السيسي: مصر لن تتردد في إرسال قواتها إلى دول الخليج إذا تعرضت لأي تهديد مباشر

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على قوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ المصرية، مشيرًا إلى أن مصر لن تتوانى في الدفاع عن أشقائها في الخليج في حال تعرضهم لتهديد مباشر.

وشدد الرئيس السيسي ـ خلال حوار مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية ورئيس تحرير وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بحضور مدير مكتب “كونا” في القاهرة ـ على أن التاريخ سيظل شاهدًا على ان مصر تحركت بسرعة عندما واجهت الدول الشقيقة خطرًا مباشرًا، مؤكدًا أن الجيش المصري هو جيش كل العرب، وان عبارة “مسافة السكة تعكس هذا المفهوم”.

ولفت الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن مصر تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان قدرتها على مواجهة التغيرات والتحديات القائمة بالمنطقة رغم كل الظروف الصعبة، موضحًا أن مصر لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى وانها تحترم إرادة الشعوب، ولكنها قادرة على صد أي هجوم والرد على أي اعتداء أو تهديد مباشر سواء عليها أو على أشقائها، مستشهدا بموقف مصر إزاء الاحداث في ليبيا.

وقال إن غزو الكويت عام 1990 مثّل الضربة الأولى لوحدة الصف العربي، وكان بمثابة ثغرة لاختراق الأمن القومي العربي، موضحًا اننا ندفع اليوم ثمن ما يعاني منه الوطن العربي من انقسام.

وشدد السيسي على أهمية مساندة الدول العربية التي تمر بأزمات حتى تتمكن من استعادة أمنها واستقرارها، والحفاظ على كياناتها ومؤسساتها الوطنية لتعود مرة أخرى كعضو فاعل بالأسرة العربية.

وأشار إلى أن الأمة العربية تستمد قوتها من ترابطها، وانه على الدول العربية ان تمتنع عن الإساءة لبعضها البعض، مشيرًا إلى ما تعرضت له مصر عقب ثورة 30 يونيو من إساءات وافتراءات من جانب بعض الدول العربية والاقليمية ووسائلها الإعلامية، وانها حرصت على التحلي بالمسؤولية وعدم الرد بالمثل لتفادي الخوض في تراشق إعلامي لم يكن سينتج عنه سوى مزيد من الانقسام، مؤكدًا على ان ما يربط الدول العربية من إسلام وعروبة ومحبة ليس مجرد أقوال، بل يجب ترجمته إلى أفعال.

وردًا على سؤال الاقتصاد المصري تتحسن مؤشراته، ولكن الاستثمارات الخليجية والأجنبية لم تتزايد بما يعكس أهمية مراجعة السياسات النقدية وتبني أفكار جديدة، بماذا تنصحون؟ قائلًا: “مصر عانت على مدار السنوات القليلة الماضية من تداعيات حدوث ثورتين وما تبع ذلك من تباطؤ في عمل المؤسسات وتدهور حالة بعض المرافق الاساسية مثل الكهرباء والغاز”.

كما يواصل الإرهاب الغاشم ضرب مرافق الدولة، ولكن الجهود التي تمت خلال الفترة الماضية ساهمت في التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء وتوفير الغاز للمصانع حتى استعادت طاقتها الانتاجية، كما تتخذ الحكومة التدابير التشريعية والاجرائية اللازمة للارتقاء بالخدمات والمرافق وتوفير الظروف الملائمة لجذب الاستثمارات، أن مصر حريصة على توفير العديد من المزايا لجذب استثمارات اشقائنا العرب وحثهم على الاستفادة مما تقدمه المشروعات التي يتم تنفيذها في مصر من فرص واعدة.

وردًا على سؤال هل المنطقة مقبلة على حروب؟، قائلًا: “ارجو ألا تكون مقبلة على ذلك، ان الدول العربية عليها ان تقيم الموقف والخيارات المتاحة، وعليها العمل على توحيد الصف العربي وتعزيز العمل المشترك”.

وعن الأزمة السورية؟، قال الموقف المصري ازاء الأزمة السورية واضح ولم يتغير، ويتمثل في عدم التدخل في الشأن السوري واحترام إرادة الشعب السوري ومكافحة الإرهاب والعناصر المتطرفة، مع العمل على التوصل لحل سياسي للأزمة يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية ويفسح المجال للبدء في جهود اعادة الاعمار، ويعكس هذا الموقف ثوابت السياسة المصرية الخارجية التي تحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إلا في حالة وجود تهديد مباشر لأشقائها، ولعل مشاركة الكويت بقواتها على الجبهتين المصرية والسورية في حرب 1973، ومشاركة مصر بقواتها في حرب الخليج الثانية هي خير دليل على ان الدول يجب ألا تتحرك لتقديم الدعم العسكري إلا في حالات الخطر المباشر.

وأضاف لن تتردد مصر في إرسال قواتها إلى دول الخليج الشقيقة، ومن بينها دولة الكويت العزيزة، للدفاع عنها إذا ما تعرضت لأي تهديد مباشر، واذا حدث تهديد مباشر للكويت سوف أرسل على الفور قوات مصرية لمشاركة الأشقاء الكويتيين في الدفاع عن وطنهم، ونفس الأمر ينطبق على بقية دول الخليج.

وعن خطاب البرلمان مثّل التزاما بخارطة طريق لتحقيق تنمية اقتصادية، فهل توجد خارطة طريق لتنشيط السياحة خاصة بعدما قمنا بزيارة شرم الشيخ واطلعنا على ما تتمتع به مصر من قدرات سياحية ضخمة؟ ولماذا لا تركز مصر على استقطاب السائحين العرب؟، قائلًا اننا نرحب بكل السائحين العرب، خاصة ان مصر تتميز عن غيرها من المقاصد السياسية الدولية بتقارب ثقافي يربطها بغيرها من الدول العربية، وهو ما يوفر عنصر ارتياح للسائح العربي يشعره بأنه في بلده مقارنة بالمقاصد السياحية الأخرى.

وليس بخاف على أحد الأهمية التي يمثلها قطاع السياحة بالنسبة للاقتصاد المصري، حيث يعمل نحو 5 ملايين مواطن مصري في هذا القطاع الذي حقق عائدا يبلغ نحو 14 مليار دولار سنويا قبل عام 2011.

وتعمل الحكومة بالفعل على تنشيط السياحة، سواء كانت سياحة داخلية أو عربية أو أجنبية، وتحرص مصر على توفير كل السبل الممكنة لتعظيم الاستفادة من موقعها المتميز وما تزخر به من آثار، فضلا عن مناخها المعتدل، ونرحب في هذا الإطار بكل السائحين العرب لقضاء اجازاتهم في بلدهم الثاني مصر، كما تبنت مصر حملات لتنشيط السياحة العربية اليها.

وعن توجه مصر نحو روسيا؟، قائلًا: “تربط مصر بروسيا علاقات قديمة وتاريخية، تتسم بالتميز في العديد من المجالات ومن بينها المجال العسكري، وتنتهج مصر بوجه عام سياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على جميع دول العالم تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، اذ ترتبط مصر بعلاقات استراتيجية ومستقرة مع الولايات المتحدة، كما ترتبط ايضا بعلاقات طيبة مع الدول الأوروبية والآسيوية ومن بينها الصين واليابان”.

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *