، يذهب لعمله، يبقى فيه حتى الثامنة مساء، ثم يعود لمنزله، يتناول العشاء ثم يجلس ليحكي لإحسان عن تفاصيل يومه، وبعدها يخلد للنوم.

اليوم لم يجد الحاج سلامة زوجته في انتظاره بفنجان القهوة كالعادة بعد عودته من الصلاة، إنما وجد ضوء الصالة وقد صار خافتا، وصوت موسيقى هادئة يأتي من جهاز التسجيل، وقف الحاج للحظات محاولا استيعاب الموقف، لكن انتظاره لم يطل، حيث خرجت الحاجة إحسان من غرفتهما وفي يدها شالا أحمرا وعلى وجهها ابتسامة عريضة، اقتربت من الحاج قائلة: هابي فالانتاين يا حاج سوسو. تسمر الحاج سلامة  مكانه وقال: سوسو مين يا ولية، إيه اللي صابك، اتجننتي على كبر؟  احمر وجه إحسان خجلا وقالت: والنبي يا حاج كان نفسي أفرحك، أنا معرفش حاجة، بنتك بتاعة المدارس الأفرنجي هي اللي قالتلي لازم تهادي أبويا في عيد الحب، ولازم تكون الهدية حمرا.

يوم فالانتاين — عيد الحب — الذي ارتبط بالرومانسيه والحب وتبادل الهدايا، لكن لا يعرف الكثيرون أصل هذا الحدث الذي اتسم في نشأته بالعنف والدموية، وأتسائل كيف سترى النساء هذا اليوم إذا عرفن أن بدايته كانت بممارسة العنف والضرب ضد النساء في روما.

بداية كان الرومان يحتفلون بعيد لبركاليا في الفترة بين 13 و15 فبراير/شباط، يبدأ الاحتفال بذبح الماعز والكلاب ثم ضرب النساء اللاتي كن يصطففن استعدادا للضرب، ظنا من الرجال أن ذلك سيجعلهن أكثر خصوبة. وأثناء الاحتفال، كان الفتية يختارون أسماء النساء المكتوبة في أوراق موضوعة في قدر، من يقع عليها الاختيار تصبح شريكته لوقت أو طيلة العمر، إذا كان الاختيار موفقا.

أما لماذا سمي اليوم بفالانتاين، فذلك يرجع إلى فترة الإمبراطور كلاوديوس الثاني الذي أعدم اثنين باسم فالانتاين يوم 14 فبراير. كلاوديوس لم يكن يريد جنوده أن يتزوجوا أثناء الحرب لأن الزواج يؤثر على قوتهم وآدائهم في الحروب. لكن فالانتاين كان يزوج الجنود سرا، فقرر الإمبراطور إعدامه، وأثناء وجوده في السجن، أرسل فالانتاين رسالة حب لإبنة سجانه ذيلها  بإمضائه “من مليكك فالانتاين”. بعدها قامت الكنيسة الكاثوليكية بتخليد ذكرى استشهادهما من خلال الاحتفال بيوم فالانتاين.

ومع مرورالوقت صار يوم فالانتاين رمزا للحب والرومانسية إلى يومنا هذا.

أحمد صلاح الدين

sputnik

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *