الكشف عن قصة حب سري بين “لورنس العرب” ومدرسة لبنانية علمته اللغة العربية

في حياة الضابط البريطاني توماس إدوارد لورنس، المعروف بلقب “لورنس العرب” أيضًا، أسرار كثيرة دفنوها معه بعد مقتله في 19 مايو 1935 بحادث دراجة، يعتقدون بأنه كان مدبرًا، وأحدها مختلف بعض الشيء، وهو “حب روحي” بدأ في قلبه نحو لبنانية علمته اللغة العربية، ويكشفه الآن كتاب جدي وموثوق، فيه الكثير عن غوامض ماضٍ بعيد في حياة رجل غيّر خريطة الشرق الأوسط منذ بدايات القرن العشرين.

كان اسمها فريدة عقل، وليس “العقل” بحسب ما ذكره المؤلف Dick Benson-Gyles المشير بكشفه ما كان من حب بينها وبين لورنس القتيل فيما بعد بعمر 46 سنة، إلا أن الضابط الشهير “لم يكن مثلي الجنس كما يشيعون، لأنه أحب امرأة عربية بادلته الحب، وعلمته اللغة العربية في لبنان” وفقًا للوارد في الكتاب المعزز بصور لفريدة، وينزل إلى المكتبات العالمية الثلاثاء المقبل، وتبيعه “أمازون” مع شحنه بالبريد بسعر 25 دولارًا.

مؤلف كتاب The Boy In The Mask هو صحفي بريطاني معروف ككاتب تقارير إخبارية طوال سنوات، وشهير وفق ما قرأت “العربية.نت” في سيرته، بجدية ما يكتب، وسبق له أن عاش في بغداد ناشطًا في حقل الآثار، كما أعدّ وقدم أفلامًا تليفزيونية وثائقية متنوعة، وكتابه المستند إلى ما استغرق منه جهدًا ودراسات طوال عقود، ليس مخصصًا لقصة الحب بين “لورنس” وأستاذته اللبنانية، إنما أتى عليها من ضمن ما نشره عن المجهول من حياة الضابط البريطاني الشهير، “وليثبت بأنه لم يكن مثلي الجنس” كما يظنون.

المؤلف التقى بفريدة قبل وفاتها في 1975 ببيروت، وصورة أرشيفية لها من الكتاب

وقالت له فيها: “لم أقل لك الحقيقة”.

حقق المؤلف بجدية واضحة في الكتاب بعلاقة “لورنس” بفريدة، إلى درجة أنه سافر قبل 40 سنة إلى لبنان والتقى بها قبل وفاتها في 1975 ببيروت، وروى في الكتاب المكون من 328 صفحة أنه تأكد بأن ما كان بينها ولورنس “هو حب روحي” خصوصًا أنه تسلم منها “رسالة اعتراف” منها بعد عودته من لبنان، روت فيها المزيد عن علاقتها بالضابط، وقالت له فيها: “لم أقل لك الحقيقة (..) العلاقة كانت اتحادًا بين روح وروح” في إشارة منها إلى ما كان بينهما طوال شهرين أمضاهما لورنس معها، وأثناءهما علمته ما يحتاج من اللغة العربية.

قالت في رسالتها إن “لورنس″ كان خجولاً، لا تروقه الملامسة” مع ذلك ذكرت أن ذراعيه كانتا في إحدى المرات “حولها” كإشارة ربما إلى أنه عانقها، أو ربما أكثر من ذلك.

إلا أن الكتاب لا يحدد الشهر الذي عرف فيه “لورنس” أستاذته اللبنانية تمامًا، ولا حققت بذلك وسائل إعلام بريطانية قرأت “العربية.نت” الخبر في بعضها، ومنها موقع صحيفة The Herald الصادرة حيث يقيم المؤلف في مدينة “بلايموث” البعيدة بغرب إنجلترا 308 كيلومترات عن لندن.

لكن يبدو أنها كانت في تاريخين زار فيهما بيروت وجنوب ولبنان، حيث بلدة “جزين” وفيها الكثيرون من عائلة عقل، المنتشرة أيضًا في الشرق اللبناني، خصوصًا مدينة زحلة.

في سيرة “لورنس” أنه كان هاويًا للتنقيب عن الآثار والبحث عنها في الشرق الأوسط، واقترح على أستاذه، العالم الأثري المعروف هوغارت، أن يقوم بزيارة للمنطقة، فأعد لرحلته بتعلم بعض قواعد اللغة العربية التي تساعده على التواصل مع الآخرين، ثم سافر على متن سفينة منغولية في 18 يونيو 1909 الى بيروت، ومنها زار مدينة صيدا، وبعدها مدينة النبطية في الجنوب اللبناني، ثم عاد إلى إنجلترا.

أما رحلته الثانية، فكانت في 10 ديسمبر 1910 إلى بيروت، وأثناءها “كان يتحدث اللغة العربية بطلاقة” وهو ما يشير إلى أن الأستاذة اللبنانية علمته العربية قبلها بعام أثناء زيارته الأولى صيف 1909 إلى بيروت وجنوب لبنان، وبين يونيو ويوليو ذلك العام، عاش لورنس قصة “حب روحي” مع فريدة.. حب طواه ركام الزمن عشرات السنين، وكان سريًا دفنوه مع رفاته في مثواه الأخير، ثم انتشله وأظهره للعلن كتاب يبدو جديرًا بالقراءة.

شكرا للتعليق على الموضوع