“الخارجية”: مصر تسعى لحفظ السلام من أجل تعزيز التعاون الإفريقي

قال نائب وزير الخارجية السفير حمدي لوزا إن مصر تسعى إلى حفظ السلام، ليكون قناة أخرى تسهم في تعزيز التنسيق، والتعاون الإفريقي، الذي تهدف مصر من خلاله إلى الاستفادة من تجربة حفظ السلام والأمن في العالم العربي، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه المنطقة العربية، والمنطقة الإفريقية من حيث زيادة الصراعات.

جاء ذلك خلال افتتاح ورشة عمل رفيعة المستوى، اليوم الثلاثاء، بعنوان “الرؤى العربية لتوصيات المراجعات الاستراتيجية الأممية لحفظ وبناء السلام”، ونظمها مركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام في إفريقيا.

ونبه نائب وزير الخارجية إلى أن هناك بعثات لحفظ السلام تعمل دون التوصل لتسوية سياسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تنتظر الحل الشامل والعادل ،وهو أمر لا يمكن إغفاله، داعيًا إلى أولوية الحلول السياسية لتسوية الصراعات والنزاعات، وضرورة العمل الثلاثي بين مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والقوات، من خلال مشاركة القوات العسكرية، والعناصر الشرطية ضمن آليات الأمم المتحدة.

وقال نائب الوزير: “تحمل مصر، من خلال عضوية مجلس الأمن، مسؤولية تسوية النزاعات، ومراجعة عمليات السلام، وطرح رؤية الدول العربية في هذه العمليات الأممية، وإقامة السلم، والأمن في جامعة الدول العربية، وتسعى مصر إلى التفاعل بين الأطر الإقليمية، وهو ما تحرص على تعزيزه في مجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي تبدأ عضويتها فيه، في أبريل المقبل”.

وأوضح السفير حمدي لوزا أن هناك تغيرًا نوعيًّا في طبيعة الصراعات، مما يساعد التنظيمات الإرهابية، والجماعات المسلحة في الانتشار، وهو ما يفرض ضرورة تعزيز الأمن، والسلم لمواجهة هذا الخطر، وأن الصراعات الدولية تعتبر الركيزة الأساسية التي يجب مواجهتها، وهو ما تعانيه المنطقة العربية.

ومن جانبه، دعا الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى إلى تعزيز ، وإصلاح مجلس الأمن، من خلال إعادة النظر في الجزء الخاص بنظام الفيتو، مشيرًا إلى أنه ينبغي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن يسعوا لتصويب حق الفيتو، وعلى سبيل المثال هناك 13 عضوًا في اتجاه واحد بشأن قضية ما، واستخدام حق الفيتو، من خلال قوة واحدة، يضيع كل آراء الدول الأخرى.

وقال عمرو موسى : “إن التحديات التي تواجه العالم اليوم هي تحديات عالمية لا تعترف بأي حدود، وما يحدث في سورية أحد هذه الأمثلة، لأن المخاطر الكبيرة تتطلب التعاون لحل هذه المشكلات، موضحًا أن حق الفيتو أصبح أداة في سوء إدارة النزاع، والذي يؤدي لحالة نزاع دائم، مثلما نرى في فلسطين، ومناطق أخرى، وهذا يجب حله في أسرع وقت، وهناك ضحايا لطريقة التعامل مع المشكلات، ونحن بحاجة لتمكين الأمم المتحدة مع مجلس الأمن، لتأخذ مسؤوليتها بشأن حفظ السلام، والأمن الدولي”.

من جانبه، طالب نائب الأمين العام للجامعة للعربية أحمد بن حلي بتوفير قوات حفظ السلام، وإيجاد رابطة بين المبعوثين الخاصين للأمم المتحدة لمناطق النزاع ،ومبعوثي بعض الدول، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية تعمل على تعديل الميثاق بإدخال صيغ جديدة على ميثاقها، وعملها، حتى تواكب المرحلة للتعامل مع قضايا السلم، والأمن مثل مشروع السلم، والأمن العربي، كما أن العالم العربي أصبح أمام تحديات جديدة، منها دخول منظمات إرهابية، وعابرة للحدود.

وقال بن حلي إن جامعة الدول العربية حاولت منع تفاقم الصراعات، وخاصة الأزمة السورية، وعلى مدار عام كامل تم طرح مبادرات سلمية والتحرك الميداني، وذلك في مطلع العام 2012، وفشلت الجامعة العربية في تسوية، واحتواء الموقف الذي أدى إلى نقل ملف الأزمة إلى الأمم المتحدة، مع طلب هام هو دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بوقف العنف، ووضع الأزمة على طريق الحل السلمي.

ومن جانبه قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جاسيم وين إن مصر لها مكان فريد، ودور في تعزيز السلم في العالم”، مشيرًا إلى أن المراجعات الحالية توفر فرصة للدول الأعضاء، والمنظمات، لاضطلاعها بمسئوليتها.

وأشار إلى أن عدد الأعمال العدائية تضاعف منذ العام 2013، وأن الحلول السياسية التقليدية نتيجة تعقد النزاعات تحتاج لوجود شراكة أكبر مع الشركاء الإقليميين ، ومنهم إفريقيا، وكذلك المنظمات، ومنها جامعة الدول العربية، مع تعاون وثيق، مؤكدًا أن التطرّف العنيف، والجماعات ذات الآراء المتطرفة لابد أن تقوم بتطوير العمل لمقاومتها.

أ ش أ

شكرا للتعليق على الموضوع