مينا يسري يكتب: كشف عذرية
– سلمى ..ماذا فعلوا معكي بالداخل؟
– لا شيء ..أنه مجرد كشف العذرية ..انه مجرد شيء بسيط
“Mustang” 2015
هنا في هذا الفيلم الفرنسي العظيم، يظهر لنا كم وصلت درجة الخضوع لدى الفتاة، في هذا المجتمع المنغلق المتراجع المتخلف، وصلت درجة الخضوع وسيطرة الفكر الذكوري إلى درجة اعتبار ان كشف العذرية مجرد شيء بسيط، نعم هي تذهب للطبيب وتقوم بفتح ساقيها لأثبات عذريتها لكنه شيء بسيط، نعم لا يوجد أي منطق يضع الانسان في ذلك الموضع المهين أعتباراً أن شرفها متعلق بعذريتها ولكنه شيء بسيط، نعم الرجال ليس لديهم أي شيء يثبتون من خلاله أنهم شرفاء ومع ذلك يستبدون المرأة ويستعبدونها.. ولكنه شيء بسيط
= ولا حاجه هروح معاه نكشف عند الدكتورة
– انتي مجنونه؟!
= عادي علشان أريحه
– عن امه ما أستريح.. دي حكاية عيب تتناقش أصلاً.. انتي فاهمه انتي بتعملي ايه؟
= ماهو بصراحه بقى البنات الوسخه واخدينا في رجليهم ومرخصينا معاهم، ومن حق أي راجل أنه يتطمن البنت اللي هيتجوزها شريفه ولا لأ
– ماحنا عندنا اثبات طبيعي مش ناقصنا حاجه
= ياستي وفيها ايه يعني خطيبي وبيحبني وعاوزه أريحه
– تثبتيله في العلاقه الزوجية مش في كشف شرف في عيادة.. انتي مجنونه؟ ازاي تهون عليكي نفسك كده؟ ازاي ترخصي نفسك كده؟ ازاي تقبلي أنك تروحي على عياده علشان تفتحي رجليكي علشان تثبتيله انك شريفه؟ ازاي تقبلي ده على كرامتك؟
“بنتين من مصر” 2010
أنه شيء بسيط، بسيط للغاية .. نعم في تلك النوعية من المجتمعات فوق أرضها تجري تلك الأمور، كشف العذرية، والعنف ضد المرأة، وتقييدها، والتعامل معها على أنها شيء ما، شيء يمكننا التفاوض بشأنه ومقايضته، شيء يمكننا بيعه أو التحكم فيه، تلك النوعية من التفكير تقودنا لجرائم الختان والعنف المنزلي وجرائم الشرف
ولكن السينما بكل جمالها وروعتها لم تتغاضى عن تلك النقطة تحديداً ففيلم “بنتين من مصر” وفيلم “Mustang” وفيلم ” فتاة المصنع ” لمحمد خان والكثير من الأفلام ناقشت بشكل او بأخر تلك النقطة، ولكن يبقى شيء واحد، متى قد يتأثر الواقع عن طريق الفن السينمائي ويبدأ في التغير؟
