انحسار طفيف لخارطة المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيًا في العالم
التلغراف – منوعات : برغم أن آخر التقارير حول الزراعات المعدلة وراثيًا يشير إلى انحسارها الطفيف في العالم عام 2018، فإن المنظمات المعترضة على مبدأ توسيع رقعة هذه المزروعات متفائلة بإمكانية استمرار هذا الانحسار في المستقبل.
صدر مؤخرًا التقرير السنوي الذي تنشره المنظمة الدولية غير الحكومية التي تعنى بتطبيقات التكنولوجيا الحيوية في المجال الزراعي، والذي يقدم بشكل عام فكرة عن خارطة المزروعات المعدلة وراثيا في العالم. ويتضح من هذا التقرير أن هذه الخارطة لم تتسع حسب ما كانت تنتظره الشركات العالمية الكبرى المتخصصة في الزراعات المعدلة وراثيًا، ولم تتقلص بما فيه الكفاية حسب تمنيات المنظمات والهيئات التي تتصدى لفكرة انتشار مثل هذه المزروعات.
في عام بلغت مساحة الأراضي المخصصة للزراعات المعدلة وراثيا عام 2018 مائة وتسعة وسبعين مليونًا وسبعمائة ألف هكتار، بينما كانت تقدر في عام 2017 بمائة وواحد وثمانين مليونًا وخمسمائة ألف هكتار.
وقد حافظت الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والأرجنتين والهند وكندا على المراتب الأولى في مجال إنتاج محاصيل زراعية معدلة وراثيًا. ولكنه لوحظ في الوقت ذاته أن مساحة مثل هذه المزروعات في الولايات المتحدة انحسرت بمليوني هكتار بينما ارتفعت في البرازيل بمليوني هكتار في الوقت ذاته.
وبالرغم من أن المنظمات التي تعترض على مبدأ توسيع رقعة الزراعات المعدلة وراثيًا غير مرتاحة اليوم لما ورد في التقرير الجديد الصادر عن المنظمة غير الحكومية التي تعنى بتطبيقات التكنولوجيا الحيوية في المجال الزراعي، فإنها متفائلة بإمكانية انحسار هذه المساحات في المستقبل في بعض البلدان النامية التي انتشرت فيها هذه الزراعات ومنها مثلا بوركينا فاسو والسودان وإفريقيا الجنوبية. وترى هذه المنظمات أن الحملة التي تقودها منذ سنوات عديدة ضد الزراعات المعدلة بدأت تثمر.
أما أسباب الاعتراض على الزراعات المعدلة فهي كثيرة ومنها أنها تسيء إلى الزراعات المحلية الأسرية وإلى التنوع الحيوي وربما إلى الصحة البشرية. ولكن الشركات الكبرى المتخصصة في هذه الزراعات لا تزال تكرر ليل نهار أنها تساهم في الحد من استخدام الأسمدة الكيميائية من جهة وفي تلبية حاجات سكان البلدان النامية الغذائية المتزايدة من جهة أخرى.
الملاحظ أن المنظمة العالمية للأغذية والزراعة كانت قد تحمست كثيرًا قبل عقدين للابتكارات والمعارف التي تم الحصول عليها في إطار التكنولوجيا الحيوية الزراعية والتي أتاحت استنباط عدة أصناف معدلة وراثيا من المنتجات الزراعية التي تساهم في إنتاج الغذاء. وكانت المنظمة ترى أن تعديل مورثات هذه المزروعات من شأنه المساعدة على تحقيق غرضين اثنين هما: المساهمة في ضمان الأمن الغذائي والمساعدة على إنتاج الوقود الحيوي. ولكنها خففت منذ سنوات إلى حد ما هذا الحماس بعد أن أصبحت مقتنعة بأن الآمال الكثيرة التي عقدت على الزراعات المعدلة وراثيا لتحقيق هذين الغرضين لم تكن في المستوى المطلوب ولأن التوجه إلى تنمية الزراعات المعدلة وراثيًا بإمكانه أن يقوض أسس الزراعة الأسرية في كثير من البلدان النامية.