انطلاق المهرجان الفرنسي للافلام القصيرة جدا فى ثلاثين دولة

انطلقت الدورة الثامنة عشرة من المهرجان الفرنسي الدولي للأفلام القصيرة جداً، التي لا تزيد مدتها عن ثلاث دقائق، وحتى الثاني عشر من يونيو/ حزيران الجاري، في 30 دولة و110 مدن معاً في كل مكان في الوقت ذاته، وقد حقق المهرجان نجاحاً كبيراً، ليس على مستوى فرنسا فحسب، بل على مستوى العديد من الدول التي تشترك في تقديمه والمشاركة فيه منذ 17 عاما، والتي تنضم مصر لقائمتها هذه بتنظيم شركة Brainstorm وبفريق عمل متكامل في العديد من التخصصات التي تعمل على تقديم المهرجان في القاهرة، التي كانت وما زالت وسوف تظل عاصمة الفن والسينما في العالم العربي والمنطقة.

يتميز المهرجان أن مدة الأفلام المشاركة لا تزيد عن 3 دقائق، بدون المقدمة والنهاية، هي أقصى مدة محددة للاشتراك في مهرجان الأفلام القصيرة جداً، تمثل التحدي الحقيقي لصناع الأفلام لتقديم وجبة مركزة من الدراما في تلك المدة القصيرة جداً.

تدور فعاليات المهرجان في التوقيت نفسه من 3 إلى 12 يونيو/حزيران 2016 في 30 دولة مشاركة في العرض، على مستوى القارات الخمس، في 110 مدن منها القاهرة، ويضم هذا العام 150 فيلما على مستوى 3 مسابقات رسمية، 4 برامج مقسمة تبعاً للموضوعات المطروحة، إضافة إلى العديد من الاختيارات المحلية على مستوى دول عدة.

تنقسم لجان التحكيم إلى ثلاث تتخصص كل منها في احدى المسابقات الرسمية، تلك المسابقات مجتمعة تمنح 9 جوائز، إضافة إلى تصويت واحد من الجمهور على مستوى الدول المقدمة للمهرجان في القارات الخمس.

تشارك 30 مدينة فرنسية في تقديم هذا المهرجان، إضافة إلى 80 مدينة على مستوى العالم، من خليج غانا إلى شمال المحيط الهادئ، من أمريكا الشمالية إلى العالم العربي ومنها مصر، من الولايات المتحدة الأمريكية إلى بلاد الكتلة الشرقية.

في اتجاه مضاد للعولمة، يعمل المهرجان على الربط بين الثقافات المختلفة، في كل بلد حسب طبيعتها وخدماتها وفريقها المحلي القائم على المهرجان، إضافة إلى طبيعة الجمهور من الحضور.

لا ينسى مهرجان الأفلام القصيرة جداً أحد، الكبار والصغار، السيدات والرجال، وجميع عناصر المجتمع، وعشاق عالم السينما والفن من العاملين في المجال والمشاهدين أيضاً، هذا التجمع الذي يلتقي فيه يأتي العديد لمشاهدة الأفلام ومقابلة المهتمين بالمجال، الأصدقاء والغرباء، عالم غريب ومألوف، يجد فيه الجميع ضالتهم من الأفلام، واستكشاف عوالم أخرى وثقافات مختلفة، مواهب متعددة يتم اكتشافها كل عام، وأخرى يتم تأكيد قيمتها الفنية العالية.

أفلام من كل نوع للعائلة وللأطفال، للمرأة، الرسوم المتحركة، الخيال العلمي، الإثارة وغيرها من الموضوعات، يأتي الجميع للمشاركة في تلك اللحظة الخالصة للفن فقط.

يجب تقديم الفكرة بوضوح واختصار في 3 دقائق، مما يعكس روح العصر السريعة ويقدم نظرة سريعة على ثقافة وحضارة المجتمع، الذي ينتمي له كل من الأفلام المشاركة.

لمدة طويلة، تم الحكم على الفيلم القصير وكأنه ليس فيلماً احترافياً حقيقياً، إلى أن تم الاعتراف أخيراً بالفيلم القصير كفيلم متكامل الأبعاد احترافي، علاوة على كونه اكثر تماسكاً في البناء الدرامي، أما بالنسبة للفيلم من نوعية الأفلام القصيرة جداً، وهي موضوع المهرجان، فهي نوعية تسمح للمجربين المبدعين بشكل أوسع بتقديم أعمالهم وتجاربهم من خلال 3 دقائق شديدة التركيز بميزانية أسهل وأكثر تحقيقاً. تمنح هذه النوعية من الأفلام حرية أكبر للمبدع مما يسمح له بتقديم المزيد من الإبداع والخلق.

تتم الاختيار من بين أكثر من 3000 فيلم تأتي من دول العالم، تتم مشاهدتها والاختيار منها بواسطة لجان متخصصة، والتي تحدد جوائز المسابقة الدولية. الاختيار واسع بقدر قصر الأفلام.

تنقسم جوائز المسابقة الرسمية إلى الجائزة الكبرى، وجائزة الأصالة والتجديد، وجائزة أفلام التحريك وجائزة الجمهور، وجائزة «كانال بلاس»، شراء حقوق عرض أحد الأفلام لبثها على شاشات القنوات التلفزيونية المعروفة بالاسم نفسه .

وأشار حسام البستاني منظم المهرجان في مصر إلى أن العديد من الفنانين الفرنسيين كانت بدايتهم وتقديمهم من خلال مهرجان الأفلام القصيرة جداً وعبروا منه إلى الفيلم الطويل ومنهم كيم شابرو، مخرج وكاتب سيناريو فرنسي، والممثلة الفرنسية اودري توتو، والمخرج فنسن كاسل.

يقام المهرجان في القاهرة بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية والمعهد الفرنسي في القاهرة، كما يتم التنسيق مع رموز العمل السينمائي المصري لأعداد ندوات عن هذا النمط السينمائي ومدى تأثيره في الحركه الفنية والتنويرية في مصر.

القدس العربى

شكرا للتعليق على الموضوع