“الآيس كريم” اختراع عمره 3000 عام.. كان حكرًا على أباطرة الصين وموسوليني منع جنوده من تناوله

 فاطمة خالد – التلغراف : هل تعلم أن الآيس كريم الذي نأكله الأن في أي مكان كان حتى وقت قريب تاريخياً حكرا على طبقة الأباطرة والملوك والأمراء ورؤساء الدول فقط.

حيث كان طهاة الأباطرة في الصين هم أول من صنعوا “الآيس كريم” قبل ثلاثة آلاف عام، حيث كانوا يصنعونه من ثلوج الجبال، ويخلطون الثلج  بالفواكه والعسل وأحياناً النبيذ، ليستمتعوا بنكهات لذيذة ومميزة تساعدهم على الاستمتاع في المناسبات التي يحتفلون بها، حيث كانت حلوى ملكية تقتصر على الأباطرة وحسب، حتى زار الرحالة “ماركو بولو” الصين عام1259، واحضر معه فيما احضر الخلطة وذهب بها إلى إيطاليا، هناك بدأ أثرياء إيطاليا يضيفون اللبن إلى الثلج ليصبح أقرب إلى الشكل الحالي.

انتقلت خلطة المثلجات من إيطاليا إلى فرنسا عندما تزوجت الأميرة الفلورنسية “كاثرين دى ميديشي” من الملك هنري الثاني وأصبحت ملكة فرنسا عام 1533، حيث انتقلت معها خلطة اللبن المثلج من إيطاليا إلى فرنسا، أصبح عدد من طهاة فرنسا يتفننون في إنتاج “الآيس كريم” بأطعمة لذيذة، كما قام أحد هؤلاء الطهاة بافتتاح محل لبيعه بإضافات جديدة ومختلفة مثل الشوكولاتة والفراولة والأناناس ليجذب الكبار والصغار.

في زيارة الملك الإنجليزي تشارلز الأول ملك إنجلترا إلى فرنسا عام 1600، قُدم إليه “الآيس كريم”، فاحبه كثيرا وابتاع سر الخلطة من الطاهي الفرنسي الذى قدمه إليه، وعاد بها إلى إنجلترا، من هنا أصبح “الأيس كريم” الحلوى المفضلة عند أثرياء إنجلترا.

بعد مائة عام انتقل اختراع “الآيس كريم” من إنجلترا إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ بعد أن بدأ الحاكم الإنجليزي لولاية “ميرلاند” الامريكية بتقديمه إلى ضيوفه، وبمرور76 عام على انتشاره في الولايات المتحدة تم افتتاح أول مؤسسة تجارية لبيعه في مدينة “نيويورك”. ونتيجة لحب “دوللي ماديسون” – زوجة الرئيس الأمريكي- الشديد “للآيس كريم”؛ أصبح يُقدم كتحية لضيوفها في البيت الابيض، وبعدها بعدة أعوام قامت سيدة أمريكية باختراع آل لعمل “الآيس كريم” بشكل يدوى أسرع، وفى عام 1851 افتتح جاكوب فوسيل أول مصنع لصناعة “الآيس كريم” في مقاطعة “بالتيمور” بولاية “ميرلاند” بعد أن كان يبيعه على عربة متنقلة.

صار “الآيس الكريم” بالشكل الذى نتناوله الآن في مطلع القرن العشرين، حيث ترك الصبى “فرانك إيبرسون” الذى كان يبلغ من العمر 11 عشر سنة خليطا من مسحوق الصودا والماء وبداخلهم عصا خشبية في الهواء الطلق في ليلة شديدة البرودة، فتجمدت الصودا حول العود الخشبي، وبعد عشرين عامل أضاف “فرانك” النكهات المختلفة أصبح لدينا “الآيس كريم الأستيك” والذي انتشر في أنحاء العالم.

اخترع الدمشقي أنيس الحموي قمع “الآيس كريم”، عندما هاجر إلى الولايات المتحدة في بدايات القرن العشرين ليعمل بائع زلابيا في إحدى معارض وكارنافالات مدينة “سانت لويس” في ولاية “ميزوري”، حيث هب الحموي لمساعدة جاره بائع “الآيس كريم” الذي استهلك جميع الصحون لديه خلال أيام أحد المعارض، فصنع الحمودي إناء جديدا له يُضع “الآيس كريم” فوقه ويُأكل معها دون استخدام صحون أو معالق، حول الاختراع الجديد الحموي إلى رجل أعمال حيث أسس شركة لهذه الصناعة سنة 1910.

في الحرب العالمية الثانية منع الزعيم الفاشي موسوليني جنوده من تناول “الآيس كريم” لأنه كان يعتبره رمزًا أمريكيا خالصًا، في الوقت الذى كان يعتبر فيه الجنود الألمان الأمريكيين مصدر للسخرية ويطلقون علهم ضاحكين: أكلة “الآيس كريم”!.

شكرا للتعليق على الموضوع